مفهوم الاستثمار الزراعي

مفهوم الاستثمار الزراعي وتعريفاته

على الرغم من هيمنة الطابع الصناعي على الحقبة الراهنة، إلا أن الزراعة ما زالت حاضرة وبقوة، خاصة أن الكثير من المجتمعات تعتمد عليها بشكل أساسي؛ نظرًا لطبيعتها الجغرافية، كما أن هناك من يحاولون دمج التقنيات الحديثة في الزراعة، والاستفادة منها في تحسين جودة المحاصيل، ويُعرف مفهوم الاستثمار الزراعي بأنه دمج عوامل الإنتاج المتوافرة في الزراعة (الأرض والعمل ورأس المال..إلخ) وتشغيلها؛ بهدف إنتاج مواد زراعية تساعد في سدّ حاجات المستهلكين، والحصول على الربح.

ويختلف النظر إلى مفهوم الاستثمار الزراعي تبعًا للنظام الاقتصادي السائد، ولكن طبيعة هذا النوع من الاستثمار لا تتغير بتغير هذه النظم، وإنما يطرأ التغير على الأهداف المرجوة من ورائه فحسب، فالنظام الرأسمالي، على سبيل المثال، لن يفكّر في العائدات الاجتماعية للنشاط الزراعي، في حين ستكون هذه التأثيرات الاجتماعية هي مركز اهتمام النظم الاشتراكية.

ولكن حتى هذه التصنيفات لم تعد موجودة الآن؛ إذ ثمة تداخل على نحو وثيق بين النظم الاقتصادية المختلفة، والثابت في الأمر هو جدوى الاستثمار الزراعي مهما كان النظام الاقتصادي السائد.

ناهيك عن أن مفهوم الاستثمار الزراعي يطابق في بعض الأحيان مفهوم الاستثمار الصناعي؛ حيث اتجه الكثير من الاستثمارات الزراعية نحو التركيز في الإنتاج الذي أصبح يتم وفق أسس صناعية بحتة، إلى جانب محاولة الاستفادة من التقدم التكنولوجي في المجال الزراعي.

اقرأ أيضًا: السياحة الزراعية في عسير.. تعزيز للهوية الريفية

أهداف الاستثمار الزراعي:

يسعى الاستثمار الزراعي إلى تحقيق بعض الأهداف، والتي نذكر منها ما يلي:

  • تحقيق الاكتفاء الذاتي.
  • زيادة رقعة المساحات المزروعة ومحاولة رفع كفاءتها.
  • تحقيق عائد مناسب خلال فترة زمنية محددة.
  • المحافظة على قيمة الأصول الثابتة وتنمية رأس المال المستثمر.
  • ضمان السيولة اللازمة لتشغيل المشاريع الإنتاجية.
  • توفير الخدمات الغذائية والصحية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات.

أنواع الاستثمار الزراعي:

وإذا كنا نتحدث عن مفهوم الاستثمار الزراعي فلا بد أن نتحدث عن أنواعه أيضًا؛ إذ هناك 3 أنواع أساسية لهذا النوع من الاستثمار والتي تتمثل فيما يلي:

  • استثمار الأرض من قِبل مالكها

في هذا النوع يعمل المستثمر، الذي هو مالك الأرض في هذه الحالة، على زراعة الأرض بنفسه.

وقد يلجأ إلى استخدام بعض العمال الزراعيين استخدامًا محدودًا وفي مواسم معينة. وفي هذا النوع من الاستثمار تكون عوامل الإنتاج (الأرض، ورأس المال) مملوكة لشخص واحد أو مجموعة من الأشخاص ضمن إدارة واحدة.

مفهوم الاستثمار الزراعي

  • الاستئجار

وهنا يقوم المالك بتأجير أرضه إلى مستأجر يستثمرها مقابل أجر معين تحدده القوانين والأعراف السائدة في المنطقة، ويعمل المستأجر بما لديه من وسائل إنتاج مادية وجهد، متحملًا نتائج عمله من دون تأثير في مقدار ما يحصل على مالك الأرض من أجر.

ويمكن القول إن هذا النوع من الاستثمار هو استثمار ثنائي البعد؛ حيث يحصل المالك على إيجار أرضه، في حين يأتي المستأجر متأملًا أن يحصل على عائدات على هذا المال الذي دفعه لمالك الأرض الأساسي؛ فكلاهما يستثمر ولكن بطريقة مختلفة عن الآخر.

  • الاستثمار بمشاركة طرف آخر

أما في هذه الحالة فيكون المالك والمستأجر شريكين في استثمار الأرض؛ حيث يشارك المالك بالأرض فيما يساهم المزارع بالمجهود.

اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال الزراعية.. تعريفها وأهميتها

  • المنتجون الزراعيون

وإذا كانت هناك أنواع للاستثمار الزراعي فهناك أيضًا أنواع للمنتجين الزراعيين؛ حيث يمكن تصنيفهم بحسب درجة اشتغالهم بمهنة الزراعة في فئتين هما:

  • مُزارع متفرغ كل الوقت:

وهو ذاك الشخص الذي لا يستثمر في أي نشاط آخر، ولا يمتهن أي حرفة أخرى باستثناء الزراعة، ويعتمد عليها اعتمادًا كليًا في دخله والحصول على لقمة عيشه.

  • مُزارع متفرغ بعض الوقت:

وهذا النوع من المزارعين هو النوع الغالب أو الأكثر انتشارًا؛ إذ إن معظم المزارعين لا يكتفون بالزراعة، وذلك لأسباب شتى لا مجال لبحثها الآن، وإنما يقومون ببعض الأنشطة الأخرى، والتي عادة ما تكون ذات صلة بالعمل الزراعي؛ لكي يحسنوا من مستوى دخلهم، أو الاستفادة من العمل الزراعي الاستفادة المثلى.

اقرأ أيضًا:

الحقول الذكية.. كيف تستعين بالتكنولوجيا في الزراعة؟

الاستثمار الزراعي.. مستقبل واعد وفرص متنوعة

تفاصيل.. دراسة جدوى مشروع الصوب الزراعية

الرابط المختصر :

عن محمد علواني

شاهد أيضاً

مميزات مشروع صنع الهدايا

مميزات مشروع صنع الهدايا.. الاستدامة ودعم الاقتصاد المحلي

هناك العديد من مميزات مشروع صنع الهدايا، وهي مزايا لا تتعلق برائد الأعمال وحده، وإنما …