قطاع الأطعمة ثري ومرغوب وبإمكان الشباب الاستثمار فيه بنجاح
رجل أعمال ومستشار تجاري ومدرب في مجال ريادة الأعمال، يمتلك ويرأس عدداً من الشركات الخاصة؛ أبرزها وكالة بصمتي للدعاية والإعلان، وعدة شركات في مجال الأطعمة، بالإضافة إلى عضويته في مجالس إدارات عدد من الشركات كشريك ومؤسس.
يرأس العديم لجنة رواد الاعمال بالجبيل، ويرى من خلال حديثه في هذا الحوار، أن الفرصة مواتية لرواد الأعمال الشباب لتحقيق النجاح لمشاريعهم في ظل الدعم والتمويل الذي تتيحه الدولة اتساقاً مع رؤية المملكة؛ لكنه يرى ضرورة أن يوازي ذلك تدريب مستمر للشباب حتى يكونوا مهيأيِّن لتحقيق النجاح والأرباح لمشاريعهم.
حوار: جمال إدريس
*من هو أحمد العديم الدراسة والتخصص؟
– أحمد بن سعود العديم من مواليد مدينة حائل ترعرعت ودرست في مدينة الثقبة، خريج ادارة اعمال جامعة الملك فيصل، حاصل على دبلوم في هندسة الطاقة الكهربائية من كلية الجبيل الصناعية، حاصل على العديد من الدورات في التخطيط التشغيلي والتخطيط الاستراتيجي وبناء فريق العمل وإدارة المشاريع الاحترافية ودراسة الجدوى والتسويق. وقريباً بإذن الله سأكمل ماجستير في الادارة التنفيذية.
*ما هو أول عمل خاص أسسته، وهل واجهتك صعوبات في تمويله؟
– بدأت علاقتي بالعمل التجاري وأنا في العاشرة من عمري، حيث كانت هناك العديد من المحاولات التجارية العشوائية وغير الرسمية، ولكنها كانت بمثابة تمهيد للعمل الرسمي والمنظم، والذي بدأته في العام ٢٠٠٠م أو قبله بقليل.
أول عمل رسمي لي كان منصة للدعاية والإعلان وتصميم الهوية، وكانت الفكرة فريدة من نوعها تقوم على العمل المشترك مع مجموعة من المصممين العرب والعمل على شكل مشاريع ومقاولات تقدم من خلال منصة واحدة تحت اسم مجموعة عديم للتصميم، وامتد الأمر الى تأسيس وكالة دعاية وإعلان مقرها الجبيل تحت اسم “بصمتي” للدعاية والإعلان.
*وكيف تحصلت على التمويل؟
– في ذلك الوقت لم يكن هناك توجه لدعم المشاريع الصغيرة والناشئة، فكان التمويل مبني على المقومات المتوفرة، بل إنك تبني خطتك على المتاح من الموارد، الآن يقوم بنك التنمية بعمل جبار في دعم رواد الأعمال؛ لكن لا زالت المركزية تعيق الحصول على التمويل المناسب، لذلك لا بد من تسريع الاجراءات ومواكبة السوق ومتطلبات رواد الاعمال وتذليل الاشتراطات التي تعيق استفادة رائد الأعمال من الخدمات التمويلية المرصودة من الدولة.
*كيف يتغلب رائد الأعمال على تحديات ومخاوف تأسيس مشروعه الخاص؟
– الإيمان بالفكرة والثقة بالنفس، وكذلك الاحتكاك بأصحاب الخبرات وحضور المحافل واللقاءات. ونحن نقوم في الشركة بعمل لقاءات دورية لتبادل الخبرات وتدارس الاوضاع الاقتصادية وتباحث وإيجاد حلول.
*ما هي أهم خطوات عمل دراسة الجدوى للمشاريع الناشئة؟
– أولاً مسح السوق، ويتمثل ذلك في الفكرة، النوعية، ندرة أو تشبع السوق ثم توافق الفكرة مع متطلبات السوق، ثم النظام المحاسبي ووضع السيولة، ثم فريق العمل المطلوب لانجاز المشروع.
*هل تعتقد أن التدريب الذي يجده رواد الأعمال الشباب، كافٍ لتأهيلهم؟
– للاسف مع وجود الكثير من المبادرات الحكومية إلا أنها غير كافية، سواء على مستوى الانتشار الجغرافي أو على النوعية وكذلك مستوى الخبرات، ونأمل أن تتم تغطية المدن والمحافظات الاخرى واستقطاب الخبرات العملية والعلمية للنهوض بمثل هذه المبادرات.
