فاطمة النمر

“ملامح نجدية” لفاطمة النمر.. إكمال مسيرة التعبير عن المرأة

بين السعي للولوج إلى عالم تجمع بين موجودات الذكريات البصرية للمرأة السعودية، وتسليط الضوء على سيدات من نجد، استكملت فاطمة النمر؛ الفنانة التشكيلية، مسيرتها في التعبير من خلال لوحات تميزت بطابعها الخاص، من خلال معرضها الأحدث “ملامح نجدية”؛ والذي نظمته مؤخرًا، في جاليري نايلا بالرياض.

وتسعى فاطمة النمر في أعمالها إلى إظهار الألوان المستوحاة من التراث السعودي، بينما تؤكد على فلسفتها المتطورة ونظرتها المعاصرة للفن، وبتباين متناغم تقدم مجموعة من اللوحات التي تستعين باستراتيجيات جمالية، جعلتها لا تنتمي إلى مدرسة بعينها؛ بل تعمل على توظيف الفكرة وفقًا لرؤيتها لتوضح حالة التعايش المجتمعي التي تؤمن بها.

بداية من الأميرة الراحلة نورة بنت عبدالرحمن، والسيدة موضي بنت عبدالله البسام، وصولًا إلى فوزية أبو خالد؛ الكاتبة المعاصرة، استلهمت الفنانة فاطمة النمر، معرضها “ملامح نجدية” واختارت سيدات لهن تاريخ مشرف في الدفاع عن وجودهن؛ من أجل تسليط الضوء على نساء من نجد، استخدمت فيه صورًا متخيلة بروح خاصة بها وبطابع يميزها.

وعن المعرض قالت الفنانة فاطمة النمر في تصريحات خاصة لـ “رواد الأعمال“: “كنت أسعى للولوج إلى عالم أجمع فيه موجودات الذاكرة البصرية للمرأة السعودية، كالسجاد والألبسة الفولكلورية وأغطية الرأس الشائعة في الخليج العربي، واستعين بنساء لهن تاريخ مشرف في الدفاع عن وجودهن، وأتخذ من تلك الأفكار الموضوع الذي يمجّد تاريخهن وحضورهن في وطننا الكبير”.

ودائمًا ما عبرت فاطمة النمر؛ منذ بداية مسيرتها الفنية، عن المرأة وجعلتها موضوعها وهمها؛ وهذا ما جعلها فنانة متفردة، يعود الجمهور مرارًا لرؤية أعمالها في صالات المعارض؛ ليتأملوا التفاصيل الثرية بالجمال؛ حيث تختلف جماليات الأقمشة والقصاصات والخطوط في كل عمل عن الآخر.

وأظهرت فاطمة النمر، سيدات نجد، بملابسهن الشهيرة، كما تضمنت اللوحات أهم الرمزيات البارزة في سيرتهن الشخصية، في دلالة على الرسالة التي توجهها الفنانة إلى الملتقي، ما يخلق مساحة مشتركة بينهما للقاء التأمل والفكر والفخر بحضارة وطن.

وفي لوحة رائحة الحياة، جاءت التفاحة في رمزها المعرفيح حيث استلهمتها الفنانة التشكيلية فاطمة النمر من قصيدة “رائحة الحياة”، من ديوان “ملمس الرائحة” في الجزء الأول من المجموعة الكاملة عام ( 2014م) للشاعرة فوزية أبو خالد، أما لوحة “السيل” فتمازجت مع ديوان مابين الماء وبيني، للشاعرة ذاتها.

فاطمة النمر

واستلهمت الفنانة من الأميرة نورة، عنصر “الشموخ” الذي كان بارزًا بوضوح، فيما لم تتردد في استخدام الرموز في لوحات معرضها الجديد، إذ اعتمدت على رمز البوصلة كدليل على القوة وعظمة المرأة، بينما يرمز التمر إلى العطاء، بينما أدخلت رمز القلم للشاعرة فوزية أبو خالد؛ حيث إنها عرَّفت العالم على ثقافة المملكة العربية السعودية، وحضارتها.

وتؤكد فاطمة النمر أنها تعمل على إظهار القوة والإصرار داخل المرأة السعودية، التي تتميز بمثابرتها لتحدي كل ما يعيقها من صعوبات، مؤكدة أن المرأة في المملكة نجحت في إثبات ذلك خلال السنوات الأخيرة، وهو ما جعل المملكة تخصص لها العديد من المواقع والمناصب العليا التي تستحقها.

جدير بالذكر، أن فاطمة النمر شاركت في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية حول العالم، منها: معرض «الفن المعاصر» الذي نُظم في متحف الفن الحديث في دولة السويد، وكذلك متحف الأمير ويلز في مومباي عام 2010. كما شاركت في مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة عام 2014، وبمتحف الفن المعاصر في تقسيم اسطنبول عام 2018، إلى جانب معرض “الفن ومملكة ” في لندن عام 2019. وشاركت أيضًا في معرض 230artist arb  في باريس عام 2016، بمناسبة الذكرى الـ 30 لتأسيس معهد العالم العربي. كما نالت عدة جوائز؛ منها: الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر عام 2010، وجائزة مسابقة الشباب الثانية في العام ذاته، إلى جانب جائزة تشكيل الخط عام 2011.

اقرأ أيضًا:

الدكتورة زهرة الغامدي: المملكة تشهد حراكًا قويًا لدعم فنانيها

أمير منطقة الرياض يكرم الفائزين في مبادرة “الجوائز الثقافية الوطنية”

الأمير سلطان بن سلمان.. أول عربي يطير إلى الفضاء

الرابط المختصر :

عن لمياء حسن

حاصلة على شهادة في الإعلام المرئي، مقدمة برامج سابقة في إحدى الإذاعات المصرية الشهيرة، عملت بالصحافة الورقية والإلكترونية العربية لمدة 9 سنوات. تتقن اللغة الكورية والإسبانية إلى جانب الإنجليزية.

شاهد أيضاً

محمد الشيخ سليمان يوضح طرق احتيال شركات التداول لخداع العملاء

يعتبر التداول عبر الإنترنت الطريقة الحديثة لممارسة الأعمال التجارية في هذا القرن. من منا لا …