المغامرة في الزراعة ليس قرارًا سهلًا، وتنفيذ المشروع الزراعي يحتاج إلى قدر كبير من المهارات والخبرات، والحق أن هذا ليس مفاجئًا، فريادة الأعمال، بشكل عام، عمل شاق، وتتطلب مثابرة وجهدًا كبيرين، علاوة على أن العمل في المجال الزراعي ذو طبيعة خاصة؛ فهو بمثابة سباحة ضد التيار.
ففي الوقت الذي يتجه فيه الجميع إلى العمل الصناعي، التقني.. إلخ، لا نجد سوى قلة قليلة من الناس هم الذين يرغبون في خوض غمار تجربة ريادة الأعمال الزراعية، سوى أن هذا، في حد ذاته، قد يكون ميزة كبيرة؛ إذ يعني أن عدد المنافسين أقل.
ولو أنك أتقنت بعض المهارات، مضافًا إليها الخبرة التي سوف تُحصّلها من العمل كمزارع أو رائد أعمال زراعي، وأحسنت استخدام التكنولوجيا في تنفيذ المشروع الزراعي الخاص بك؛ فسوف يكون هذا بمثابة ميزة تنافسية تضمن تفوقك على منافسيك.
وإذا افترضنا أن لديك الرغبة في العمل بهذا المجال، وأن تكون من القلة الذين آثروا السير في الطريق المغاير، فإليك مراحل تنفيذ المشروع الزراعي التي يرصدها لك موقع «رواد الأعمال» على النحو التالي.
اقرأ أيضًا: مفهوم الاستثمار الزراعي وتعريفاته
خطة ومشكلة المشروع
أولى خطوات تنفيذ المشروع الزراعي أن تضع خطة عمل مناسبة، تلك الخطة التي تتضمن أو بالأحرى تجيب عن عدة تساؤلات محورية، مثل: نوعية المحاصيل التي ستقوم بزراعتها، الفئة التي تبيع لها هذه المنتجات، والآلات والمعدات التي سوف تستخدمها في هذا المشروع.
ليس هذا فقط، وإنما يجب أن يسد المشروع الزراعي الخاص بك احتياج فئة معينة من الناس (الفئة المستهدفة)، وأن يحل مشكلة معينة (نقص منتج/ محصول ما على سبيل المثال) تعاني منها فئة مخصوصة من الناس، فضلًا عن حتمية أن يتناغم المشروع، ككل، مع منطق العرض والطلب.
وضع أهداف معقولة
الآن بعد أن أمسى لديك خطة عمل للمشروع ككل آن الأوان لكي تعرف ما الذي تريد تحقيقه بالفعل، صحيح أن الطموحات الكبيرة أمر محمود، هكذا بشكل مجرد، لكنها قد تؤدي إلى الإحباط في حال عدم التمكن من تحقيقها، ومن ثم إلى الفشل.
والصواب إذًا أن تكون أهدافك مرحلية، معقولة، ومرنة أيضًا؛ فبعد كل مرحلة يجب أن ترفع من سقف طموحك، وهكذا يكون بإمكانك النمو المطرد، لكن أن تضع هدفًا كبيرًا مجهدًا فليس من المتوقع أن تصل إليه هكذا دفعة واحدة.
ولنتذكر أن العمل في المجال الزراعي ليس من السهولة بمكان، وهو جادّة غير مطروقة، وبالتالي فالنجاح فيه يتطلب دراسة دقيقة وخطة محكمة.
اقرأ أيضًا: صادق الرمضان: نحتاج إلى برامج مكثفة لرفع كفاءة استخدام المياه
الحصول على التمويل
تلك هي الخطة المحورية، والعقبة الكؤود في معظم الأحيان، وهي أيضًا تلك الخطوة التي تسبق ممارسة العمل على أرض الواقع، ومن المهم في سياق بحثك عن مراحل تنفيذ المشروع الزراعي أن تعرف ما هي الجهة/ الجهات التي ستمدك بالمال.
من الثابت أن أصحاب رؤوس الأموال لا يرغبون في المغامرة بأموالهم إلا في مشروعات ثبتت جدواها وجدية أصحابها، وحيال واقع كهذا، يكون لزامًا، في أكثر الأحيان، أن تمول نفسك بنفسك.
ليس ذلك سهلًا لكن لا بد أن تعثر على طريقة مناسبة لتوفير رأس المال اللازم لبدء التشغيل، ونصيحة «رواد الأعمال» لك أنه لا يتوجب عليك أن تغامر، في البداية، برأس مال كبير، وإنما الصواب أن تبدأ بقدر محدود من المال، ثم تعاظم رأسمالك المستثمر شيئًا فشيئًا.
تنفيذ المشروع الزراعي
كل ما فات كان سعيًا/ اشتغالًا نظريًا، وجهدًا تخطيطيًا كي تصل إلى المرحلة الحالية “مرحلة إطلاق المشروع”، وهي جد عسيرة؛ إذ إنك تبدأ في مواجهة الوقائع، والأمور التي ربما فاتك التخطيط لها، سوى أن المهم هنا أن تبدأ.
ليس مطلوبًا منك بأي حال من الأحوال أن يكون مشروعك الزراعي مثاليًا في مثل هذه المرحلة المبكرة جدًا، ولكن المهم أن تتعلم بسرعة من الأخطاء، وأن تعدّل خطتك بشكل مطرد. والهدف من هذا الإطلاق الأولي هو اكتساب الخبرة، ووضع معارفك، ونظرياتك وخططك قيد التنفيذ ثم العمل على تطويرها واستبعاد ما هو غير صالح منها.
وعندما تحصل على أول منتج لك يجب أن تكون جهزت خطتك التسويقية _هذا من المفترض أنه حدث منذ البداية_ ثم تتوجه إلى الفئة التي تستهدفها، وتحاول تقديمه لها، وملاحظة ردود أفعالهم حوله، ومعرفة توقعاتهم منك وهكذا، يمكنك استخدام هذه المعارف وتلك الملاحظات في التحسين من عملك والدفع به قُدمًا.
اقرأ أيضًا:
الاستثمار الزراعي.. مستقبل واعد وفرص متنوعة
علي معافا: رؤية 2030 اهتمت بالزراعة لتحقيق الأمن الغذائي
أحمد الشمري يدعو رواد الأعمال للاستثمار في التحديات التي تواجه الزراعة