عندما تحدث أزمة ما، خاصة عند قيادة الشركات الناشئة، فإن الإجراءات التي يتم اتخاذها تعتمد على الأفكار الموجودة حولنا. طبقًا لهذا المنطق يقول “ميلتون فريدمان”؛ عالم الاقتصاد الأمريكي: “علينا تطوير بدائل للسياسات الحالية؛ لإبقائها حية ومتاحة حتى يصبح المستحيل سياسيًا أمرًا لا مفر منه سياسيًا”.
ويجد العديد من مؤسسي الشركات الناشئة أنفسهم في وضع غير معروف عندما تنفجر الأزمة محليًا أو داخليًا، مع عدم استعداد الكثير منهم لأوقات أكثر صعوبة. ويحدث هذا لسببين: إما أنهم لم يتدربوا على أحداث غير طبيعية أو ليست لديهم خبرة كافية لتحديد معالم الأزمة.
كيف ستؤثر كارثة طبيعية أو اقتصادية أو اضطراب من أحد المنافسين أو انشقاق داخلي في الفريق أو سرقة معلومات في عملك وفريقك؟ هذا ما يجب أن يفكر فيه كل مؤسس ومدير شركة ناشئة باستمرار، بهذه الطريقة يمكنهم توقع بعض الخطوات واتخاذ التدابير للحفاظ على شركتهم بشكل أفضل وتوحيد فريقهم.
وغالبًا ما تتعامل الأزمات مع الحاجة إلى تغيير العادات والإجراءات القديمة، فضلاً عن السلوكيات المتكررة. ويتمثل أصعب جانب من الأزمة في مساعدة فريقك للتركيز على العناصر الأساسية للعمل وإجراء التغييرات التي تم الاتفاق عليها مسبقًا.
كيفية قيادة الشركات الناشئة في الأزمات
فيما يلي سنقدم 5 إجراءات يجب أن يتخذها أي مؤسس أو مدير لقيادة الشركات الناشئة في أوقات الأزمات؛ حيث يمكن أن تساعد هذه الإجراءات في منع الأزمات والتكيف معها وحلها:
-
تحدث دائمًا مع فريقك ودوّن الملاحظات
لقيادة الشركات الناشئة، من المهم جدًا معرفة ما يجري في شركتك وهذا يتطلب التحدث مع فريقك كثيرًا. يمكن تجنب العديد من الأزمات بمجرد اتباع هذه النقطة، وعندما تعقد اجتماعًا أو تجري مكالمة فيديو مع كل عضو في الفريق عليك فعل التالي:
- اطرح أسئلة مباشرة ودوّن ملاحظات على إجاباتهم.
- امنحهم الوقت ليقولوا ما يرون أنه تحديات في وظائفهم.
- يجب عليك تدوين الملاحظات أثناء حديثهم؛ ما يظهر التزامك وأنك تستمع إليهم بالفعل.
- اطلب منهم أيضًا التفكير في أسئلة تتعلق بالموضوعات التي قد يحتاجون إلى رأيك فيها.
- عند الانتهاء من المحادثة اطرح دائمًا السؤال: “ماذا يمكننا أن نفعل الآن لإحراز تقدم في النقاط التي ناقشناها حتى نلتقي مرة أخرى؟”.
ستمنحك هذه المناقشة: الوضوح والشفافية للالتزام بحل النقاط التي يمكن معالجتها، ولتصعيد الأمور الأخرى التي لا يمكنك حلها بمفردك.
-
عقد اجتماعات جماعية في كثير من الأحيان خلال فترة الأزمة
بغض النظر عن حجم شركتك الناشئة فمن الجيد جدولة اجتماعات المجموعة كثيرًا خلال فترات الأزمات. يجب أن يكون لهذه الاجتماعات _عندما لا يمكن عقدها مع كل أعضاء الفريق_ ممثل واحد على الأقل لكل قطاع في الشركة.
يساعد ذلك في تذكر الأهداف على المديين القصير والطويل لكل فرد وقطاع، بطريقة تُعطى المسؤولية لكل منهم، بالإضافة إلى بدء محادثات أكثر تحديًا حول المساءلة المشتركة عبر الفرق؛ ما ينعكس إيجابًا على قيادة الشركات الناشئة.
-
استخدم خط اتصال واحدًا فقط واحترمه
يرتكز هذا المفهوم على وجود شخص واحد يمثل نقطة اتصال مع كل قطاع ومورد أو عميل أو جهة اتصال صحفية وما إلى ذلك، يساعد هذا في الحفاظ على درجة أعلى من مشاركة الفريق؛ حيث يدرك الأعضاء أهمية أدوارهم والعلاقات التي بنوها مع الأطراف الأخرى.
وهذا لا يعني أنه يجب على كل عضو في الفريق تجنب التحدث مع بعضهم البعض في قطاعات مختلفة، ولكن يجب أن تكون هناك قناة واحدة فقط ومسار واحد للتواصل فيما يتعلق بالشركة والعالم الخارجي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تجنب الرسائل المختلطة، كما سيتم نقل رسالة واحدة فقط إلى الآخرين؛ من أجل دعم رؤيتك.
-
إذا كانت هناك تضحيات يجب أن تكون أول من يقوم بالتضحية
أحيانًا تكون هناك حاجة إلى التضحيات لحماية التدفق النقدي الضعيف أو فترة الركود غير المتوقعة. إن دور المؤسس وشركائه ومديري الشركات الناشئة هو أن يكونوا مثالًا يُحتذى به وأن يقترحوا تضحيات للفريق، ولكن لا يطلب منهم القيام بذلك بشكل إلزامي.
وعادة يجب أن يكون الناس أحرارًا في تقرير ما إذا كانوا يريدون أو يمكنهم تقديم تلك التضحيات. وهذه فرصة لا تُقدر بثمن لتحديد عقلية مجموعتك بأكملها والأكثر استعدادًا لمساعدتك خلال الضغوط. نصيحتي هي أنه حتى لو لم يوافق جميع الأعضاء الآخرين على التضحية يجب أن تفعل ذلك بنفسك.
وعندما يتعلق الأمر بالبقاء فإن التضحيات الإلزامية يجب أن يخطط لها الجميع ويقوم بها.
-
إدارة التوقعات
بقدر ما يمكن أن تكون للأزمة آثار مدمرة، فقد تدفع شركتك الناشئة نحو إعادة التنظيم والشفاء التي تشتد الحاجة إليها من خلال المحادثات والإجراءات المتكررة التي يجب أن تسفر عن نتائج ملموسة.
أخيرًا كلما مارست هذه النقاط أكثر، حتى في الأوقات الهادئة والمستتبة، زاد استعدادك للبحار الهائجة، واستطعت منع الأزمة من التأثير في شركتك الناشئة التي أنشأتها بشق الأنفس.
المصدر: www.eu-startups.com
ترجمة: سارة طارق
اقرأ أيضًا:
التواصل في مكان العمل.. هل تناسب كلماتك ثقافة الشركة؟
الإدارة من المنزل.. بين الإيجابيات والسلبيات
الاتصال التعاوني.. ثقافة إدارية للشركات الناشئة