وُجدت أي منظمة من أجل تحقيق بعض الأهداف الاستراتيجية الكبرى، لكن تحديد ومعرفة هذه الأهداف ليس كل شيء، وإنما لا بد كذلك من معرفة الطريقة التي يتم بها ذلك، وباعتبار أن الموظفين هم عماد أي شركة، تأتي أهمية تخطيط القوى العاملة باعتباره تفكيرًا في الراهن والمستقبل أيضًا.
وباختصار، يمكن القول إن تخطيط القوى العاملة هو كيفية تحليل المنظمة لقوتها العاملة، وتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها؛ للاستعداد لاحتياجات المواهب المستقبلية. بيد أن الأمر ليس متعلقًا بإدارة الموارد البشرية فحسب، ولا هو أداة توظيف فقط، وإنما هو عبارة عن دمج ما بين التخطيط الاستراتيجي وإدارة الموارد البشرية.
إن المؤسسة التي تفكر في المستقبل مجبرة على أن تعد له عُدتها، ومن هنا كان التفكير في تخطيط القوى العاملة من أجل العمل على وضع كل موظف في مكانه المناسب، والتأكد من أنه يعزف على نفس السيمفونية التي يعزف عليها بقية زملائه، والتي وضعتها الشركة سلفًا.
وتنبع أهمية تخطيط القوى العاملة من أن الشركات التي لديها خطط عمل استراتيجية فعالة مؤهلة بشكل أفضل لتحقيق أهدافها طويلة المدى والحفاظ على نجاحها لأطول فترة ممكنة.
لكن ما هي مراحل تخطيط القوى العاملة؟ أي كيف يتم ذلك أصلًا؟ يرصد «رواد الأعمال» هذه المراحل على النحو التالي:
اقرأ أيضًا:ريم الخناني تكشف لـ”رواد الأعمال” كيفية التعامل السليم في المؤسسات
تقييم المواهب المتاحة
قلنا إن الموظفين هم عماد أي شركة، وإن نجاحها مرهون بهم ومتوقف عليهم، وإذا كانت تفكر في المستقبل والحصول على موطئ قدم فيه فمن اللازم عليها أن تتأكد من أن المواهب التي يتمتع بها موظفوها ستمكنها من ذلك، ومن أنها قادرة على الحصول على الموظفين الموهوبين متى فرضت الحاجة ذلك. إن الموظفين الموهوبين هم ذخيرة الشركة وعليها أن تفكر في ذخيرتها قبل الانطلاق.
وهذه العملية مهمة بل ضرورية لنجاح المؤسسة؛ فوفقًا لدراسة أجرتها مجموعة رؤى إدارة المواهب CEB، تبين أنه عندما لا يتم تقييم المواهب بشكل صحيح تعاني المنظمة من الضعف العام، وينخفض الأداء على الأهداف الرئيسية في المتوسط بنسبة 34%، ويزيد احتمال فشل المنظمة بنسبة 21%.
التفكير في الاحتياجات المستقبلية
الخطوة التالية من خطوات تخطيط القوى العاملة هي أن تقارن بين خططك الحالية وإمكاناتك الراهنة، واحتياجاتك في المستقبل، على أن توفر هذه الاحتياجات منذ الآن؛ فمن الأفضل أن تكون مستعدًا للأمر قبل وقوعه.
أي أنه من المهم أن تفكر في المهارات التي قد تكون مطلوبة في المستقبل، وفقًا لخططك وأهدافك، وتبدأ في تدريب الموظفين عليها من الآن؛ كي تكون مستعدًا للانطلاق السريع.
اقرأ أيضًا: 5 وظائف لإدارة الموارد البشرية
تحديد الثغرات
إذا كنت عرفت ما تريد تحقيقه في المستقبل، وما يتوفر لديك في الوقت الحالي، فعليك أن تحدد الثغرات والفجوات بين ما لديك حاليًا وما تريده في المستقبل.
قارن الفروق بين تقييمات العرض والطلب الخاصة بك. حدد الفوائض والمهارات المرتبطة بالمهارات المتعلقة بالعمل الاستراتيجي الذي يجب عليك تحقيقه، على سبيل المثال: هل تحتاج إلى توظيف شخص في منصب معين، أم أنك تحتاج إلى مجموعة مهارات متنوعة ومختلفة؟ وذلك يجب أن يتم اعتمادًا على المشاريع الجديدة التي ستتولاها الشركة في المستقبل.
وضع الحلول
وبما أن كل شيء أمسى بالنسبة لك واضحًا وبينًا، ما تريده وما تمتلكه، فسيكون بإمكانك معالجة الفجوات في احتياجاتك الحالية والمستقبلية من الموظفين؛ حيث يجب عليك، بصفتك مديرًا، تقييم فرص تدريب وتطوير الموظفين الحاليين لديك، والتفكير في التوظيف من الخارج؛ لاستكمال مهارات فرقك الحالية.
وفي حال كنت تفكر في التوظيف من الخارج عليك أن تحدد: كم عدد الموظفين الجدد الذين تحتاجهم؟ وما هي المهارات التي يجب توافرها فيهم؟ وهكذا، وعبر هذه المراحل الأربع، تكون تمكنت من تخطيط القوى العاملة لديك بشكل ناجح وفعال.
اقرأ أيضًا:
إبراهيم الفريح يضع خطة لتعامل الشركات مع الموظفين عند العودة للمقار
قائمة بأهم الوظائف في المستقبل
أهمية التدريب في مجال التنمية البشرية (1/2)
تعليق واحد
موقع رائع وغني بالمعلومات ويعد مصدر ينهل منه كل المهتمين بمجال الموارد البشرية