أكدت الدكتورة موضي الجامع؛ مدير عام تطوير كفاءات الاتصالات وتقنية المعلومات في أكاديمية “stc”، أن الاستثمار في الأمن السيبراني واعد، لكنه يواجه تحديات عديدة؛ أبرزها ميل المتخصصين في هذا الشأن إلى الوظيفة كونها توفر عائدًا ماليًا مرتفعًا بسبب ندرة الكفاءات، داعية إلى إيجاد حاضنة تعنى بإطلاق شركات وطنية متخصصة.
جاء ذلك خلال لقاء عن بُعد نظمته غرفة الشرقية ممثلة بالمجلس التنفيذي لسيّدات الأعمال مساء أمس الاثنين، وأدارته مرام الجشي؛ رئيس المجلس.
وأوضحت “الجامع” أنه لو لم تكن البنية التحتية المحلية قوية ومتمكنة لما استطعنا أن نمارس حياتنا بسلاسة وعن بُعد، وجائحة كورونا علمتنا الكثير من الأشياء لم نكن نتعامل معها، أو كان التعامل معها مؤجلًا، خاصة في المجالات التقنية؛ حيث سرّعت من التحوّل الرقمي لدى العديد من الشركات.
وضمن هذا الصدد، أوردت “الجامع” دليلًا على قوة البنية التحتية الرقمية للمملكة وهو إدارتها قمة مجموعة العشرين، والتي تمت هذه المرة عن بُعد وبكل سلاسة، ورفعت التوصيات التي باتت عالمية، والتي منها تمكين المرأة في المجالات التقنية، ولولا جاهزيتنا السليمة والقوية لما كنّا لندير هذه القمة العالمية بالشكل الذي تمت به.
وأضافت أن ثمة تحديات تأتي جراء هذا التحوّل المتسارع، تؤكد ضرورة الاهتمام أكثر بمجال الأمن السيبراني، فالمملكة مستهدفة، وشهدت هجمات قوية استطاعت صدّها، مشيرة إلى أن بعض الهجمات التي تحدث اليوم قد لا يأتي شبيه لها يوم غد؛ ما يعني ضرورة مواجهة الفكر المهاجم وتطوّره؛ إذ يوجد على الصعيد العالمي هجمات حملت اسم “هجوم كورونا” وهي منتشرة على الصعيد العالمي، وتتخذ بعض مصطلحات الكورونا للاختراقات وتنفيذ الهجمات قبل اكتشاف لقاح للفيروس.
وذكرت أن الحرب الإلكترونية متصاعدة، ونحن _في الوقت الحاضر_ نعاني نقصًا في الكفاءات المتخصصة في الأمن السيبراني رغم الزيادة الملحوظة في عدد الخريجين في المجالات المتعلقة بهذا الشأن، خصوصًا المهتمة بأن تكون مستثمرة ورائدة أعمال؛ وذلك لأن أي متخصص يكون هدفًا للشركات الكبيرة، التي تستقطبه بأعلى الرواتب وأفضل المواقع، ما يؤدي إلى ندرة المستثمرين من حملة الشهادات في هذا المجال، فهم يعملون في الغالب كموظفين، ومن يطمح منهم للعمل الحر فعليه أن يبذل جهدًا كبيرًا؛ لأن الأمن السيبراني للشركات لا يُمنح لأي شركة، بل تسعى بعض الشركات إلى الاعتماد على قدراتها الخاصة.
واقترحت “الجامع” أن تتم الشراكة بين المتخصصين في الأمن السيبراني مع من يملكون فكرة ريادة الأعمال، فالشخص التقني بحاجة إلى من يحفّزه لريادة الأعمال، كما أن علينا تطوير المهارات القيادية لدى المتخصصين في المجالات التقنية.
وقالت إن الدعم الموجود من قِبل بعض الجهات الحكومية موجه للمجال التقني بشكل عام، ولكن الأمل معقود على هيئة الأمن السيبراني فهي جهة مشرعة وداعمة، في أن ترفد هذا القطاع بالمزيد من الطروحات التي تفتح آفاق العمل والاستثمار في هذا الشأن، لافتة إلى أن ريادة الأعمال في مجالات الأمن السيبراني عديدة، والفرص واعدة؛ إذ لا توجد شركات سعودية متخصصة في هذا الشأن، وأغلب الشركات التي تعمل فيه أجنبية، ونتطلع لأن تكون لدينا حاضنة متخصصة لرواد الأعمال في الأمن السيبراني، فالفكر الريادي إذا تم توجيهه سوف ينتج لنا شركات ناجحة في هذا المجال.
وعن تواجد المرأة السعودية في هذه المجالات قالت إن البعض يظن أن الأمن السيبراني من المهام ذات العلاقة بالقوة، فيتم تفضيل الرجل على المرأة، في حين أن الشركات تستقطب الكفاءة المميزة بغض النظر عن جنسها، ووجود المرأة في هذه المجالات بحاجة إلى دعم وثقة، علمًا بأن بعض الشركات تستقطب الخريجات لكنّها لا تضعهن في مجالات عمل منسجمة مع تخصصاتهن.
وعن نظرتها للمستقبل توقعت “موضي الجامع” أن تظهر قوانين جديدة تدعم الأمن السيبراني، وقد تشكل تحديًا أمام المستثمرين، ولكن من حق أي إنسان أن تُحفظ معلوماته وبياناته.
اقرأ أيضًا:
فاطمة العقيل الرئيس التنفيذي لـ”سياج”: جائحة كورونا تزيد من حالات القرصنة والهجمات السيبرانية