أكد السفير أسامة نقلي؛ سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوب المملكة لدى جامعة الدول العربية أن المملكة العربية السعودية لديها استراتيجية واضحة للإعلام باعتباره فكر ورؤية، وأن وزارة الإعلام شهدت تطورًا كبيرًا، وباتت تتحرك بحرية وفاعلية مع الأحداث تماشيًا مع المستجدات الدولية.
وأضاف – في حديثه بالجلسة الأولى من منتدى مسك للإعلام والتي حملت عنوان “الإعلام أداة لإدارة العالم” والتي قدمتها الإعلامية اللبنانية ميسون النويهضي، وشارك فيها السفير حسام زكي سفير مصر لدى السعودية، والدكتور أسامة هيكل وزير الإعلام السابق – أن الإعلام يجب أن يكون حاضرًا بقوة في حياتنا، فهو أداة قوية لتشكيل فكر ووجدان الرأي العام، مشددًا على أن الإعلام الدبلوماسي أو الرسمي لا يقل أهمية وأنه يجب أن يكون متواجدًا في الأحداث المهمة بقوة، لا أن يأتي متأخرًا بعد أن تتجاوز الأحداث وقتها، لأنه في حالة التأخر يدع المجال للإطروحات الإعلامية أن تشكل وجدان الرأي العام، ومن ثمّ فحتى لو كانت حجته قوية لن يستطيع أن يُحدث تأثيرًا كبيرًا، لأن حضوره جاء بعد الحدث ويصبح في تحدٍ لاختراق القدرة على التعامل مع القناعات التي شكلتها المسارات الأخرى التي سبقته في تغطية الحادث وفق أيديولوجيتها.
وردًا على سؤال حول جدوى ودور وزارات الإعلام الرسمية في الدول العربية، قال ” نقلي”: أرى أن الإعلام ما هو إلا فكر ورؤية أكثر من كونه جهازًا إداريًا، وأن الأساس هو مدى القدرة على تطوير الفكرة الإعلامية، لأن عدم قابلية التطور معناه استمرار الفكر التقليدي.
وقال: أنا أرى أنه لا ضرر من وجود وزارات الإعلام بشرط أن تستوعب التغيير وأن تعرف طرق وآليات التعامل مع الواقع الجديد، ولدينا مثال واقعي على ذلك أننا في السعودية بدأنا نتعامل مع الإعلام كفكر ورؤية، وهناك تطور في وزارة الإعلام وباتت تتحرك بحرية وفاعلية مع الأحداث وهذا ما يتماشى مع المستجدات الدولية.
وحول سؤال حول تجربة الجيل الجديد ومدى نجاحه في إيصال الأفكار والأخبار بطريقة تؤثر في المجتمع بشكل أفضل مقارنة بالأجيال السابقة، أجاب “نقلي “: “لا يوجد جيل نشأ من فراغ، فكل الأجيال تتلمذ على يد بعضها، وكلنا نستفيد من خبرات السابقين ونطور من أدواتنا بما ينسجم مع التطور الحالي، والأجيال الجديدة تحاول أن تتطور حتى تستطيع الوصول للرأي العام بنفس أدواته”.
السفير حسام ذكي: الذهنية والمصداقية أهم أدوات النجاح
ومن جانبه أشار السفير حسام زكي؛ سفير مصر لدى السعودية إلى تطور الإعلام خاصة في وسائل التواصل الاجتماعية، التي أصبحت أكثر تطورًا ، مؤكدًا أن نجاح الرسالة الإعلامية أصبح يرتكز على “الذهنية” التي باتت ضرورة لصنع الفارق، مشددًا على أنه يجب على المتحدث أو مُرسل الرسالة الإعلامية لكي يحقق التأثير أن يمتلك الذهنية الصحيحة في التعامل مع الواقع الموجود فيه، و أن تكون الأخبار مبنية على المصداقية التي بدونها لن يتحقق الهدف، وألا يغامر بتحليلات وأفكار لا يعرف مصادرها، ثم عليه أن يستفيد من الآليات بأكبر قدر ممكن، لأنه بدون مصداقية فمتابعته لن تكون ذات تأثير مهما امتلك من أدوات مختلفة،
هيكل : الإعلام التقليدي بشكله القديم لم يعد قادرًا على إيصال رسائله بحرفية ومهنية
وفي كلمته أوضح الدكتور أسامة هيكل؛ وزير الإعلام المصري السابق أن المشهد الإعلامي تغير كثيرًا في العشرين عامًا الأخيرة، ولم تعد فكرة “مرسل ومستقبل” موجودة كما كان من قبل، لأن الأمر أصبح تفاعليًا، وبات الإعلام الرسمي والخاص معتمدًا على القدرة على التأثير في المقام الأول، ثم سرعة التوصيل بالمرتبة الثانية.
وقال: ” إن المهنية والمصداقية تحتمان اختيار التوقيت والطريقة السليمة في التعامل مع الجمهور وبالسرعة اللازمة، فهما الحل للخروج من مرحلة “إعلام الأزمة” التي نعيشها حاليًا، مؤكدًا أن التأخير في توصيل المعلومة يخلق بدائل قد تكون سيئة، فوسائل الإعلام تكون بحاجة إلى “المعلومة السريعة”، ويتولد لدى المهتمين والمتلقين شغف للمعلومة.
وأوضح “هيكل” أن الإعلام التقليدي بشكله القديم لم يعد قادرًا على إيصال رسائله بحرفية ومهنية، فمع تطور وسائل الاتصال وانهيار الاتحاد السوفيتي كان يجب أن يطور الإعلام التقليدي من نفسه، ونحن نتحدث هنا عن دور الصحفي مستقبلًا، فأمامنا 3 أنماط: صحافة المواطن، وصحافة الآلية، وفيها باتت السرعة تُقاس بالثواني وبالتالي أصبح صياغة الأخبار تتم آليا، ودور الصحفي في التحليل أو التقرير الاستقصائية، أما النوع الثالث فهو “صحافة الشات والدردشة” وفيها تستطيع أن تتعامل مع “روبوت” ويتميز عن الصحفي التقليدي أن لديه قصة كاملة ويُصاغ الخبر في شكل دقيق.
وأضاف: ” لم يعد هناك فصل بين الصحافة المكتوبة والتلفزيونية، والبطل بات صالة الأخبار التي تصاغ فيها القصة، ونحن لم نتجاوز مرحلة الصحافة الورقية، رغم أن الولايات المتحدة شهدت إغلاق أكثر من 50 جريدة، وزيادة التوجه نحو الصحافة الإلكترونية، أما في الهند فهي مثال فريد على صمود الصحافة الورقية، ويجب أن ندرس ما يتناسب مع مجتمعنا العربي”.
وعن دور وزارات الإعلام، قال وزير الإعلام المصري السابق، إن ربط وزارة الإعلام بمناخ الحرية ربط خاطئ والمنع أصبح مستحيلًا لأن المد الإخباري يأتي بشكل طبيعي ومن مصلحة الحكومات العربية أن تقدم المعلومات بشكل دقيق وسريع.
وأضاف: “مع تطور إلإعلام وحجم المعلومات الكبير، يجب إعادة النظر في عمل وزارات الإعلام، وماهية وظيفة وزارة الإعلام، مؤكدًا أنه لا يمكن اتخاذ قرار سياسي بدون دراسة إعلامية مصاحبة له تحدد الوقت المناسب وطريقة التخاطب والصيغة المناسبة.
وشدد على أهمية وجود كيان- سواءً كان وزارة أو جهاز أو هيئة – يعمل على وضع سياسة إعلامية للدولة، ويتابع تنفيذها.