لم يكن إدراج واحة الأحساء على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، محض صدفة، بل إنها المكانة التي استحقتها بجدارة؛ حيث تعتبر من أكبر واحات النخيل الطبيعية في العالم بأسره.
تمتلك واحة الأحساء أكثر من 3 ملايين نخلة منتجة لأجود أنواع التمور، كما ينتشر فيها زراعة الفواكه، والتي تقدر بحوالي 400 ألف شجرة فاكهة يبلغ إنتاجها السنوي 13 ألف طن، أما المحاصيل الزراعية الأخرى فتستحوذ على ما مساحتها 1.800 هكتار.
وتتميّز الواحة بموقعها الجغرافي والتاريخي المهم، الأمر الذي جعلها بمثابة حلقة الوصل بين الحضارات القديمة منذ آلاف السنوات.
الحفاظ على واحة الأحساء
وفي إطار الحفاظ على الواحة وحمايتها، التقى المهندس عمر بن أحمد الفريدي؛ مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء، مؤخرًا، بالمهندس إبراهيم بن خليل الخليل؛ مدير عام مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة الأحساء، لبحث سبل التعاون؛ من أجل تعزيز موقع الواحة كوجهة للسياحة الزراعية.
وأكد الخليل؛ خلال اللقاء، أن المكتب سيعمل جنبًا إلى جنب مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء على عدد من البرامج الرامية لحماية الواحة، فضلاً عن تنمية المنتجات الزراعية، وتوعية المزارعين.
وكان موقع “رواد الأعمال” استعرض أهم المناطق السياحية في المملكة، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وذلك بعد أن أعلنت السلطات السعودية، في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي _بالتزامن مع يوم السياحة العالمي_ عن البدء بمنح التأشيرة السياحية الإلكترونية، في إطار حرصها على المضي قُدمًا بعجلة النمو الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: بعد التأشيرة السياحية الإلكترونية.. 5 مواقع سعودية بقائمة التراث العالمي
وفي المقال التالي، نعرض أبرز المعلومات عن واحة الأحساء، التي تُعتبر خامس موقع سعودي يتم إدراجه بقائمة التراث العالمي؛ وذلك خلال يونيو من عام 2018.
سهل خصب
إن واحة الأحساء تعد سهلاً خصبًا محصورًا بين شاطئ الخليج العربي، وصحراء الدهناء والصمان. كما تتضمن مساحات واسعة تمت زراعتها بأشجار النخيل، إلى جانب بعض الموالح، والخضروات المختلفة.
ترتفع الأراضي الزراعية للواحة عن سطح البحر ما بين 120، و 160 مترًا، مع انحدار بسيط من الغرب إلى الشرق.
تمتاز الواحة بينابيعها المتدفقة طبيعيًا، ويعود السبب الرئيسي الذي يجمع المياه فيها إلى إحاطة صدع الغوار بالواحة بشكل هلالي؛ بحيث يبدأ من الجنوب الغربي ابتداءً من جبل الخرماء جنوب الواحة بحوالي 20 كيلو مترًا، ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للشرق ثم يتجه شمالاً مع انحراف قليل للغرب، إلى أن ينتهي شمالاً عند بالدلاليس على بعد 20 كيلو متر من الواحة.
تقع ينابيع الأحساء الشهيرة في شريط متتابع من الجهة الغربية؛ إذ تبدأ مجموعة عين برابر من الجنوب الشرقي؛ والتي تتضمن: “اللويمي، أم الخيس، بهجة، ثعلبثة، أم الليف، المشيطية وغيرها”، ثم تتجه غربًا لتضم “عين الخدود، أم جمل، والحقل”، وتصل شمالاً إلى “عين باهلة، والجوهرية”، ثم تخرج من الواحة بالاتجاه الشمالي الغربي لتحتضن مجموعة “عين الحارة، منصور، أم سبعة، والحويرات”.
الطقس في الواحة
تنقسم السنة في واحة الأحساء إلى فصلين، أحدهما صيف طويل يستمر 5 أشهر، والآخر شتاء يتراوح بين البرودة والاعتدال، علمًا بأن فصلي الربيع والخريف لا يزيدان عن بضعة أيام تندمج في مناخ الفصل الرئيسي الذي يليه. كما تهطل الأمطار بمتوسط يتراوح بين 50 و100 ملم.
بلغ عدد الحيازات الزراعية في الواحة أكثر من 25 ألف حيازة، والتي تنتشر في مساحة جغرافية تقدر بحوالي 160 كيلو متر، يتجاوز فيها عدد النخيل مليوني نخلة يقدر إنتاجها السنوي بما يزيد على 100 ألف طن من التمور؛ وفقّا لما أعلنته إحصاءات وزارة البيئة والمياه والزراعة المنشورة عام 2011.
الآثار التاريخية
تمتلك الواحة العديد من المواقع الأثرية مثل: مسجد جواثا، وهو ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد رسول الله _صلى الله عليه وسلّم _، كما تضم الكثير من القصور والقلاع التي شهدت بعض الأحداث التاريخية مثل: قصر إبراهيم الذي يقع في الجزء الشمالي الشرقي من حي الكوت، وكان يشكل جزءًا من سور المدينة، فضلاً عن قصر الوزية، قصر خزام، قصر صاهود.
اقرأ أيضًا:
الدرعية التاريخية.. مدينة الشموخ