الأطفال مهمشون من حيث التطوير بالمملكة
“وايز جونيور” برنامج يعمل كمنهج حياة للطفل
نستهدف بعض المناطق الفقيرة ودور الأيتام
للفنون دور إيجابي في بناء شخصية الطفل لاتوفره المدارس
حوار: محمد فتحي
الطفل شخصية قائمة بذاتها لها مشاعرها وتصوراتها وآراؤها ولكي نحسن التعامل معها لابد من سبر أغوارها والدخول إلى عالمها مع مراعاة طبيعته النفسية والعقلية، وبالرغم من مسئولية الأسرة، والجهات المعنية على اكتشاف وتنمية المواهب الإبداعية عند الطفل، إلا أن وئام عبد الفتاح؛ صاحبة مشروع “وايز جونيور”، والناشطة في مجال تنمية الذات للأطفال، ترى أن هناك تهميشًا لهذه الفئة العمرية بالمملكة، وأنهم مازالوا يفتقدون من يرسم ويشكّل تلك الصفحة البيضاء من عالم الطفولة لصناعة رائد أعمال.
في هذا الحوار، تعرفنا وئام من هو الشخص الموهوب، وكيف نكتشف ونرعى المواهب عند الأطفال، وماجدوى مشروعها لتطوير وتنمية الموهبة لدى الأطفال..
من هي وئام بخيت في سطور؟
وئام عبدالفتاح بخيت مواليد ٨٤ م ، ماجستير إدارة أعمال دولية من جامعة جلاسكو كاليدونيان/بريطانيا؛ صاحبة ماركتي وئامز (ماركة أزياء) وايز جونيور (برنامج أطفال).
تم إطلاق وئامز من بريطانيا، وعن طريقها دخلنا الأسواق البريطانية و الفعاليات و المجلات البريطانية؛ حيث مقرها بريطانيا، وبإيدٍ عاملة بريطانية؛ وذلك بسبب عدة صعوبات واجهتني في تسجيل الماركة في المملكة.
وبالنسبة لوايز جونيور؛ فهو برنامج أطفال يعمل كمنهج حياة للطفل، يشمل كافة الجوانب المتعلقة ببناء الشخصية السليمة في أطر دينية و تربوية و خُلُقية، مع التركيز على القيم و الوعي المستدام.
وتحث مناهج وايز جونيور- والتي تغطي الشريحة العمرية من ٣ إلى ١٨ سنة – الأطفال على أن يكونوا حكماء بالدرجة الأولى مقارنة بغيرهم.
من إدارة الأعمال لتدريب الأطفال ، هل سر هذا التوجه نتاج لوضع هذه الشريحة في المجتمع السعودي؟
أولًا توجهي للأطفال يرجع إلى فجوة وجدتها في المجتمع السعودي تتعلق بتهميش هذه الفئة العمرية في برامج تطوير الذات، وحيث إنني رائدة أعمال فعملي هو سد الفجوات بما يخدم المجتمع، ويعود بالنفع على الأطفال بعيدًا عن التكرار والتقليد.
رغم دور الفنون في إثراء عملية الاتصال لدى الأطفال، لكن المدارس بالمملكة لاتوفر تلك الأنشطة، فما تأثير ذلك على الأطفال ؟ وما دوركم لإثراء هذا الجانب؟
مما لاشك فيه أن للفنون دورًا إيجابيًا في بناء شخصية الطفل، من حيث تفريغ الطاقات السلبية وتحويلها إلى هواية يستمتع عن طريقها الطفل، وقد تتحول هذه الهواية إلى مصدر رزق في المستقبل.
و نحن بدورنا في وايز جونيور نقوم بعمل ورش عمل عن الدراما المسرحية كأحد أنواع الفنون المهمشة، لكن لا يزال هناك وعي ناقص بشأن الورش المتعلقة بالفنون من جانب الأهل.
أربع قيم وثمانية مناهج متعمقة
حدثينا عن مشروعك “وايز جونيور” وأهدافه، ومدى الإقبال عليه؟
“وايز جونيور”، بدأ كفكرة قبل ٣ سنوات، وقبل دراستي للماجستير، ثم تشكلت صورته النهائية بعد انتهائي من الماجستير، وبعد أن درست المشروعات المماثلة في الخارج. يرتكز البرنامج على أربع قيم هي: الأخلاق والآداب، والحكمة، والوعي، والمسؤولية. ويقدم ثمانية مناهج متعمقة و متفرعة وهي: خلق و آداب، ووعي و مشاعر، واعتقادات، وحياة اجتماعية، وصحة ورياضة، ونجاح و مهارات، وإتيكيت ولباقة، وأخيرًا هوايات. وتعمل جميع المناهج مع بعضها البعض كمنظومة واحدة فلا يستغنى بمنهج عن الآخر؛ لتشمل بذلك الإنسان من كل جانب: الروح و القلب والعقل والجسد.
