هل تجرؤ على الذهاب حيث لا يذهب الآخرون؟
بقلم: طارق فروانة
هل أنت قلق بشأن بدء الأعمال التجارية الخاصة بك؟ أو لأنك لا تملك المعلومات الكافية؟ هل تتساءل إذا ما كان المشروع حقاً يستحق الوقت والمجهود؟
وبصفتي رائد أعمال لمشاريع كثيرة متعددة الأعوام في طريقها للتنفيذ هنا في الشرق الأوسط، فأنا أوصيك بأن تذهب حيث لا يذهب الآخرون، إلى المملكة العربية السعودية، حيث إن لها أجندة اقتصادية تحويلية مواتية وجاهزة لجعل أعمالك تزدهر. لقد حان الوقت بالنسبة إلى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) للاستفادة من السوق السعودي، حيث توجد فرص غير محدودة، وهذه بعض الاقتراحات:
عليك أن تقود بدلاً من أن تنقاد لأحد. أعتقد أنه من الأفضل قضاء الوقت في اغتنام فرص جديدة وثمينة في سوق ليس عليه تنافس بدلاً من الصراع من أجل التميز في سوق مكتظ بالفعل. إننا في سترات سفير نأخذ بيد الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو خطة مستدامة وطويلة المدى للاستفادة من الأسواق غير المستغلة.
ليكن لديك تركيز حاد مثل الليزر. نوصيك بالتركيز على ما تحسن عمله، اعمل بذكاء بأن تستفيد من نقاط القوة لديك، ونقاط القوة لدى شركائك، فالشركات الصغيرة والمتوسطة الناجحة هي تلك التي تركز على أفضل ما تتقن عمله، وتجلب منتجاتها الأكثر ابتكاراً إلى السوق.
كن مستعداً لاتخاذ مخاطر ذكية. من أقوال وارن بافيت الشهيرة “يأتي الخطر من عدم معرفة ما تفعلونه”. هذا قول جيد؛ لأن الحقيقة هي أنك لن تعرف دائماً ما تفعل، ولن يكون كل شيء ممهداً وجاهزاً دائماً لعملك، عليك تقبل أن ذهابك حيث لم يذهب أحد فيه مخاطر، ويكون الفن في كيفية إدارة هذه المخاطر. عليك أخذ خطوات صغيرة محسوبة لمساعدتك في معرفة ما لا تعرفه. وإذا كانت النتيجة سلبية، تعلم منها وعدل خطواتك وفقاً لذلك، أما إذا كانت النتيجة إيجابية، فابنِ عليها.
والتعاون هو المفتاح للتعامل مع مواقف جديدة غير معلومة، بل هو قوة فريدة لجلب الأشخاص المناسبين، ذوي المهارات المناسبة في الوقت المناسب معاً للتعاون في المشاريع، لجلب مستويات مختلفة من المعرفة والخبرة معاً من خلال التعاون، وهو ما يؤدي إلى منتجات أو خدمات عالية الجودة ومبتكرة وخلاقة.
ليكن لديك شغف فيما تعمله، ورغبة في إنجازه، وهذا هو العنصر رقم 1 للنجاح في أي سوق. يجب أن يكون لديك الرغبة في إنجاز المهمة لأنك سوف تحتاج إليها لتحمل العديد من العقبات التي سوف تواجهك. إن الرغبة في مواصلة المهمة للنهاية هي التي تدفع بالمشروع إلى الأمام عندما يتوقف الجميع. لقد رأيت صفقات تنهار بسبب عدم وجود الشغف نحو المنتج أو الخدمة، ورأيت أيضاً في عدد قليل من حالات الشركات الصغيرة والمتوسطة كيف كانت المعرفة مهمة وحرجة، ولكن كانت الرغبة في مواصلة العمل هي التي جعلته ممكناً.
يجب أن تركز دائماً على النتائج، فكثير من رواد الأعمال لديهم الإثارة والطاقة اللازمة لانطلاق مشاريعهم، ولكنهم لم يحققوا نتائج. عليك أن تبدأ بوضع النتائج نصب عينك.
عندما يكون لديك كل هذه العناصر، تكون قد وضعت أقدامك على الطريق الصحيح، فبدلاً من استهلاك الوقت والطاقة في العراك مع منافسيك، تكون قد كرست مجهودك لخلق قيمة جديدة، وفتح سوق جديد تماماً، وفي أثناء ذلك تضمحل أهمية منافسيكم.
* طارق فروانة هو المؤسس والمدير الإداري لسترات سفير ش. م. م.، وله أكثر من 20 عاماً خبرة تنفيذية في تنمية المشاريع، وتوفير المصادر عالمياً، وهيكلة الصفقات وإنجاز الإستراتيجيات، وهو رائد معروف في إقامة التحالفات الإستراتيجية، وتوفير رأس المال، وخلق مشاريع وتكامل عمليات الاستحواذ.
ويكتب المؤلف بانتظام في مجلة “رواد أعمال الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.