لا يرتبط نجاح المدير بتحقيق الأهداف والمؤشرات، ضمن الخطة الاستراتيجية، أو ضمن معايير التميز المؤسسي فحسب، وإنما بمدى قدرته على تطوير القادة من الصفين الثاني والثالث، وتطوير فريق عمله بالمؤسسة.
وينبغي أن يكون للمدير الناجح، رؤية واضحة، وأهداف محددة، والقدرة على التنبؤ المستقبلي، مع اتخاذ القرار بالحزم والمرونة والثقة بنفسه، وبموظفيه، مع تمتعه بالتواضع والاحترام، والعدل والشفافية، والتجديد والتطوير، وتحمُّل المسؤولية عن تصرفاته، أو أعماله، أو تفويضه.
تحمُّل الأخطاء
ولا يلقي المدير الناجح باللوم على الآخرين، ولا يبحث عن كبش فداء، بل يتحمل أخطاء موظفيه ويدافع عنهم، ويوجههم باستمرار، ويركز على مواهبهم وسلوكهم، مع وضعهم في المكان المناسب.
ويعمل المدير الناجح أيضًا، على تقييم الأداء؛ والذي يعني القياس الدوري لتقدم الموظفين نحو تحقيق الأهداف المتفق عليها، وتعزيز النجاحات بالمكافآت، واتخاذ التدابير التصحيحية إن لم تُحقق الأهداف.
ويسمح المدير الناجح للموظف بأن يطالب بحقه حتى في حالة الاختلاف، كما يسمح له بالتظلم والقيادة التبادلية التي من خلالها يرشد ويدفع التابعين له باتجاه الأهداف المحددة؛ عن طريق توضيح متطلبات الدور والمهمة فقط.
أساليب قيادية مرنة
يتبنى القائد أنظمة وأساليب قيادية مرنة تمكنه من التكيف والتأقلم مع التطورات والتغيرات العالمية المعاصرة، ويهتم بالعمل الجماعي المنظم، وبناء فريق العمل، وإيجاد بيئة إدارية صحية تقوم على التفاهم والحوار البناء والمشاركة بين جميع المستويات الإدارية.
ويعتمد المدير الناجح دائمًا على معايير الإدارة الناجحة، التي تتجلى في الرؤية الواضحة؛ من خلال صياغة أهداف عامة محددة، وترتيب آلياتها، وتخطيط ومتابعة الأنشطة المرحلية، مع المرونة في التعامل مع المستجدات الخارجية ومعرفة الثوابت، والاستفادة من الأفكار الجديدة، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات والمستجدات، وتوثيق العلاقات القائمة على الاحترام والتقدير بين القادة أصحاب القرار والموظفين والشركاء، والتقييم المستمر والتطوير الدائم، وعدم الإسراف في الإشراف أو المتابعة.
الإبداع
ويقوم المدير الناجح بتنويع الحوافز، ودفع موظفيه إلى الإبداع، والاطلاع على تجارب المؤسسات الأخرى، والتعامل مع المشكلات بجدية وعلم، والتنسيق والتلاحم بين جميع قطاعات المؤسسة رسميًا ووديًا.
ويدرك المدير الناجح أنِّ التخطيط لا يبدأ من المستقبل، بل من الماضي، وينتقل إلى الحاضر ثم إلى المستقبل، مع تحليل الإنجازات والظروف المحيطة بالمنظمة في الماضي والحاضر، والتنبؤ بتلك الظروف في المستقبل، والتي بناءً عليها يمكن تحديد أهداف المنظمة؛ وبالتالي تحديد طريقة تحقيق الأهداف.
يعمل الإداري الناجح أيضًا، على تنمية أفراد المؤسسة؛ من خلال الدورات التدريبية لضمان التحسن المستمر من جهة، وتبصير العاملين بالقوانين والحقوق والأهداف من جهة أخرى، وتوفير الاحتياجات المادية لدعم أداء المؤسسة ومراجعة الميزانية والشؤون المالية، والحزم في تطبيق القرارات، وعدم إغفال رأي العاملين في تقييم وتطوير البرامج واللوائح في المؤسسة، وتشجيع التجارب الإبداعية الفردية الناجحة والإعلان عنها، وتقييم أداء المؤسسة بروح الشفافية والمصداقية.
الرقابة الاستراتيجية
وتتم الرقابة على تنفيذ الاستراتيجية، على مستوى الرقابة الاستراتيجية، للتأكد من سلامة التوجه الاستراتيجي لإدارة الموارد البشرية الاستراتيجية، وكذلك على مستوى الرقابة التكتيكية؛ للتأكد من تطبيق الخطة الاستراتيجية وتنفيذ البرامج متوسطة المدى.
إن التغير السريع الذي تعرفه المؤسسة في مختلف المجالات على المستويين الكلي والجزئي، يؤثر على نشاطها من جهة، وعلى كيفية تصميم وإنشاء استراتيجيتها من جهة أخرى؛ ما يستدعي تغيير النظرة للعنصر البشري كمتغير تابع إلى متغير استراتيجي.
مثال على دور الريادة
حين يكتشف مدير خط إنتاجي، أنه يمكن استخدام عوادم الإنتاج في إعادة التصنيع ليكون منتجًا جديدًا ذا فائدة، يكون قد لعب دور الريادة في عمله.
ويحدد القائد الناجح المطلوب من مرؤوسيه، وأهداف العمل لديهم، وتحديد الفعل المرغوب في شكل كمي وقابل للقياس، على أن يكون الهدف مقبولًا، ومقنعًا، ويستطيع الفرد أداءه ، وأن تكون الأهداف مرتبطة بأهداف الإدارة.
وكل أمر جديد يبدأ دائمًا من المدير الناجح، فتعيين التحديات يساعد في بناء الاستراتيجية والخطط والبرامج التفصيلية، ويسهم في تحديد الأنشطة الرئيسة والمجالات الأساسية لمساهمات الموارد البشرية، ومن ثم تحديد نوعيات وأعداد الأفراد ومواصفاتهم الدقيقة المتناسبة مع متطلبات تلك الأنشطة.
وبناءً على استقراء التوجهات الاستراتيجية، تتحدد قضايا تتعلق بالاستثمار في تطوير نظم الموارد البشرية، ومدى الإقبال على بناء الطاقات التدريبية الذاتية للمنظمة، وحدود التمويل المتاح لتنفيذ برامج التطوير التقني لأداء وحدات إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية.
وبعد تحديد استراتيجيات المنظمة، يتولى المديرون في الإدارة العليا شرحها لنظرائهم في الإدارة الوسطى؛ لترجمتها إلى خطط وظيفية على مستوى الإدارات الأدنى.
مبدأ السلطة
يُعد هذا المبدأ من أهم مباديء التنظيم، ويعني: “أن من تُعطى له السلطة في أداء عملٍ، يُسأل ويحاسب عليها”.
وعلى المدير الناجح اختيار فريق العمل بحيث تتوافق صفاتهم مع طبيعة العمل، وان يقوم بتدريبهم ومعاملتهم بالحسنى والعدالة، وأن يكلفهم بأعمال مناسبة، ويثير حماسهم، وحب العمل لديهم.