وتتمثل أهداف البرنامج بصفة عامة في: غرس الأخلاقيات في البيت والمدرسة والشارع و المستشفى والسوق، وفي وكل مكان يتواجد فيه الطفل، مع رفع الوعي بين الأطفال في الأمور اليومية و المستقبلية.ويغرس البرنامج مفاهيم جديدة، ويعيد صياغة مفاهيم خاطئة، وينمي المهارات والقيم و السلوكيات؛ لتصبح فيما بعد عادات،كما يقوي الإيمان بالذات من حيث استطاعة توليد أفكار مبتكرة من المحتمل أن تؤدي إلى التغيير، والصبر والتفكير العميق و اتخاذ القرارات بحكمة ، مع القدرة على التعامل مع المشكلات بفطنة وانفتاح.
يقبل على وايز جونيور، شريحة من الطبقة المتعلمة الواعية، والتي توقن أن الطفل يحتاج إلى برامج تطوير ذات مثله مثل البالغ، بل قد يكون الاحتياج لدى الأطفال أكبر وأكثر لطبيعتهم التي تتأثر سريعًا بكل ما يدور حولهم ولتقليدهم لمن هم أكبر منهم سنًا.
الأطفال بمناطق النزاع هم أكثر حاجة لمثل هذه البرامج، هل لك خطة لنقل التجربة لتلك البقاع من العالم كأفريقيا مثلًا لدمجهم بالمجتمع؟
الأطفال من الفئات المهمشة في المجتمع هم أكثر احتياجًا لبرامج تربية وتطوير الذات؛ لكونهم مروا بظروف صعبة جدًا مقارنة بغيرهم. وهؤلاء غالبًا ما يكون لديهم عزيمة قوية على تغيير أنفسهم ، كما يكون لديهم تجاوب تجاه التحسين.
تم تطبيق البرنامج على بعض المناطق الفقيرة وفي بعض دور الأيتام، لكن لم يتم تطبيقه بعد على مناطق النزاع؛ إلا أنه ضمن الخطة المستقبلية؛ حيث سيضم البرنامج أطفالًا من جميع الفئات المهمشة والمتضررة بأمر الله تعالى، بالتعاون مع رجال و سيدات أعمال وجمعيات خيرية.
الذات الإيجابية لدى الأطفال
كيف ننمي مفهوم الذات الإيجابية لدى الأطفال حتى يصلوا إلى بر الأمان ؟ وبماذا تتميز شخصية الطفل الذي يتمتع بذلك؟
مفهوم الذات الإيجابية لدى الطفل تبدأ من البيت ومنذ الولادة؛ لأن الطفل كالبذرة كيفما رعيتها ستثمر. ويتم غرس هذا المفهوم عن طريق الأمان أولًا فهو أول الحاجات الإنسانية بناءً على هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية .
من خلال دراستك بأوروبا ، هل يحظى الطفل العربي بالرعاية التي يحظى بها نظراؤه في الدول الغربية ؟
نعم يحظى الطفل العربي بالرعاية، لكن السؤال هو: هل هي الرعاية الصحيحة؟ ليس تمامًا.
يعتقد معظم الآباء والأمهات أن الرعاية هي توفير الحاجات الأساسية كالأكل والشرب، لكن يغيب عنهم الحاجة لتطوير الذات لدى الطفل.
تلبية احتياجات المجتمع
كيف قمتِ بتصميم المناهج؟ وعلام تعتمد؟
كما سبق وأشرت إلى أن البرنامج قائم على تغطية فجوة في المجتمع عن طريق البحث عن احتياجات هذا المجتمع، ثم قمنا بدراسات وأبحاث مكثفة في جميع جوانب الاحتياج ، تضمنت دراسة حالات متنوعة، بالإضافة إلى مجموعات التحادث، ثمذلك قمنا بتصميم المناهج بما يتناسب مع حاجة المجتمع. نحن نعتمد الدراسة البحثية كجزء لا يتجزأ من العملية التطويرية للبرنامج.
في الآونة الأخيرة، دخل كثيرون مجال التنمية البشرية للأطفال، فما المعايير الوجب توفرها في المدرب لهذه الفئة ؟
الكثرة لا تعني الجودة. والمعايير الأساسية هي المرجعية السليمة، وتعني العلم و المعرفة، ثم يأتي الوضوح والبساطة. إن الطفل لن يفهم ماتقول، مالم يتسم المفهوم المراد إيصاله بالبساطة والاختصار، بالإضافة إلى المرح المباح. ولا يخفى على أحد أن أدوات التدريب السليمة لإيصال المعلومة- كالصور والفيديوهات و تمثيل الأدوار و التطبيق العملي- ركيزة لنجاح و اكتمال العملية التدريبية.
كذلك، يجب أن تكون العلاقة بين المدرب والطفل مستمرة لا تنتهي بانتهاء الورش التدريبية، كما يجب اعتماد سياسة البرامج التدريبية الطويلة الأمد مع الأطفال للتأكد من أن الأهداف تحققت بعناية؛ لأن الهدف الأساسي هنا ليس سرعة الربح، بل النتيجة النهائية.
ما العقبات التي واجهتك؟
لم يكن من السهل إيجاد مقر للبرنامج، بالإضافة إلى قلة المدربين المتخصصين المتمرسين في هذه الفئة العمرية.
كيف تري مشروعك بعد سنوات من الآن؟
ماركة عالمية لها فروع دولية، تحمل منتجات وأدوات تدريبية ومدربين على مستوى عالمي.