هناك ملاحظة باتت ثابتة خلال السنوات الأخيرة وهي أن جيل الألفية يرغب في التعامل مع الشركات التي تؤدي دورًا اجتماعيًا إيجابيًا، وتقدم خدمات واضحة للمجتمع الذي تعمل فيه، ربما هذا هو السبب الذي جعل واقع المسؤولية الاجتماعية للشركات في تحسن مستمر، هذا من جهة، ويقود إلى التوقع بأن هذا المنحنى آخذ في الصعود كذلك.
وتنطوي المسؤولية الاجتماعية للشركات على الكثير من المنافع المزدوجة، ليس للمجتمع وحده، وإنما للشركات كذلك؛ إذ تساعد في بناء الثقة وزيادة الوعي وتشجيع التغيير الاجتماعي، وكلما كانت الشركة مسؤولة اجتماعيًا أصبح المجتمع والمستهلكون أكثر دعمًا.
وتتخذ المسؤولية الاجتماعية أشكالًا عديدة؛ منها مثلًا: العمل على الحد من آثار الكربون، تحسين سياسات العمل، المشاركة في التجارة العادلة، التطوع في المجتمع، اعتماد سياسات صديقة للبيئة، الاستثمارات الواعية بيئيًا واجتماعيًا.
ويرصد «رواد الأعمال» واقع المسؤولية الاجتماعية للشركات والعلامات التجارية الكبرى، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: دمج المسؤولية الاجتماعية في نطاق الأعمال
Johnson & Johnson
اتخذت هذه العلامة التجارية الرائدة الإبداع والابتكار ذريعة لتطبيق المسؤولية الاجتماعية، فعملت، خلال عقود، على تقليل تأثيراتها السلبية في الكوكب، وتراوحت مبادراتها بين الاستفادة من طاقة الرياح إلى توفير المياه الصالحة للشرب للمجتمعات حول العالم.
وهي تعمل أيضًا على تقليل التلوث مع توفير بديل اقتصادي متجدد للكهرباء، وتواصل الشركة البحث عن خيارات الطاقة المتجددة؛ بهدف شراء 35% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر الطاقة المتجددة.
شركة جوجل العملاقة ليست مشهورة فقط بمبادراتها الكثيرة الصديقة للبيئة، وإنما بكونها تتخذ موقفًا حاسمًا ضد التمييز العنصري وخلافه، وحصلت Google أيضًا على أعلى درجات المسؤولية الاجتماعية للشركات في RI جزئيًا؛ نظرًا لأن مركز بياناتها يستخدم طاقة أقل بنسبة 50% من غيرها في العالم.
وخصصت الشركة أكثر من مليار دولار لمشاريع الطاقة المتجددة وتمكين الشركات الأخرى من تقليل تأثيرها في البيئة من خلال خدماتها المختلفة.
اقرأ أيضًا: التنمية الاقتصادية المستدامة.. فلسفة الحلول الوسط
شركة فورد للسيارات
تخطط فورد للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري باستخدام محرك EcoBoost؛ لزيادة كفاءة الوقود، كما تخطط لإدخال 40 مركبة مكهربة (كهربائية وهجينة) بحلول عام 2022، باستثمار يُقدر بـ 11 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، تعتمد وكالات فورد الأمريكية على استخدام الرياح وأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية؛ لتشغيل مواقعها، ما يقلل بشكل كبير من استخدامها للكهرباء.
فايزر
تستخدم شركة Pfizer مصطلح مواطنة الشركات؛ لصياغة مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركة، وتعتقد أن هذا العمل جزء أساسي من مهمتهم.
وتقود الشركة، في جميع أنحاء العالم، المبادرات التي تعمل على زيادة الوعي بالأمراض غير المعدية، بالإضافة إلى توفير الرعاية الصحية للنساء والأطفال الذين لن يحصلوا على الرعاية التي يحتاجونها لولا مثل هذه المبادرات.
ستاربكس
تسعى ستاربكس إلى مسعى مختلف بعض الشيء؛ إذ تعمل على تنويع القوى العاملة لديها، وتوفير الفرص لبعض المجموعات النموذجية، كما تعهدت بتوظيف 25000 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة أو من هم بحاجة إلى العمل، بحلول عام 2025 كجزء من جهودهم المسؤولة اجتماعيًا.
وتسعى مبادرة التوظيف هذه أيضًا إلى توظيف المزيد من الأشخاص الأصغر سنًا؛ بهدف مساعدتهم في بدء الحياة الوظيفية من خلال منحهم أول عمل لهم.
وانضمت الشركة عالميًا إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لزيادة دعم الشركة وجهودها للوصول المرشحين اللاجئين لتوظيف 10000 لاجئ بحلول عام 2022.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية.. الملاذ الآمن لنجاحك وقت الأزمات
شركة والت ديزني
تلتزم شركة ديزني بتقليص بصمتها الكربونية؛ بهدف تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وتقليص الهدر في الموارد، والالتزام بالحفاظ على المياه، ليس هذا فحسب، وإنما تعمل الشركة العالمية على وضع سياسات عمل دولية صارمة لحماية سلامة وحقوق موظفيهم.
وعلى صعيد آخر، يُلاحظ أن الشركة نشطة جدًا على الصعيد المجتمعي؛ إذ تشجع الموظفين على عدم هدر الموارد المختلفة، ناهيك عن أن لديها مبادرات معيشية صحية؛ لتعزيز عادات الأكل الصحية بين الموظفين.
وبعدُ فهذه بعض النماذج من واقع المسؤولية الاجتماعية للشركات، واعتمدنا ضرب المثل بعلامات تجارية كبرى حول العالم لندلل على أن انتهاج الشركات نهجًا اجتماعيًا وبيئيًا إيجابيًا قد يكون أحد أسباب النجاح، وليس أدل على ذلك من قيام هذه الشركات الكبرى بذلك، ولعله يكون حافزًا للشركات الناشئة على أن تحذو حذوها.
اقرأ أيضًا:
مفاتيح النجاح في المسؤولية الاجتماعية للشركات
أهم مميزات المسؤولية الاجتماعية للشركات
“الهيئة الملكية للجبيل وينبع” وجهود حثيثة للحفاظ على البيئة