لا تستبين مزايا مشروعات إعادة التدوير إلا حين نمعن النظر في المنتجات والسلع.. إلخ التي لا تجد لها من مصير سوى مقالب النفايات، وكان زيجمونت باومان ذا رأي حصيف حين تصور أن أزمة النفايات _بشكل عام_ هي واحدة من أبرز مشكلات الحياة الحديثة، وواحدة من أجلّ تجلياتها.
وبحسب زيجمونت باومان فإن العالم لا يعاني الآن من كثرة النفايات فحسب، وإنما يعاني من شح في مقالب القمامة كذلك؛ ذلك لأن النفايات _نظرًا لمعدلات الاستهلاك المرتفعة وغير المسبوقة بالأحرى_ آخذة في الكثرة والتعاظم يومًا تلو الآخر.
والحق أن هذه المعطيات، رغم بؤسها وفجاعتها، تنطوي على فرصة كبرى لرواد الأعمال؛ فمن خلال زيادة معدلات إعادة التدوير؛ يمكن تقليل مستويات النفايات التي يتم إرسالها إلى مكب النفايات، وتوفير الأموال التي تُنفق على جمع وإدارة النفايات، وبالتالي تقليل التأثير السلبي لمخلفات مدافن النفايات في البيئة.
لكن مزايا مشروعات إعادة التدوير لا تتوقف على مجرد الربح الاقتصادي فحسب، وإنما هي واحدة من علامات التزام رواد الأعمال بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية؛ فعندما يقرر واحد من رواد الأعمال العمل في مشروعات إعادة التدوير فإنه لا يحقق مكاسب اقتصادية لنفسه فقط، وإنما يعود الخير على المجتمع ككل؛ عبر تقليل معدلات التلوث ومستوى الضرر الواقع على البيئة.
اقرأ أيضًا: إعادة التدوير.. نحو استدامة الموارد الطبيعية
مزايا مشروعات إعادة التدوير
ويرصد «رواد الأعمال» أبرز مزايا مشروعات إعادة التدوير وذلك على النحو التالي..
-
تقليل التلوث
أولى مزايا مشروعات إعادة التدوير هي المساعدة في تقليل التلوث؛ فإعادة التدوير تعني أنه يمكن الآن إعادة استخدام المواد التي يمكن تصنيفها على أنها نفايات وتركها ببساطة في الأرض.
ومن خلال إعادة استخدام المواد؛ يمكننا تقليل الطلب على المواد الجديدة، ومن ثم يمكننا تقليل مستويات التلوث التي تنبعث من خلال إنتاج مواد جديدة.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساهم النفايات المخزنة بمكبات النفايات في الإضرار بالبيئة؛ لذا فإن تجنب إضافة النفايات دون داعٍ في مكب النفايات أمر مرغوب فيه للغاية.
إذًا تعمل مشروعات إعادة التدوير على «استنفاد جوهر الأشياء»، بمعنى أنها تبحث عن طرق استخدام للمواد والمنتجات سابقة الاستخدام، وتحاول تقليل تلك المنتجات التي لا يتم استخدامها إلا مرة واحدة، ومنع إرسال منتجات (سبق استخدامها) إلى مقالب النفايات إلا في أضيق الحدود.
اقرأ أيضًا: أفكار مشاريع تكنولوجية.. زيادة في الطلب وحتمية الربح
-
انخفاض التكاليف
تبدو إعادة التدوير منطقية من الناحية المالية؛ إذ إن تكلفة استخدام المواد المُعاد تدويرها أقل بكثير من تكلفة إنشاء مادة جديدة يمكن العمل بها.
وبالتالي فإن انخفاض التكاليف واحدة من مزايا مشروعات إعادة التدوير، فمن خلال استخدام المواد المعاد تدويرها؛ يمكن للشركات خفض تكاليفها. وعندما يتم تنفيذ إعادة التدوير على نطاق واسع يمكن أن يكون التوفير كبيرًا للغاية.
اقرأ أيضًا: أفكار مشاريع في المجال التعليمي.. الطريق للاستقلال المالي
-
توفير الطاقة
لكن مزايا مشروعات إعادة التدوير لا تنحصر في كونها تسهم في خفض التكلفة فحسب، وإنما هي تساعد، في الوقت نفسه، في توفير الطاقة؛ إذ تُعد مواد إعادة التدوير أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من إنشاء مواد جديدة.
لذا؛ يمكن أن تؤدي زيادة إعادة التدوير إلى انخفاض مستويات استهلاك الطاقة، ويمكن أن يؤدي الانخفاض في استهلاك الطاقة إلى تقليل الحاجة لتوليد الطاقة؛ ما يؤدي بدوره إلى تقليل التلوث الذي يحصل من جراء ذلك، وتقليل الضرر البيئي بشكل عام.
اقرأ أيضًا: 5 نصائح لاستثمار أموالك في لعبة LEGO
-
دعاية مجانية
وبشكل غير مباشر يمكن القول إن إحدى مزايا مشروعات إعادة التدوير كونها قادرة على التسويق لنفسها تلقائيًا؛ فمع تزايد وعي الناس بالأضرار البيئية التي تسببها نفايات مكبات النفايات تصبح عملية إعادة التدوير أكثر دعمًا.
وأولئك الذين يأخذون مسؤولياتهم البيئية على محمل الجد يُنظر إليهم على أنهم شركاء مرغوبون، وأولئك الذين لا يتحملون ذلك يجدون أن عدم مسؤوليتهم المتصورة يمكن أن يكون عائقًا كبيرًا لهم.
إذًا من ناحية تجارية واقتصادية بحتة يبدو منطقيًا للغاية أن تجعل مشروعك صديقًا للبيئة، وأن تكون منخرطًا في أحد مشروعات إعادة التدوير.
اقرأ أيضًا: المشروعات الصديقة للبيئة.. قلب الحياة النابض
-
الحفاظ على الموارد الطبيعية
نظرًا لأن إعادة التدوير تتضمن إعادة استخدام الموارد الموجودة بالفعل؛ يمكن أن تساعد في الحفاظ على الموارد الطبيعية للكوكب، فبدلًا من استخراج المواد الخام من الأرض توفر لنا إعادة التدوير بديلًا أكثر صداقة للبيئة.
ويمكن أن تساعدنا إعادة التدوير أيضًا في إبطاء معدل استخراج المعادن والموارد الأخرى من الأرض واستخراجها، وبالتالي حماية الموارد الطبيعية للأرض والمساعدة في الحفاظ عليها للأجيال القادمة.
اقرأ أيضًا:
أفكار مشاريع تجارية في مجال الاستشارات.. الفرصة ما زالت أمامك
أفكار مشاريع في المجال الرياضي.. فرصتك لدخول عالم الرياضة
أفكار مشاريع خدمية.. الطريق الأمثل لدخول عالم الريادة