قد تكون مأخوذًا بسحر كلمة ريادة الأعمال ووقعها على الأذهان، لكنك قد لا تدرك مخاطر كونك رائد أعمال قد تتجشم عناء العمل ليل نهار، ومواجهة احتمالات الخسارة والفشل مرارًا وتكرارًا.
ولك أنك تعلم، وفقًا لدراسة أجرتها Statistic Brain، أن معدل فشل الشركات الناشئة يصل إلى أكثر من 50% بعد خمس سنوات في الولايات المتحدة، وتصل هذه النسبة إلى أكثر من 70% بعد العشر سنوات الأولى.
إذًا، مخاطر كونك رائد أعمال جمة لكن ثمة مكاسب كثيرة على الناحية الأخرى أيضًا، والذكاء هنا أن تكون قادرًا على التعامل مع العقبات التي ستعترض الطريق حتى تصل، في النهاية، إلى مبتغاك.
اقرأ أيضًا: مفاهيم مضللة عن ريادة الأعمال
لا راتب ثابت
إذا كنت رائد أعمال فهذا يعني أنه سيتعين عليك في كثير من الأحيان التخلي عن ضمان راتب ثابت في نهاية الشهر. هذا يعني أنه إذا لم يكن أداء عملك جيدًا، فقد يكون لذلك تأثير خطير في دخلك الشخصي.
ويمكن أن تظل لشهور قد تطول بدون الحصول على دخل ثابت، تلك حقًا واحدة من أبرز مخاطر كونك رائد أعمال، لا سيما أنه سيطلب، في بعض الأحيان، الكثير من المستحقات المالية مثل دفع رواتب الموظفين، وشراء المعدات والمواد الخام.. إلخ.
فقدان رأس المال الشخصي
أغلب مشاريع رواد الأعمال تبدأ برؤوس أموال أصحابها أو حتى أصدقائهم المقربين؛ فأصحاب رؤوس الأموال والممولون لا يقدمون أموالهم سوى لمشروعات قائمة بالفعل، ولديها سجل من النجاح ولو محدود.
هذا يعني أنه من المحتمل أن تخسر رأسمالك الشخصي. المهم أن تكون واعيًا بهذه المخاطر وقادرًا على التعاطي معها بشكل منطقي وعقلاني؛ كيما تتمكن من تجاوزها بسلام.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال أم الوظيفة؟.. فحص موضوعي لمتناقضين
عدم ملاءمة الخطط
التخطيط أمر جيد، وقد تبدو خطة ما على قدر كبير من الوجاهة، وربما تروق للمستثمرين كذلك، لكن ماذا إن تغيرت المعطيات التي بنيت عليها هذه الخطة؟ هذه واحدة من مخاطر كونك رائد أعمال؛ إذ يكون لزامًا عليك تحديث الخطة وإعادة تطويرها من جديد، وإلا لفظ السوق خارجًا ولن تجد لك موضع قدم فيه.
مخاطر الثقة والشراكة
عندما تبدأ نشاطًا تجاريًا لأول مرة لن يكون لديك فريق كامل من الموظفين يعملون لصالحك، وإنما من المرجح أن تعتمد على مجموعة صغيرة ومتماسكة من الأشخاص بإمكانهم العمل معك وتهيئة الأمور تميهدًا لمرحلة الإطلاق، ثم الدفع بالمشروع قُدمًا في مرحلة لاحقة.
هؤلاء الأشخاص يتعين عليك وضع قدر كبير من الثقة بهم، وتلك مخاطرة كبرى، فكيف تضمن ولاءهم للمشروع على الدوام؟! علاوة على مخاطر الشراكة ذاتها، فمن الممكن أن تأتيك الطعنات من حيث لا تتوقعها، فيكون شريكك هو سبب المشكلة.
اقرأ أيضًا: الوجه المظلم لريادة الأعمال.. لا بد دون الشهد من إبر النحل
الصحة على المحك
إذا كنت تتصور أن وظيفتك الحالية تسلب صحتك ووقتك فهذا معناه أنك لم تدرك ما هي مخاطر كونك رائد أعمال؛ إذ ستكون مضطرًا لإنفاق الكثير من الوقت والجهد، خاصة إذا كان المشروع في مراحله الأولى.
وبالتالي فإن ثمة أضرار قد تطال صحتك النفسية والجسدية من جراء كثرة ضغوط العمل وأعبائه، غير أن إدراكك لهذه التحديات قد يجعلك قادرًا على مواجهتها، والتقليل من آثارها.
تقلبات العملة
إذا كانت العولمة هي السمة الأبرز لعالمنا اليوم، وإذا كان رواد الأعمال يحاولون، ما وسعهم الجهد، الاستفادة منها، إلا أنها تحيل، وفي الوقت ذاته، إلى أكثر مخاطر كونك رائد أعمال شيوعًا؛ فالسوق متغير أبدًا، وأحوال العملة كذلك.
فمن الممكن لتقلبات العملة أن تودي بمشروعك وتطيح به أرضًا، فليكن ذلك منك على بال.
ولعلك الآن أمسيت أكثر إحاطة بـ مخاطر كونك رائد أعمال لكن هذا لا يعني صدك عن طريق الريادة، وإنما القصد هو الدفع بك قُدمًا للسير على هذا الطريق لكن شرط أن تكون واعيًا بالتحديات التي قد تعترض مسارك، وأكثر قدرة على مواجهتها والتعامل معها، هكذا يُكتب لك النجاح.
اقرأ أيضًا:
أوهام ريادة الأعمال.. ما هو ثمن النجاح؟
ريادة الأعمال ورفع جودة الحياة
ريادة الأعمال والقضاء على البطالة.. حلول فعالة