بدء شركة ناشئة تنطوي على متطلبات جمة، والبعض يشبه الأمر بلعب نوع من أنواع الرياضة أو ممارسة بعض التمارين؛ إذ يتعين عليك قبل ذلك الاستعداد المسبق للأمر، والتأكد من توفر كل الأدوات التي ستحتاجها في هذا التمرين أو تلك الرياضة، وإلا لن يكون ممكنًا فعل ما تريد.
الأمر ذاته ينطبق على بدء شركة ناشئة؛ إذ ثمة لائحة من المتطلبات التي يجب أن تتوفر قبل أن ترى فكرتك النور كشركة.
واللافت أن بعض رواد الأعمال يقعون فيما يسميه المؤلف ورائد الأعمال Brad Sugars «فخ مطاردة الجديد»؛ إذ إن هؤلاء القوم لا يألون جهدًا في العثور على زاوية جديدة، أو العصا السحرية التي تحقق لهم كل شيء.
في حين أن هذا غير وارد أصلًا، فما ثمة عصا سحرية، ناهيك عن أن ريادة الأعمال ليست مجرد التوصل إلى فكرة جديدة، وإنما الأمر أكثر عمقًا من هذا، وإن كانت الجدة مطلوبة بلا شك لكن دون الإفراط في تقدير أهميتها.
اقرأ أيضًا: أخطاء عند افتتاح متجر إلكتروني يجب الحذر منها
أساسيات بدء شركة ناشئة
وطالما أنه ما من عصا سحرية يمكن من خلالها بدء شركة ناشئة وتحقيق النجاح فلا بد أن هناك طريقًا موصلًا إلى ذلك.
عمليًا ليس هناك طريق واحد، وإنما هناك الكثير من المسارات والخطوات التي عليك أن تتجشم عناء اتخاذها؛ كيما تعرف أساسيات بدء شركة ناشئة، تلك الأساسيات التي يأتي «رواد الأعمال» على ذكر بعض منها على النحو التالي..
-
صقل الفكرة
الفكرة التي في رأسك دائمًا ليست كافية لكي تعرف كيفية بدء شركة ناشئة، فهذه الفكرة ما هي إلا محض تصور أوليّ، يجب أن يتم صقله وتطويره؛ عبر العمل عليه وإمعان النظر فيه ودراسة جميع جوانبه.
من خلال هذه الطريقة سيكون ميسورًا بالنسبة لك الحصول على فكرة مطورة، وبالتالي مهيأة للتنفيذ. وهذه المرحلة هي أولى المراحل، وهي الخطوة التأسيسية الأولى على طريق بدء شركة ناشئة.
ولا ضير إن استغرقت كبير وقت؛ فإذا لم يكن الأساس قويًا فقد لا يُكتب للشركة النجاح، فليكن ذلك منك على بال.
اقرأ أيضًا: مرحلة ما بعد إطلاق المشروع وواجب رواد الأعمال
-
ابدأ بالسبب
لماذا تود بدء شركة ناشئة؟ ما الهدف من ذلك؟ وما هي ماهية هذه الشركة بالضبط؟ إن تمكنت من تقديم إجابات شافية عن هكذا أسئلة فستكون بالفعل قد اجتزت المسار الأصعب، وقطعت الشوط الأكبر في رحلتك لدخول عالم ريادة الأعمال.
فعبر الإجابة عن هذه الأسئلة التي هي: ماذا تريد؟ ما هدفك؟ وأين تريد أن تصل بهذه الشركة التي تود إنشاءها؟ ستكون قد امتلكت رؤية واضحة لهذه الشركة، تلك الرؤية التي ستكون لك هاديًا ومرشدًا، لا سيما في الأوقات العصيبة، أو عندما تحيد الشركة عن المسار المحدد أو المرسوم لها سلفًا.
اقرأ أيضًا: الجدوى الاقتصادية للمشاريع.. كيف تستعد لبدء رحلتك الريادية؟
-
خطة العمل
تلك معركة قائمة بذاتها، وهي مهمة شاقة عسرة، لكن لا سبيل إلى تصور كيفية بدء شركة ناشئة من دون خطة عمل؛ إذ لا شركة ولا مشروع من دون خطة.
وإن كنا قد تطرقنا في النقطة السابقة إلى الرؤية فلزامًا علينا أن نشدد على أن هذه الرؤية لا تغني عن خطة العمل؛ فرغم أن الأولى أعم وتتعامل مع أنساق وكليات عامة إلا أن انشغالها يقتصر على المستقبل.
أما خطة العمل فهي أكثر تفصيلًا، كما أنها تتعامل مع أهداف مرحلية؛ بما يعني أنها تقوم بتقسيم الرؤية وتفكيكها إلى عدة أهداف مرحلية. كما أن الخطة تعمل أيضًا على رسم الطرق المؤدية إلى تحقيق الأهداف؛ ولهذا كانت أحد الأساسيات اللازمة لبدء شركة ناشئة.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على التردد عند بدء مشروع جديد؟
-
تكوين الفريق
كل ما فات لا أهمية له ولا جدوى منه من دون وجود فريق عمل مؤهل بما يكفي للنهوض بكل تلك المهام التي أتينا على ذكرها قبل قليل.
وعلى الرغم من ذلك فإن بعض رواد الأعمال حديثي العهد بالمجال عندما يفكرون في بدء شركة ناشئة يصرفون جُل اهتمامهم للمنتج دون منح العامل البشري أي اهتمام يذكر. وتلك خطيئة ذات عواقب وخيمة.
فالمنطق يقول إن هؤلاء البشر هم الذين يتولون صنع المنتج وتطويره، ومن هنا فإن الموظفين غير الأكفاء سيؤدون، في نهاية المطاف، إلى وجود منتج غير جيد، وتاليًا إلى شركة غير ناجحة.
اقرأ أيضًا:
كيف يتفادى رائد الأعمال الوقوع في الأخطاء؟
كيف تجتاز الخوف من إطلاق مشروعك؟
تنمية الأعمال التجارية.. طرق تعزيز المنافسة