تُعد مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة من أهم الكيانات العلمية والبحثية في المملكة العربية السعودية بشكل خاص، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام؛ حيث تعمل المدينة على توفير كل البيانات التي تتعلق بمجال الطاقة المتجددة للشركات والمراكز البحثية والجامعات، إلى جانب تعزيز تنوع مصادر الطاقة بدلًا من الاعتماد الكلي على النفط ومشتقاته في إنتاج الطاقة.
تُركز مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة على وضع الاستراتيجيات الفعالة والقوية التي تحقق جميع الأهداف الوطنية المتعلقة بمجال الطاقة الذرية والمتجددة، وتشجيع القطاع الخاص في المملكة على تطوير بحوث المنتجات الصناعية والتعدينية والزراعية وتوليد الطاقة والمياه المحلاة وترشيد استخدامات الطاقة؛ للمحافظة على الموارد ورفع كفاءة استخدامها.
ليس هذا فحسب، بل تهدف مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة إلى تشجيع البحوث التي تُجريها الكوادر الوطنية في المملكة والمؤسسات والهيئات المعنية في الجامعات، وتوفير المواد الدراسية والبرامج التدريبية اللازمة لتأهيل الكفاءات الوطنية التي تُساعدهم في تنفيذ البرامج العلمية، بالإضافة إلى المراكز البحثية المتخصصة في المملكة؛ وذلك عن طرق تقديم المزيد من المساعدات المالية وكل التسهيلات والموارد اللازمة التي تُسهم في تنفيذ هذه البحوث.
اقرأ أيضًا: الأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2020.. فرصة لنشر الإبداع
وفي هذا الصدد يتناول موقع «رواد الأعمال» أهمية مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة.
مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية
يرجع تاريخ مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة إلى عام 2010م، عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مرسومًا ملكيًا بتأسيس المدينة على أن يكون مقرها الرئيسي في العاصمة “الرياض”، ويترأس مجلس إدارتها وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية؛ حيث تأتي هذه المدينة لإجراء العديد من الأنشطة البحثية المتخصصة لخدمة التنمية المستدامة وتقديم التوصيات فيما يخص الطاقة المتجددة والطاقة الذرية على المستوى الوطني، كما تستهدف المدينة بناء الكادر البشري لقطاع الطاقة المتجددة بالمملكة؛ من خلال البرامج الأكاديمية والتدريبية التي تتعلق مجال الطاقة.
وتضم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية مجموعة من المشاريع التنموية العملاقة في مجالات الطاقة، أهمها: المشروع الوطني للطاقة الذرية الذي تأسس في عام 2017م؛ حيث يتكون من أربعة مكونات رئيسية وهي: المفاعلات النووية الكبيرة وهي عبارة عن مفاعلات ذات قدرة كهربائية تقدر ما بين 1200 و1600 ميجا وات من السعة الكهربائية للمفاعل الواحد.
أما بالنسبة للمكون الثاني فهو عبارة عن مفاعلات نووية مدمجة صغيرة تُمكن المملكة من تطوير تقنيات الطاقة الذرية وبنائها في أماكن منعزلة عن الشبكة الكهربائية تناسب متطلباتها من تحلية المياه والتطبيقات الحرارية المختلفة من الصناعات البتروكيميائية.
ويُكمن المكون الثالث في دورة الوقود النووي والتي تُعد بمثابة الخطوة الأولى للمملكة في طريق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود النووي؛ حيث يُساعد في تأهيل كفاءات وطنية مختصة في عملية استكشاف وإنتاج اليورانيوم، ويتخصص المكون الأخير في التنظيم والرقابة وهي جهة مستقلة متخصصة تقوم بدور الرقابة والإشراف على تنفيذ جميع مكونات المشروع الوطني للطاقة الذرية في المملكة العربية السعودية.
مشاريع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية
تُقدم مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية ثلاثة مشاريع رئيسية؛ المشروع الأول “أطلس مصادر الطاقة المتجددة”، والذي يعمل على توفير دليل لقياس مصادر الطاقة المتجددة على مستوى المملكة، وسيتم إنشاء العديد من محطات الرصد بما لا يقل عن 100 محطة موزعة على كل أنحاء المملكة؛ حيث تُكمن أهمية هذا المشروع في توفير الوسيلة العلمية الصحيحة لقياس مصادر الطاقة المتجددة في المملكة وفق برنامج طويل الأمد.
ويتمثل المشروع الثاني في الجهة الاستثمارية ذات الغرض الخاص بالطاقة النووية، والذي تجري العديد من الدراسات المتخصصة لتكوين جهة استثمارية ذات غرض خاص لها ميزانية واعتبارات قانونية مستقلة تتولى مسؤولية بناء محطات الطاقة النووية وتشغيلها، وفق أعلى معايير السلامة مُعتمدة على الخبرات العالمية، وأما عن المشروع الأخير فهو يتعلق بدراسة تأثير ربط محطات الطاقة المستدامة بالشبكة الكهربائية السعودية، والذي يهدف إلى توحيد الجهود والخطط الاستراتيجية الرامية إلى تطوير شبكة الكهرباء بالمملكة وإزالة المعوقات المتعلقة بإدخال الطاقة المتجددة والمستدامة ضمن منظومة الطاقة في المملكة.
اقرأ أيضًا:
اليوم العالمي للمعلم 2020.. المملكة تحتفي بصانع الأجيال
جمعية زهرة لسرطان الثدي.. قصة كفاح لحماية سيدات المملكة
البرنامج الوطني للطاقة المتجددة.. أهداف وتطلعات