التفكير الإبداعي عملية ذهنية/ عقلية تنطوي على الكثير من الأنشطة والمراحل، وحتى إن اختلفت هذه المراحل بين مبدع وآخر فالمؤكد أن أغلب المبدعين يمرون بها، فضلًا عن أن المرور ليس شرطًا أن يكون بالترتيب.
وعلى كل حال، سيكون من النافع الإشارة إلى هذه المراحل، ليس لكي نسير وفقًا لها بشكل حرفي وإنما لكي نتأكد من أن تفكيرنا يسير في الإطار السليم، وهذه المراحل هي:
1- الإعداد أو التحضير
المشكلات هي وقود الإبداع، ولكي نبدع فكرة جديدة يكون لزامًا علينا أن نكتشف مشكلة ما في المجتمع الذي نعمل فيه، ثم نحاول أن نقدم لها حلًا رائدًا وغير تقليدي. إن هذه المرحلة يمكن النظر إليها باعتبارها عملية الإعداد المعرفي، والعصف الذهني قبل أن نقرر خوض غمار التطبيق الفعلي لما تمخض عن أذهاننا من رؤى وتصورات.
2- مرحلة الاختمار
هذه هي المرحلة التالية لجملة عمليات مرهقة ومربكة، يعتريها الخوف والقلق، واختبار الكثير من المعلومات التي تم جمعها أو الحصول عليها حول المشكلة التي يتم فحصها، والعمل على اختراع حل مبتكر لها.
وبعد كل المعلومات التي يتم الحصول عليها واختبارها، علينا استثناء أو استبعاد الكثير من المعلومات غير المهمة، أو التي لا تنطوي على أهمية تُذكر للمشكلة التي نحاول حلها عبر هذا التفكير الإبداعي. وفي النهاية نكون توصلنا إلى ما هو نافع أو مفيد من هذا الكم الهائل من المعلومات، وهي نفسها المعلومات التي نتركها لتأخذ حقها في الكمون والاختمار.
3- مرحلة الإلهام
تلك هي المرحلة التي تشرق على العقل فيها شمس الفكرة الجديدة، أي أنها لحظة إلهام أولية حول فكرة جديدة لم تكن موجودة أو معروفة من قبل، ولكنها تعتمد، وبشكل أساسي، على ما تم جمعه والحصول عليه من معلومات في المرحلة السابقة.
وهذه الفكرة الجديدة هي نفسها التي تعد بالخروج من المأزق الراهن الذي نحاول عبر تفكيرنا الإبداعي تجاوزه وتخطيه، وتقديم حل مبتكر لهذه المشكلة التي تؤرق هذا المجتمع أو ذاك.
4- مرحلة التحقيق
ليس كافيًا أن نعثر _عبر الإلهام_ على فكرة جديدة أو مبتكرة، وإنما لا بد من وضع هذه الفكرة على منضدة النقد، والتأكد من مدى جديتها، والتحقق من أنها تصلح بالفعل لحل هذه المشكلة.
لكن هذا لن يكون إلا عبر تجريب هذه الفكرة الجديدة أو مجموعة الأفكار الجديدة التي تم الحصول عليها من خلال الإلهام؛ فعبر هذا التجريب يمكن لنا التأكد الفعلي من جدواها.
وفي النهاية، سنتمكن من التمسك بالأفكار التي ثبت بالتجربة الواقعية جدواها وفعاليتها، وسوف نستبعد مجموعة من الأفكار الأخرى حتى وإن كانت جديدة أو مبتكرة؛ لأنها لا تلبي حاجتنا الحالية. فربما تكون الفكرة/ الحل رائدًا أو جديدًا ومبتكرًا ولكنه غير مجدٍ للمشكلة التي نحن بصدد التفكير بشأنها.
اقرأ أيضًا:
تنفيذ الأفكار الإبداعية.. 6 خطوات ترسم لك الطريق