إنَّ الدول التي يمثل فيها الشباب الغالبية، لا خوف على مستقبلها؛ إذ تستطيع مواجهة كل التحديات الماثلة والمحتملة مهما كانت درجة تأثيرها، إذا ما تمَّ إعدادهم للحاضر والمستقبل؛ لقيادة النهضة والتطور، وحل الأزمات والمشكلات التي قد تطرأ لأسباب مختلفة؛ كون الشباب هم القلب النابض لأي أمة، وقادتها في المستقبل، خاصة المؤثرين، الذين يؤمنون بقدراتهم على قيادة مراحل التغيير.
لقد جاء منتدى مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية (مسك) في نسخته السادسة، داعمًا لاتجاهات الاهتمام بالشباب، ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل على مستوى العالم؛ كحدث عالمي سنوي يجمع القادة، والمبدعين، والمفكّرين، وصانعي السياسات على الصعيدين المحلي والدولي، بعدد يبلغ 35 ألف مشارك من 120 دولة حول العالم، وأكثر من 580 متحدثًا، يسعون إلى تحقيق أثرٍ إيجابي ملموس على شباب المملكة والعالم،؛ من خلال جهود مكثفة، أثمرت عن التعاون مع 50 شريكًا محليًا وعالميًا.
وقد حملت النسخة السادسة من المنتدى شعار “جيل التغيير”، كمفهوم يؤكد أن أطروحات مؤسسة “مسك” تعمل على تلبية احتياجات الشباب التعليمية والتثقيفية على مستوى العالم؛ بتحفيز الشباب على المشاركة المجتمعية، وتنمية مهاراتهم، وصقل مواهبهم، ورفع مستوى الوعي حول القيم والأهداف التي تتشاركها الأجيال؛ سعيًا إلى صياغة حوارٍ مثمر يقود إلى صناعة التغيير، وتعظيم أثر الشباب في المجتمع والعالم.
إنَّ تنظيم مثل هذه المنتديات، يسهم في تلبية احتياجات مجتمع الشباب؛ بتوفير مساحات تفاعلية متنوعة، توثّق صلة الأجيال، وتصنع الأثر الفعّال، وتسهم في بناء حوارات شبابية مثمرة في وجود مسؤولين، وقادة، ورؤساء تنفيذيين، ورواد أعمال، وترفع مستوى المعرفة، وتمكّن الكفاءات الوطنية في مجالات الاقتصاد، والسياسات، والإجراءات، والتخطيط الاستراتيجي، والتعاون في البرامج والأنشطة، وتفعّل دور الشباب في خطط التنمية المستدامة.
وفي الوقت نفسه، هي أنشطة تدعم الطاقات الشبابية، والمهارات الإبداعية في مختلف المجالات، وتمكّن الشباب من المشاركة بثقة في منظمات المجتمع المدني؛ لتقديم الخير لبلادهم، و المشاركة بفاعلية في المبادرات المطروحة.
والأهم من ذلك، تساعد القيادة في تنفيذ خطط واستراتيجيات تحفيز الشباب على المشاركة المجتمعية، وتطوير إمكانياتهم ومهاراتهم العلمية والعملية؛ لبناء أجيال مسؤولة في المجتمع، في وجود التحديات التي تواجه الشباب في ظلّ المتغيّرات العالمية الحالية.
ومما يرفع من أهمية هذا المنتدى، ما شهده من توقيع اتفاقية إطلاق “برنامج الشركات المليارية“، الذي يهدف إلى دعم الشركات التقنية ذات النمو المتسارع، ويسرّع نمو الشركات الناشئة؛ بتوفير استشارات التوسّع في السوق، وعمليات الاندماج والاستحواذ، والتواصل مع خبراء الصناعة والوظائف؛ ما يساعد هذه الشركات على التوسُّع مستقبلًا.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
الموارد البشرية.. وتطوير السياحة
اليوم الوطني.. مكانةٌ في القلب
قمة جدة للأمن والتنمية.. علاقات تعكس مكانة المملكة