بعد فترة طويلة من الحجر المنزلي، واضطرار الموظفين إلى أداء أعمالهم عن بُعد؛ استجابة مع تحديات فيروس كورونا، وعملًا على تقليل فرص الإصابة بالعدوى، أتت المرحلة التالية وهي مرحلة العودة لمقر العمل كأحد متضمنات استراتيجية التعايش مع الفيروس التي اتبعتها أغلب الدول.
لكن العودة لمقر العمل لن تكون سهلة، كما أن سلوكيات الموظفين أنفسهم لن تكون كما كانت عليه من قبل؛ إذ إن الخوف من الإصابة بالعدوى سيظل قائمًا، ناهيك عن الاستمرار في التباعد الاجتماعي.
ليس هذا فحسب، بل إن فترة العمل من المنزل أحدثت سلسلة تغيرات جمة على صعيد العمل والحياة الشخصية على حد سواء؛ فلئن كان الذهاب إلى خيار العمل عن بُعد صعبًا في بدايته، واستغرق الموظفون وقتًا للتأقلم معه، فإن نفس الأمر سيحدث عند العودة لمقر العمل؛ لذلك يرصد «رواد الأعمال» أهم النصائح التي يجب أخذها في الاعتبار لكي نتأقلم مع هذا التحول الجديد بسلاسة.
اقرأ أيضًا: ياسر عبد العزيز نصيف: إدارة الموارد البشرية الناجحة تهتم بالموظفين لتحقيق أهداف الشركات
مكان عمل آمن
إن الهدف النهائي لأي نشاط، سواء كان اقتصاديًا أو غيره هو الإنسان؛ فنحن، من المفترض، نعمل من أجلنا ومن أجل الإنسان من حيث هو كذلك؛ ومن ثم فمن أولى الأولويات عند العودة إلى مقار العمل مرة أخرى أن تضمن إدارة الموارد البشرية وجود مكان عمل آمن، بما يضمن سلامة الموظفين، ويبعد عنهم احتمالية الإصابة بالعدوى.
ليس لأن هذه الخطوة خطوة إنسانية فحسب، وإنما لأنها ستمنح الموظفين نوعًا من الراحة والأمان، وهو الأمر الذي سينعكس على معدلات إنتاجهم التي من المحتمل أن تتأثر بهذه النقلة الجديدة.
اقرأ أيضًا: سر الحفاظ على الإبداع بين الموظفين
تشجيع العادات الصحية
الآن حان دور الموظفين أنفسهم، فلئن كانت الخطوة السابقة مسؤولية الشركات، فإن الحفاظ على النظافة الشخصية، واتباع العادات الصحية الجيدة هو أمر يخص الموظفين.
لكن يمكن للشركات أن تشجع هذا النوع من العادات من خلال حث المدراء والقادة على أن يكونوا قدوة للموظفين في الالتزام بكل ما شأنه الحفاظ على الجميع، بالإضافة إلى إمكانية توفير الشركة المنظفات والمعقمات المختلفة التي من شأنها تسهيل وتشجيع اتباع العادات الصحية الجيدة.
وإنما تنبع أهمية هذا من الناحية الإدارية في كونها توفر بيئة عمل آمنة، وهو الأمر الذي يجعل الموظفين في مأمن من هوس الإصابة بالفيروس، ومن ثم يتفرغون لمهامهم الملقاة على عواتقهم.
اقرأ أيضًا: إبراهيم الفريح: الصحة النفسية في بيئة العمل لها تبعات اقتصادية ومادية هائلة
استعادة الإنتاجية
مضت بضعة أشهر والموظفون يعملون من منازلهم وهو الأمر الذي أكسبهم عادات عمل جديدة أكثر حرية ومرونة، ومن الممكن، والحال كذلك، أن يسبب لهم قرار العودة لمقر العمل نوعًا من النفور والسخط. هذا أمر طبيعي على الإدارات المعنية أن تتفهمه وأن تتعامل معه على النحو السليم.
ولكي يتم ذلك من المهم اتباع نظام ساعات العمل المرنة خلال الأسابيع الأولى من العودة إلى العمل من مقر الشركة؛ حتى يسهل على الموظفين التأقلم مع هذا الأمر الجديد. كما أنه من المهم، أيضًا، تذكير الموظفين بالمهام الملقاة على عاتقهم، ولا مانع من مكافأة المجتهدين منهم. كل هذه الأمور ستضع قطار الإنتاج على الدرب الصحيح من جديد.
اقرأ أيضًا: خطة تعاقب الموظفين الأكفاء
تشجيع التفاعل الاجتماعي
سيشعر الموظفون بالحرج عند العودة إلى مكاتبهم ورؤية زملائهم الذين لم يرونهم طوال تلك المدة، وهو الأمر الذي من شأنه إشعار الجميع بالعزلة، وبأنه في جزيرة منعزلة بمفرده بعيدًا على الآخرين، وهنا يأتي دور الشركة من أجل العمل على إعادة اللحمة الاجتماعية بين أفراد الفريق من جديد.
ومن نافل القول إن هذا التفاعل والتواصل الاجتماعي الفعال هو إحدى الخطوات المهة والأساسية على طريق التواصل المهني بين الموظفين، ومن ثم رفع معدلات الإنتاج والعمل بكفاءة.
اقرأ أيضًا:
الوجود النشط للموظفين وتأثيره في معدلات الإنتاج
ثقافة التساؤل في الإدارة.. أنسب طريقة للفهم وحل المشكلات
المنظمة الشجاعة والسلامة النفسية للموظفين