أطلقت المملكة العربية السعودية، خلال عام 2018 وبرعاية وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، مبادرة تخصصية غير ربحية، هي مبادرة العطاء الرقمي وحازت قصب السبق في هذا المجال، بيد أن هذا لم يكن غريبًا عليها، فهي واحدة من الدول السباقة في تحقيق التحول الرقمي الذي يُعتبر أحد الممكنات الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030؛ لبناء حكومة رقمية، واقتصاد رقمي ذي صناعة مبنية على الثورة الصناعية الرابعة، ومجتمع رقمي لإيجاد بيئة عامرة واقتصاد مزدهر ومستقبل أفضل للمملكة.
وكان سبْق المملكة العربية في التحول الرقمي طوق نجاة لها في الأزمات المختلفة، والتي كان آخرها أزمة فيروس كورونا المستجد؛ إذ لم تجد صعوبة في التحول إلى العمل عن بُعد، والذهاب سريعًا إلى ثيمة العمل الافتراضي؛ وذلك بفضل بنيتها التحتية القوية، وما تتمتع به من كوادر بشرية مهيأة ومدربة على أعلى مستوى.
اقرأ أيضًا: نواف الغامدي: قطاع تقنية المعلومات في المملكة سبق دولًا كثيرة في العالم الأول
أهداف المبادرة
مبادرة العطاء الرقمي هي مبادرة نوعية رائدة في مجالها، كما أنها تعتبر الأكبر من نوعها على مستوى العالم. وتهدف المبادرة إلى نشر المعرفة الرقمية بين المجتمعات العربية حول العالم، وذلك في ظل التطور التقني الهائل الذي يشهده العالم، وتزايد الحاجة الملحة للتقنية التي أصبحت حجر زاوية في التعاملات اليومية.
وتهدف المبادرة، كذلك، التي يشارك فيها أكثر من 1400 متخصص، إلى إثراء المحتوى التقني العربي عبر عدد من الوسائل المبتكرة والأدوات الخلاقة، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين والهواة التقنيين من مختلف دول العالم.
علاوة على رفع مستوى القدرات الرقمية لأفراد المجتمع؛ عبر نشر ثقافة العطاء، والمساهمة في تدريب وتثقيف الناس حول المحتوى الرقمي وأهم المعارف التقنية، ودعم القطاع غير الربحي في مجال تطوير المهارات التقنية وتسريع التحول الرقمي في عمليات مؤسساته ونشاطاتها المتعددة.
وبالإضافة إلى ما سبق، تعمل المبادرة على تحفيز ذوي المهارات الرقمية على المبادرة في نشر المعرفة لجميع أفراد المجتمع، وإبراز القدوات والنماذج التقنية المميّزة، وإفادة المجتمع من الوسائل التقنية في تسهيل الحياة وتحسين كفاءة الأداء وزيادة الإنتاجية، ناهيك عن نشر ثقافة العطاء في التقنية، وتعزيز التعاون الهادف والبناء في خدمة المجتمع، وبناء قاعدة معلومات خاصة بالتقنيات البرمجية.
اقرأ أيضًا: فواز نشار: المملكة هيأت للتحول الرقمي عبر الإنفاق على البنية التحتية
خطة عمل المبادرة
ولكي تتمكن المبادرة من تحقيق أهدافها سالفة الذكر وضعت لنفسها خطة عمل طموحة تمكنها من الوصول إلى زيادة المحتوى التقني العربي بعدد 10.000 مساهمة؛ وذلك من خلال تنظيم 100 دورة تدريبية (عن بُعد)، ودورات تدريبية مباشرة في كل مناطق المملكة.
وتضمنت خطة عمل المبادرة، أيضًا، عقد الملتقيات والندوات المتخصصة في نشر الوعي الرقمي، وإثراء المحتوى التقني العربي على الإنترنت باستخدام العديد من الأدوات الإعلامية والتقنية المتطورة لإيصال رسالة المبادرة إلى 1.000.000 مستفيد، فضلًا عن الإجابة عن الاستفسارات التقنية، وتحفيز وتنمية العطاء في القطاع غير الربحي رقميًا عبر خدمة أكثر من 300 منظمة غير ربحية؛ للمساهمة في تطوير المحتوى الرقمي العربي.
اقرأ أيضًا: شابان سعوديان يقترحان التسوق بالدرونز
حملة “كلنا عطاء”
ولم تقتصر مبادرة العطاء الرقمي على تلك الأهداف المذكورة أعلاه فحسب، ولكنها عملت على إطلاق الكثير من الحملات والفعاليات التي تمكنها من تحقيق أهدافها المنشودة، وإثراء المحتوى العربي، وتقديم الدعم الرقمي لكل أفراد المجتمع.
وفي هذا السياق أتت حملة «كلنا عطاء» التي تهدف إلى سد الفجوة التي يعاني منها بعض أفراد المجتمع، والتي تمنعهم من الحصول على المعرفة الكافية؛ لعدم توفر بعض الأدوات التقنية أو المهارات اللازمة بجمع الأجهزة المحمولة واللوحية من المتبرعين وإعدادها لبدء رحلتها الجديدة مع مستفيد جديد من طلاب وطالبات المملكة.
وستكون الأجهزة الإلكترونية مخصصة لذوي الدخل المحدود، وسيتم إرسالها إلى الجمعيات الرسمية التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية؛ لتوزعها على الفئات الأشد حاجة لهذه الأجهزة.
وتُظهر هذه الحملة ومثيلاتها جانبًا مهمًا من جوانب هذه المبادرة الرائدة، وهو ذاك الجانب المتعلق بكونها مبادرة مسؤولة اجتماعيًا؛ فهي لا تسعى فقط إلى نشر ثقافة الرقمنة في المجتمع، وإنما تعمل، في الوقت ذاته، على ضمان إيصال هذه الثقافة _التي هي عماد المستقبل من دون شك_ إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
اقرأ أيضًا:
رقمنة الأعمال.. دليل الشركات إلى الربح والنجاح
طرق قياس الابتكار.. كيف تدوم الشركات؟
شركة الاتصالات السعودية STC.. تعزيز للرقمنة والتزام بالمسؤولية الاجتماعية