لا يفكر الناس جميعًا وفق طريقة واحدة، بل إن أساليب التفكير قد تختلف من شخص لآخر، فهذه الأساليب _التي سنأتي على ذكرها بعد قليل_ تتأثر بالتنشئة الاجتماعية، وطرق التربية، ومستويات التعليم.. إلخ.
إن أساليب التفكير هي _في نهاية المطاف_ عبارة عن انعكاس طرق تربية الفرد وتنشئته وتعليمه على عقله، وطريقة صياغته لأفكاره. ومن هنا فإن تعلم الإبداع يبدأ منذ الصغر؛ فإذا أردنا من شخص ما أن يكون مبدعًا، وفريدًا في نمط وجوده، وأسلوب حياته، فلنبدأ في غرس ذلك فيه منذ الصغر، وعبر عمليات تربوية وتعليمية مختلفة.
يظهر من ذلك أن الإبداع ليس عملية فطرية، ولا هي ملكة يُولد المرء مزودًا بها، وإنما هي طريقة يمكن تعلّمها؛ ولعل هذا الرأي هو الأكثر منطقية؛ إذ لو قلنا إن الإبداع عملية فطرية فإننا بذلك نقطع الطريق على كل محاولة جادة للتفكير خارج الصندوق، وعلى الإتيان بأفكار مبتكرة، يمكن أن تسهم في تحسين شروط عيش البشر، والإسهام في تقدم البشرية والمجتمعات الإنسانية المختلفة.
وبعيدًا عن هذا وذاك، أو الدخول في معترك نظري للانتصار لرأي على حساب آخر، فسنضرب عن كل ذلك صفحًا، ونشير إلى الأساليب المختلفة التي يتبعها البشر أثناء ممارستهم التفكير.
التفكير التركيبي:
يتميز هذا الأسلوب في التفكير في كون صاحبه قادرًا على التركيب والتضفير بين العديد من الآراء ووجهات النظر المختلفة، واتخاذ ذلك وسيلة للوصول إلى وجهة نظر/فكرة جديدة ومبتكرة.
وهي، بطبيعة الحال، تختلف عن كل هذه الأفكار السابقة، وعن وجهات النظر التي انبثقت هي عنها، وهنا يكمن الإبداع؛ أن تستخدم أفكارًا قديمة وبالية للوصول إلى أفكار جديدة ومبتكرة.
التفكير المثالي:
هذا نمط تفكير مختلف كذلك، لكن اختلافه وتفرده يأتي من كونه بعيدًا عن الوقائع والمعطيات الراهنة، والاهتمام، طوال الوقت، بالمستقبل، وما قد ينتج عن ذلك من سيناريوهات مختلفة.
إن هذا الأسلوب، رغم اهتمامه بالمستقبل ورغم كونه مبتكرًا إلى حد كبير، إلا أنه قد لا يصلح مع رواد الأعمال ولن يكون مناسبًا معهم؛ فهؤلاء يحاولون استخدام الوقائع الراهبة والمعطيات الحالية للخروج بنتيجة جديدة أو حل إبداعي مبتكر لمشكلة حالية.
التفكير الواقعي:
هذا الأسلوب في التفكير هو على الضد تمامًا من النمط السابق، فإذا كان التفكير المثالي متعلقًا بالمستقبل والسيناريوهات المتخيلة، فإن هذا التفكير الواقعي يركز كل اهتمامه على الوقائع الموجودة حاليًا، وعلى الظروف الحالية، ومحاولة استخدامها في صياغة رؤية جديدة.
التفكير التحليلي:
يتشابه هذا الأسلوب مع التفكير التركيبي كثيرًا، سوى أن هذا يعتمد على جمع أكبر قدر من المعلومات، والبيانات، والمقارنة بينها، ثم الاعتماد عليها في اتخاذ قرار ما.
التفكير العملي:
يحاول أصحاب هذا الأسلوب التأكد من صحة المعطيات والوقائع الحالية بالاستناد إلى خبراتهم الشخصية الماضية، بالإضافة إلى أنه يسير وفق خطوات محددة جدًا للوصول إلى حل للمشكلة التي يُجرى التفكير بشأنها.
اقرأ أيضًا:
الاقتصاد الرقمي.. وآلية تطوير مهارات رواد الأعمال