تُعد المواقع الإلكترونية من أكثر الأدوات التي تعكس قيمة الشركات أو المؤسسات التجارية، فالأمر ليس مجرد واجهة كما يعتقد البعض؛ إذ أصبح بناء وتصميم المواقع الإلكترونية على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت»، من الضروريات الحتمية التي لا بد من وضعها على رأس الاستراتيجيات التي تنظم العمل داخل الشركات.
من نافلة القول، إن المواقع الإلكترونية تُعد بمثابة اللسان الذي يتحدث طيلة الوقت باسم الشركات بكل لباقة، لا يكل ولا يمل من كثرة الاستفسارات والتساؤلات التى يوفر لها الإجابات المفيدة؛ لذا فالموقع الإلكتروني هو البوابة الأولى للنجاح المبهر والربح الوفير، في ظل التقدم التكنولوجي الذي ينمو بشكل متسارع يومًا تلو الآخر؛ حيث يمكنك البيع والشراء والتسويق والربح والتجول ومعرفة كل التفاصيل التي تتعلق بنشاطك التجاري وإبرام الاتفاقيات بنقرة زر واحدة.
إذن، فالموقع الإلكتروني حلقة الوصل بين الجمهور والشركة والشركات المنافسة الأخرى، فهو وسيلة اتصال دائمة وموثوق فيها عند الجمهور والعملاء، فكل هذا وذاك ينظر إلى موقع شركتك ويراقبه طوال الوقت؛ لذلك ينبغي على رواد الأعمال وأصحاب الشركات أن يكون موقعهم الإلكتروني عبارة عن قطعة فنية ذات تصميم قوي وفعال يعكس احترافيتك.
ونظرًا لأهمية ذلك في الشركات والمؤسسات التجارية، تتجه أنظار رواد الأعمال وأصحاب الأفكار نحو تأسيس موقع إلكتروني يُمثل نشاطهم التجاري على شبكة الإنترنت، ولكن ربما يقفون حائرين عندما يتعلق الأمر باختيار أحد أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني والمتمثل في: «ووردبريس، جوملا، دروبال»، وهو الأمر الذي يجعلنا نتحدث باستفاضة في السطور التالية عن الأنظمة الثلاثة لإدارة المحتوى والوصول إلى أفضل نظام لإنشاء موقع إلكتروني ناجح يتناسب مع طبيعة العمل التجاري.
ووردبريس – WordPress
يُعتبر نظام ووردبريس من أشهر أنظمة إدارة المحتوي «CMS» في العالم، والمنصة الأولي فى عالم التدوين، فهو يُتيح لمستخدميه إمكانية إدارة المواقع الإكترونية بشكل احترافي، مع إمكانية تركيب الكثير من الإضافات المجانية والمدفوعة، مثلها مثل القوالب التي أصبحت منتشرة ومتوفرة لجميع أنواع المواقع.
وتُشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 68 مليون موقع إلكتروني تعمل بنظام الووردبريس، وهو ما يعكس لنا أن هذا النظام ربما يحتوي على الكثير من المميزات التي جعلت أصحاب المواقع التي تستخدم نظام الووردبريس يتشبثون به ولا يفكرون في تغييره، ولعل هذه أبرز المميزات التي يوفرها النظام لمستخدميه.
إن أكثر ما يُميز نظام الووردبريس أنه متاح بشكل مجاني، فكل من يرغب في استخدامه يحتاج فقط شراء الاستضافة الخاصة به وتثبيت ووردبريس عليها بضغطة واحدة.
وهو يتميز أيضًا بسهولة الاستخدام، الأمر الذي أدى إلى انتشاره بشكل سريع بين نشطاء شبكة الإنترنت، وعمل على جذب المبتدئين ومتوسطي الخبرة إلى استخدامه، كما يتميز قالب الووردبريس بتوافقه مع حجم الشاشات، كشاشات أجهزة الهواتف الذكية وشاشات الحاسوب.
ويُتيح النظام لمستخدميه سهولة تخصيص المواقع الإلكترونية، ففي ظل انتشار القوالب المجانية والمدفوعة، أصبح بإمكان أي شخص يستخدم هذا النظام تخصيص موقعه الإلكتروني بالشكل الذي يريده، كا يُمكن لأصحاب الشركات تصميم قالب خاص لنظام الووردبريس بالمواصفات التي تتماشى مع طبيعة ونوعية النشاط التجاري.
نظام دروبال – Drupal
بلا شك، أن سرعة وقوة نظام «دروبال» تجعله يتميز عن نظام الووردبريس وجوملا، حيث تُشير أغلب الإحصائيات إلى أن أكثر من 12% من المواقع المنتشرة على شبكة الإنترنت تعتمد على نظام دروبال، فهذا النظام لا يحتاج إلى الكثر من الموارد مثل الأنظمة الأخرى، ويتناسب مع المواقع الكبيرة التي من تعمل بأكثر من لغة.
يتميز دروبال بقوته الفائقة في مواجهة كل المخاطر التي من الممكن أن تواجه المواقع الذي تعتمد عليه، خاصة هجمات المخترقين، كما يتميز النظام أيضًا بسرعته الفائقة.
وهو يُتيح لمستخدميه نافذة مخصصة للدعم الفني، ونافذة أخرى لتقديم الدعم اللازم الذي يحتاجه المستخدمون، بالإضافة إلى توافر الكثير من المواقع الإلكترونية المتخصصة التي تشرح دروبال.
جوملا – Joomla
يُعرّف نظام جوملا بقوته في إدارة وتشغيل المواقع الإلكترونية دون التأثير بأي مشاكل، فهو نظام مجاني تم نشره وفق شروط سياسة GPL؛ ما يسمح بإمكانية الاستفادة منه واستخدامه وإعادة نشره بشكل مجاني، فهذا النظام لا يحتاج الخبرة في مجالات التقنية حتى يتم تشغيله مثل دروبال.
عند استخدامك نظام جوملا تصبح قادرًا على إدارة موقعك الإلكتروني بكل سهولة ويُسر، فلوحة تحكم النظام تعج بالخيارات التي تساعدك على تخصيص الموقع كما ترغب، إن نظام جوملا يُتيح لك إنشاء شبكة اجتماعية ضمن موقعك، ويُعد هذا النظام هو الأنسب والأمثل لإنشاء المواقع التجارية.
في نهاية المطاف، لا يُمكننا القول بأن هذا أفضل من ذاك، فلكل نظام أهدافه الخاصة ومميزاته التي تتناسب مع طبيعة ونوعية هدفك؛ لذلك ينبغي عليك أولاً تحديد هدفك من إنشاء موقعك الإلكتروني، ومن ثم اختيار الأنسب والأفضل.
اقرأ أيضًا: حلقة وصل.. كيف تستطيع شبكات التواصل قراءة أفكارنا؟