ولنا تجربة ثرية في التدريب، حيث تشرفت مع شركة “إنجاز” بتدريب الطلاب الجامعيين لدخول سوق العمل وكسر بعض الحواجز والخوف من الجانب التجاري.
*كيف تنظر لاستثمار رواد الأعمال في مجال تقديم الأطعمة بالرغم من المنافسة الكبيرة فيه؟
-لا يخفى علينا أن المطبخ الخليجي والعربي عموماً متنوع وثري ومرغوب في كل أنحاء العالم؛ لذا لن نجد صعوبة بتسويقه وإيجاد ارض صلبة نقف عليها خارج إطار منطقتنا، وهناك أصحاب مبادرات مشرفة يقدمون كل ما بوسعهم للاستمرار بجودة عالية وخدمة راقية في هذا القطاع، وإذا وُجد مسار حقيقي لدعم القطاع لرأينا العجب من هؤلاء الشباب المبدعين ولوجدت الكثير منها صدرت للسوق الخليجي والعربي.
*كيف يمكن للعلامات التجارية السعودية تحقيق الانتشار خارجياً؟
-عن طريق الدعم بكل أشكاله، ولنا في التجربة الكورية بتصدير (برانداتها) مثال واضح؛ مثل سامسونج وال جي وغيرها، والتي أصبحت تشكل رقماً في اقتصادها.
وكما تعرف مساحة مملكتنا كبيرة، وأعتقد حينما ننجح في تحقيق الانتشار داخلها وبإدارة ودعم واضح وسلس، فإن ذلك سيكون كفيل بالنجاح خارجها. واعني بالإدارة والدعم ما يخص الفرنشايز.
*وكيف ترى واقع الفرنشايز بالمملكة الآن وما الذي ينقصه برأيك؟
– بحكم أن الفرنشايز كنظام جديد علينا في الوطن العربي بشكل عام ومفهومه غير واضح للكثيرين؛ فإن صعوبته قد تكون في مرونته، فنحن كعرب لم نتعود على المرونة، نرى أن النظام صلب ولا يتشكل وأي تعديل أو إضافة عليه قد يتسبب في انهياره. ولو أخذنا أنظمة المطاعم العالمية كمثال لوجدنا أن كل شركة لها نظامها الخاص والمختلف عن الشركات الاخرى بالرغم من أنها تعمل جميعها تحت مظلة الفرنشايز، مثل: ماكدونالدز، برجركنق، هارديز، صب واي وغيرها. أنا أراه أشبه ما يكون بقطعة القماش التي تحيكها على ما يتوافق مع مشروعك مع الاخذ بعين الاعتبار كل مقوماته وأركانه الرئيسية. ويبدو أن الفرنشايز يحتاج لفترة أطول حتى يتم استيعابه بشكل أفضل وأعمق، ولو وجد ذلك دعماً حكومياً اعتقد أن ذلك سيقلص تلك الفترة.
*إلى أي مدى يمكن أن تساهم رؤية 2030م في توفير مزيد من الفرص لنمو قطاع الفرنشايز؟
– نحن شباب طموح وزاد من طموحنا وجود قيادة شابة تتطلع لقيادة على المستوى العالمي بالقطاعات غير النفطية، لكن أرى أننا بحاجة ماسة لمراجعة الكثير من أنظمة بعض الوزارات حتى تكون لنا بصمة ومساهمة في تحقيق هذه الرؤية.
*هل تعتقد أن شروط منح الفرنشايز مشجعة لتنمية مشاريع رواد الأعمال؟
– تنمية المشاريع تقوم على الانتشار وتعاظم الايرادات والأرباح، ولا شك أن الانتشار من ركائز الاستدامة، واقوى انتشار تجده في المنح، لكن كما ذكرت سابقاً حين تكون الفائدة لطرف دون الطرف الاخر فإنه لن يدوم وستجد أن ذلك الانتشار تقلص واضمحل.
*بماذا تنصح الشباب قبل منح الفرنشايز لمشاريعهم؟
-عدم التسرع في الانتشار، والعمل على توفير كل متطلبات ذلك، كأدلة التشغيل والموارد والعقود، ومن أهم الامور بنظري إضافة لما ذكرت، هو الدعم اللوجستي، واختيار الممنوح وتثقيفه، والحرص على أن تكون العملية مجدية للطرفين.
*كلمة أخيرة؟
– أعتقد أن المبادرة مع التعثر والتعلم من الأخطاء، أفضل الف مرة من أن تكون ساكنا لا تتحرك. فبلادنا تمر الآن بنهضة لم تشهدها من قبل، ولا بد من استغلالها وبالذات بوجود شباب شغوف وطموح ومتطلع للمستقبل، لرفع راية بلده على الصعيد الإقليمي والعالمي.