في الوقت الذي يثور فيه جدل كبير على مدى أخلاقية حلول الآلات محل البشر، ومخاطر الرقمنة، سواءً في النقاشات الاجتماعية أو الاقتصادية، نلاحظ أن وظائف الذكاء الاصطناعي؛ أي تلك الوظائف التي صنعها، أو التي يتوقع أن يصنعها في المستقبل القريب، آخذة في الانتشار والازدياد.
وتشير بعض الإحصاءات إلى أنه بين عامي 2015 و2018 كانت هناك زيادة بنسبة 100% تقريبًا في إعلانات الوظائف التي تنضوي تحت لواء ما أطلقنا عليه وظائف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، كما احتل مهندسو التعلم الآلي المرتبة الأولى في قائمة أفضل الوظائف في تقرير Indeed العام الماضي،
فيما كانت المرتبة الأولى في تقرير الوظائف الناشئة لعام 2020 على LinkedIn من نصيب متخصصي الذكاء الاصطناعي، مع نمو سنوي بنسبة 74% خلال السنوات الأربع الماضية، يليه مهندس الروبوتات ثم عالم البيانات.
ومن المتوقع كذلك أن يرتفع الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 7 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2022، وأن ما يصل إلى 31% من المؤسسات المختلفة حول العالم سوف تستخدم الذكاء الاصطناعي مع نهاية العام الجاري.
نحن، إذًا، أمام ثورة جديدة، وتغير هيكلي محتمل في طرق إنجاز وأداء الأعمال، فما هي وظائف الذكاء الاصطناعي الآخذة في الانتشار حاليًا أو التي يُرجح أن تنشأ أو يزداد عليها الطلب في المستقبل؟ ذلك ما يحاول «رواد الأعمال» الإجابة عنه كما يلي.
اقرأ أيضًا: قائمة بأهم الوظائف في المستقبل
مسؤول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
سيكون هذا المنصب من أهم وظائف الذكاء الاصطناعي _هو موجود حاليًا ومن المرجح أن يزداد الطلب عليه في المستقبل_؛ وذلك لأن الشركات تعمل، من خلاله، إلى ضمان تحقيق المكاسب المختلفة عبر هذه الأداة الجديدة من دون الإضرار بالإنسان.
بالطبع الذكاء الاصطناعي ليس خيرًا كله، وأن هناك بعض الأضرار أو الآثار السلبية المحتمل أن يسببها في الإنسان والمجتمع على حد سواء؛ ولذا كان وجود هذا المنصب محوريًا لأنه يعمل على ضمان ضبط ممارسة واستخدام الذكاء الاصطناعي.
وسوف يحتاج مسؤول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أن يكون لديه خلفية معارف إنسانية واسعة، مثل الإلمام بـ علم النفس، وعلم الاجتماع، والفلسفة، علاوة على الإحاطة علمًا بكل النقاشات الدائرة حول التفاعل بين الإنسان والحاسوب.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات.. تقنية غيرت العالم
محلل أعمال الذكاء الاصطناعي
لجني قيمة من نماذج الذكاء الاصطناعي يجب أن يقترن علماء البيانات بمحللي الأعمال، ومن هنا تنبع أهمية منصب محلل أعمال الذكاء الاصطناعي.
ولكي يقوم هذا الشخص بدوره على الوجه الأمثل فيجب أن يتمتع بفهم قوي للشركة، ونموذج أعمالها، وعملياتها التجارية، أو المنتج الذي يأملون في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي من أجله.
علماء البيانات
قديمًا كان علماء ومتخصصو البيانات يأتون من خلفية إحصائية صِرف، أما الآن وبعد أن أخذت وظائف الذكاء الاصطناعي في الذيوع والانتشار اختلف الأمر تمامًا؛ إذ صارت البيانات ذاتها أقرب إلى التقنية منها إلى البيانات الإحصائية الصماء.
لذا؛ فإن علماء البيانات يسعون إلى معرفة البيانات التي يجب استخدامها، وما هي الخوارزميات التي يجب نشرها للحصول على أفضل النتائج، كما أنهم يعملون مع مهندسي البيانات ومطوري البرامج؛ لتحويل هذه المعرفة إلى تطبيقات عملية، ومع وحدات الأعمال؛ لضمان تلبية التكنولوجيا لاحتياجات العمل.
اقرأ أيضًا: تقنيات المدن الذكية في العالم.. السبيل لتحسين نوعية الحياة
مهندس الذكاء الاصطناعي
إذا كنا نتحدث عن وظائف الذكاء الاصطناعي فكيف نغفل مهندسي الذكاء الاصطناعي؟ فهم المسؤولون عن إنشاء الأنظمة المؤتمتة لتشغيل وإدارة مشاريع المختلفة، خاصة تلك المتعلقة بالتعلم الآلي.
وقد يكون مهندس الذكاء الاصطناعي مسؤولاً أيضًا عن إعادة بناء العمليات التجارية؛ في محاولة لجعلها أقرب إلى العمل وأكثر فائدة.
وعلى أي حال، فإن هؤلاء القوم هم المؤهلون للنظر إلى مشاريع الذكاء الاصطناعي من منظور أوسع، ويمكن أن يكون مهندسو تكنولوجيا المعلومات الذين يكتسبون مهارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي مرشحين جيدين لهذا المنصب الوظيفي الحديث.
مهندس تصنيع البيانات
البيانات هي روح العصر ونفطه الجديد، لكن المشكلة أن هذه البيانات تأتي من مصادر شديدة التنوع والثراء، كما أن التعامل معها في صورتها الخام لن يكون مفيدًا، ومن هنا فإن دور مهندس تصنيع البيانات _وهو أحدث وظائف الذكاء الاصطناعي تقريبًا_ هو نمذجة وتصنيف هذه البيانات وجعلها قابلة للاستخدام.
يساعد مهندس تصنيع البيانات في إنشاء بيانات منظمة عالية الجودة لعملاء الخدمات المالية، ويجب أن تكون لديه خبرة في لغات البرمجة مثل Python وJava وC ++.
ومهارات الاتصال والتعاون وتطوير المنتجات مهمة أيضًا، لا سيما القدرة على العمل والتواصل عبر الحدود التنظيمية والتخصصات المختلفة.
اقرأ أيضًا:
ثورة جديدة.. ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي
مشاريع الذكاء الاصطناعي.. كيف تتحقق الاستفادة؟
5 تطبيقات للذكاء الاصطناعي لتطوير البرامج