قد يكون العمل بنظام الامتياز التجاري هو الخيار الأمثل لكثير من الذين يفكرون في العمل الحر بشكل عام، وربما يكون هو السبيل لنقلهم نقلة نوعية؛ فهناك بلا شك الكثير من المزايا التي ينطوي عليها هذا النظام، سوى أنه من الواجب الأخذ في الاعتبار بعض أضرار الفرنشايز أو سلبياته؛ إذ سيضعك ذلك على الطريق الصحيح من جهة، ويمكّنك من تحديد ما تريده بالضبط من جهة أخرى.
وسيعفيك الإلمام بـ أضرار الفرنشايز من عنصر المفاجأة السلبية، أو بالأحرى مواجهة أمور لم تكن متوقعها أو مستعدًا لها. ولكي تكون على بينة من أمرك سنحاول فيما يلي الإشارة إلى أبرز أضرار الفرنشايز وسلبياته، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: جدول زمني لبدء الفرنشايز
استثمار مكلّف
صحيح أن تكاليف بدء التشغيل معضلة أساسية يواجهها رواد الأعمال الناشئون لكنها أيضًا تواجه الذين يرغبون في امتلاك امتياز تجاري؛ فبخلاف تلك الأموال والرسوم التي يجب دفعها لمالك العلامة التجارية أو مانح الفرنشايز، فإن هناك الكثير من الأموال التي يجب إنفاقها على الموقع _الذي يجب أن يكون وفقًا لاشتراطات المانح وكما ينص عليها عقد الفرنشايز_ وإن كانت هذه الأموال الخاصة بالموقع والمعدات وخلافه ثابتة، سواء كنت تفكر في إنشاء مشروعك الخاص أو تفكر في امتلاك امتياز تجاري، فإن الرسوم التي تُدفع لمانح الفرنشايز أمر إضافي على الذين يفكرون في خوض هذه التجربة.
إذًا، تكاليف بدء التشغيل تُعد أحد عيوب الامتيازات التجارية، ولك أن تعلم أن تكلفة امتيازات مثل McDonald’s وDunkin ‘Donuts قد تصل إلى أكثر من مليون دولار، وبطبيعة الحال فإن تكاليف بدء الامتياز تختلف تبعًا لنوع الأعمال، والطلب، والصناعة.
اقرأ أيضًا: أهداف الامتياز التجاري.. تمكين الشركات ورواد الأعمال
إمكانية الوصول المحدود
هذه أيضًا أحد أضرار الفرنشايز وسلبياته؛ إذ يكون لزامًا عليك _كممنوح فرنشايز_ أن تعمل في نطاق جغرافي محدد، وقد يكون منصوصًا على ذلك في اتفاقية الفرنشايز، كما أنه لا يجوز وضع الامتيازات من نفس العلامة التجارية داخل نطاق محدد مسبقًا، وعلى الرغم من أن هذا مفيد بطرق عديدة، إلا أنه يحد أيضًا من عدد العملاء الذين يمكن للامتياز الوصول إليهم وخدمتهم.
يُفهم من هذا أنك لن تعاني من منافسة أحد من نفس العلامة التجارية التي حصلت على حقوق امتيازها لكن ذلك لن يكون إلا في نطاق جغرافي محدد، كما أنه لن يضمن وجود منافسين آخرين، علاوة على أن ذلك يقلل من فرص جذبك لعملاء جدد؛ فكل ما هنالك أنك تتعامل مع عملاء يعرفون العلامة التجارية الأصلية، ومن ثم تكون فرص التوسع محدودة.
اقرأ أيضًا: 9 اتجاهات جديدة للفرنشايز
مخاطر سمعة العلامة التجارية
لكي نكون منصفين في هذه المسألة يجب علينا أن نبادر إلى القول إن مانح الفرنشايز يخاطر بسمعة علامته التجارية حين يمنح حقوق امتيازها التجاري؛ إذ من الممكن أن يسيء الممنوح إلى العلامة التجارية وإلى سمعتها؛ لذلك، ولضمان عدم حدوث ذلك، يتشدد المانحون في اشتراطات العمل وخلافه.
لكن للأمر بعد آخر؛ فربما تكون العلامة التجارية نفسها ذات سمعة سيئة، ومن ثم فإن حصولك على حقوق امتيازها يعني أنك تصاب في مقتل، بيد أن أمرًا كهذا، وللحق نقول، يمكن التغلب عليه من خلال البحث الجيد عن العلامات التجارية المختلفة وسمعتها في السوق قبل أخذ القرار النهائي.
اقرأ أيضًا: تسويق الفرنشايز.. خطوة لا بد منها
الإرشادات الصارمة
إن امتلاك امتياز تجاري لا يمنحك نفس القدر من الحرية التي يتمتع بها في حال تأسيس شركة خاصة بك، فكل كل مانح امتياز يعطي الممنوحين مجموعة من الإرشادات التي يجب عليهم اتباعها وبشكل صارم. وغالبًا ما تتضمن هذه المبادئ التوجيهية كيفية إدارة وتسويق وتشغيل الأعمال، وفي حال قيام ممنوح الامتياز بشيء خارج عما تنص عليه تلك المبادئ التوجيهية، فقد يواجه عواقب وخيمة، والتي قد تشمل فقدان حق الامتياز والغرامات المالية كذلك.
اقرأ أيضًا: الفرنشايز والاستقلال المالي.. فرص للربح المستدام
استراتيجية خروج محدودة
من المفترض أن حق الخروج أو التوقف عن العمل مكفول للجميع، ناهيك عن كونه خيارًا وحقًا بديهيًا، إلا أن الأمر ليس كذلك فيما يخص الفرنشايز؛ فأغلب الممنوحين لا يستطيعون الخروج من اتفاقية الامتياز التجاري بسهولة، وهو الأمر الذي يدفعهم إلى بيع هذه الحقوق لأحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة.
بيد أن ذلك لن يتم إلا بموافقة مانح الفرنشايز ذاته، وهذه، والحق يُقال، أحد أبرز أضرار الفرنشايز وأخطر سلبياته، لكن يمكن القول أيضًا إن هذه السلبيات يمكن التغلب عليها أو على جزء كبير منها عن طريق وضع الاشتراطات التي تضمن انتفاءها في عقد الفرنشايز.
اقرأ أيضًا:
قرض الفرنشايز.. ماهيته وكيفية الحصول عليه
مخاوف الفرنشايز وطرق التغلب عليها
أخطاء ممنوح الفرنشايز.. خالف هواك!