منذ مطلع القرن الحادي والعشرين ليس هناك مفهوم أكثر أهمية من مفهوم الإبداع ومدى تأثيره في حياة الإنسان؛ وذلك لأن الإبداع مهارة لا تُقدر بثمن، فهي تُساعدك في النظر إلى جميع المشكلات والمواقف من منظور جديد ومُبتكر، إضافة إلى تطوير حلول جديدة أو غير تقليدية لا تعتمد كليًا على الحلول السابقة أو حتى الحالية.
نحن البشر بطبيعتنا نميل إلى التفكير بشكل إبداعي والقدرة على تقديم وجهات نظر جديدة -سواء في حياتنا العملية أو المهنية أو حتى الشخصية- بالطبع التفكير والتخطيط يضمن تجنب الشخص المشاكل والمواقف السيئة ويساعده في تحقيق اهتماماته وأهدافه، ونظرًا لأن مفهوم الإبداع يحتوي على قدر كبير من الأهمية فإننا جميعًا نُريد أن نشعر بالإبداع بينما نأسف لأن حياتنا لا تمنحنا فرصًا كافية لنكون كذلك.
لكن هذا الانطباع قد يعود إلى فكرة مبالغ فيها فنحن نركز بشكل كبير على نقاط الإبداع الدرامية ضمن مجموعة ضيقة من الأنشطة، مثل: كتابة رواية حائزة على جوائز أو صنع فيلم يحظى بالتقدير في كان أو برلين، ووفقًا لهذا المعيار لا يُمكن لأي شخص تقريبًا أن يكون مبدعًا.
اقرأ أيضًا: سوق العملات الرقمية.. إلى أين يتجه؟
وفي سياق الطرح يتناول موقع “رواد الأعمال” في السطور التالية مفهوم الإبداع على النحو التالي:
مفهوم الإبداع
ببساطة الإبداع ليس نشاطًا نادرًا وهو ليس عرضًا جانبيًا للشواغل الأساسية في حياتنا، ولكنه شيء -من الناحية المثالية- نشارك فيه دائمًا، إنه رفض لقبول العالم كما هو من جميع جوانبه، وبصفتنا أشخاصًا مُبدعين لا يتعين علينا كتابة الروايات أو تأليف مقطوعة موسيقية أو حتى تصميم لوحة فنية، فنحن جميعًا نبحث باستمرار عن أفضل الطرق لتحسين حياتنا بشكلٍ أفضل.
بعبارة أخرى أكثر وضوحًا: يُمكن اختصار مفهوم الإبداع في القفز بعيدًا عن كل الطُرق التقليدية في التفكير؛ لتحسين وإنشاء مناهج فريدة للأفكار، ويُمكن اعتبار الإبداع بأنه قدرة؛ إما أنتكون لديك قدرة طبيعية على الأداء، أو يمكنك التعلم وتحسين ما لديك، ويمتلك المبدعون سمات أو مهارات معينة، إنهم يطرحون الأسئلة دائمًا، ويخرجون بحلول إبداعية لمشكلة واحدة.
أضف إلى هذا أن الأشخاص المُبدعين لديهم حساسية عاطفية متزايدة، وهم لا يخشون أن يُنظر إليهم بأنهم مختلفون أو يعرضون أفكارًا غير عادية.
اقرأ أيضًا: الإبداع في تقديم العمل.. استراتيجيات جذب
لماذا التفكير الإبداعي مهم؟
ليس من قبيل المبالغة في القول إن الإبداع من أهم سمات حياة الإنسان، فهو يجعلك دائمًا أكثر نشاطًا ذهنيًا وفضولًا وتفاؤلًا وابتكارًا، في الواقع لا ينظر المفكرون المبدعون إلى المشكلات على أنها تحديات بل ألغاز مثيرة يتوقون إلى حلها.
و الدور الحقيقي للإبداع يأتي عندما يُفكر رائد الأعمال بشكل مختلف بحثًا عن الحلول المناسبة لجميع المشكلات التي يُمكن أن تُواجه العمل في أي وقت، أضف إلى ذلك أن المسؤولين دائمًا ما ينصحون الموظفين بضرورة توفير حلول فعالة وقوية للمشكلات دون العودة إلى الطرق التقليدية؛ ما يمنحهم شعورًا بالإنجاز والاستقلالية، كما يُمكّن التفكير الإبداعي أيضًا من إيجاد المزيد من الأفكار والحلول عند عرض المشكلة على مقياس جماعي.
وعلى الجانب العملي هناك العديد من الأسباب التي تجعل عنصر الإبداع مهمًا في بيئات العمل المختلفة، ويُمكن اختصارها في التالي:
-
يرافق الابتكار
لكي يكون الشيء مبتكرًا هناك متطلبان: يجب أن يكون جديدًا ومفيدًا، وعلى الرغم من أن الإبداع أمر بالغ الأهمية لتوليد أفكار فريدة ومبتكرة إلا أنها ليست مفيدة بطبيعتها دائمًا. ومع ذلك لا يمكن أن توجد الحلول المبتكرة بدون عنصر الإبداع.
-
يزيد من الإنتاجية
عادة ما يمنحك الإبداع مساحة للعمل بشكل أكثر ذكاءً بدلًا من العمل بجد، وهو ما قد يزيد الإنتاجية ويقاوم الركود في مكان العمل، الروتين والهيكل مهمان للغاية ولكن لا ينبغي تنفيذهما على حساب التحسين والنمو.
-
ضروري للنمو
أحد العوائق الرئيسية لنمو الأعمال التجارية هو الثبات المعرفي، أو فكرة أن هناك طريقة واحدة فقط لتفسير أو التعامل مع موقف أو تحدٍ، الثبات المعرفي هو فخ سهل الوقوع فيه؛ حيث قد يكون من المغري الاقتراب من كل موقف مشابه لما حدث في الماضي؛ لذا إن لم يأخذ قادة الأعمال الوقت الكافي لفهم الظروف التي يواجهونها بوضوح وتشجيع التفكير الإبداعي، والعمل على النتائج، يمكن لشركتهم أن تصاب بالركود، وذلك أحد أكبر العوائق أمام النمو.
اقرأ أيضًا:
مستقبل إنترنت الأشياء.. عالم ذكي مُتقدم
الإبداع في ريادة الأعمال.. كيف يكون؟
رواد التطبيقات الإلكترونية.. عقليات متطورة