إن تأسيس مشروع أو بالأحرى خوض عالم ريادة الأعمال بشكل عام يعتبر ضربًا من ضروب الاستكشاف، هذا بالضبط ما يشدد عليه كلٌ من Simon Bridge and Cecilia Hegarty في كتابهما “ما وراء خطة العمل” Beyond the Business Plan؛ فلئن كان الجميع يشدد على أهمية التخطيط وحتميته وجدواه، فإن المؤلفين يسيران مع الموجة الجديدة المعادية للتخطيط الحرفي، والمنادية باستلهام روح المغامرة والاستكشاف.
وتنطوي فكرة الكتاب _محل التحليل هنا_ على قدر كبير من الوجاهة؛ فأغلب المشروعات الناشئة أو الرائدة عن حق لا يمكن رسم طريقها العام هكذا قبل خوض العمل الواقعي، ومن ثم تأتي الفكرة الأساسية القضية بحتمية العمل أولًا ثم التعديل والتخطيط وإعادة التخطيط وتطوير الخطط في كل مرحلة من مراحل المشروع.
اقرأ أيضًا: مشكلات رواد الأعمال.. 5 تحديات أساسية
التجربة في عالم اللايقين
“مشروع جديد هو حتمًا خطوة إلى المجهول لأن المستقبل غير مؤكد وغير محدد مسبقًا”. هكذا يقول المؤلفان، وليس قصدهما من ذلك صد الناس عن عالم ريادة الأعمال، وإنما على العكس، إعطاؤهم أو إخبارهم بالطابع الرئيس لهذا المجال.
إن رائد الأعمال الحقيقي هو بمثابة مغامر أو مستكشف، وما لم يكن هناك مغامرون أو مستكشفون فلن تكون هناك مشروعات رائدة بالمعنى الأصيل للكلمة.
وعلى ذلك فإن المهارة الأساسية، من بين مهارات شتى يحتاجها رائد الأعمال، هي أن يحسن التعامل مع اللايقين، وأن يكون مستعدًا لتطوير نفسه، وتعديل خططه، وأن يكون قادرًا على التأقلم مع كل المستجدات والأحداث الطارئة، فإن فعل ذلك تمكن من تحقيق جوهر الريادة والتخطيط معًا.
اقرأ أيضًا: صناعة المدير.. تحديات سنة أولى إدارة
هل خطة الأعمال مفيدة؟
هذا سؤال حرج جدًا، يطرحه المؤلفان بشكل واضح لا لبس فيه، وهو سؤال استنكاري؛ إذ الهدف منه النفي ليس أكثر، فهما يشيران في خضم ذهابهما إلى ما وراء خطة العمل إلى دراسة أُجريت عام 2009، والتي وجدت أنه خلال الفترة من 1985 إلى عام 2006 أشار نصف خريجي كلية بابسون المتخصصة في ريادة الأعمال إلى أن خطة العمل لم تقدم لهم شيئًا، ومن بين رجال الأعمال الذين بدأوا مشاريع تجارية على مستوى العالم لم يكتب ما يقرب من 70% منهم خطة عمل.
إن المؤاخذة الأساسية التي يوجهها المؤلفان إلى خطط الأعمال تكمن في كونها تلغي حس المبادرة _الذي هو مطلب رئيسي من مطالب ريادة الأعمال_ وفي كونها لا تعدو مجرد مجموعة صفحات مكتوبة بلغة لا علاقة لها بالسوق ولا تعرف عن الواقع شيئًا.
اقرأ أيضًا: فريق العمل.. 6 خطوات ترسم طريق الإبداع
مبادئ المغامرة وريادة الأعمال:
وإذا كان المؤلفان وجها ضرباتهما القوية للتخطيط وذهبا إلى ما وراء خطة العمل فإنهما حددا بعض المهارات والمبادئ المهمة لرواد الأعمال، وذلك على النحو التالي:
1- المشروع وسيلة وليس غاية
اعرف هدفك من المشروع، وكن واعيًا أن هذه الأهداف قابلة للتغيير.
2- لا تلتزم بأكثر مما يمكنك تحمل خسارته
لكي تكون آمنًا في رحلتك هذه عليك أن تعرف أولًا ما هو ذاك القدر من الخسارة الذي يمكنك احتماله.
اقرأ أيضًا: 5 حيل لنجاح التغيير المرن
3- ابدأ مما لديك
لا تجعل تكلفة بداية المشروع باهظة أو مكلفة، وإنما استخدم ما لديك من معارف وخبرات في ذلك.
4- استكشف واقعك
استقص كل أمر من حولك قد يكون له علاقة بالمشروع، واعرف كيف تستخدمه.
5- كن واقعيًا
أفضل شيء يمكنك التعلم من خلاله هو أن تطرح منتجًا في السوق وتراقب ردات الفعل بشأنه.
6- ابدأ الآن
البداية هي الخطوة الأهم؛ من خلالها تقتل الخوف، وتحفز الإبداع.
7- تقبل حالة اللايقين
المشروع الجديد سيواجه حتمًا بعض الأمور الطارئة، كن مستعدًا لذلك، وتأقلم مع المستجدات، وكن ماهرًا في التعامل معها.
8- ابحث عن الفرص
لا تكف أبدًا عن البحث عن الفرص والعملاء والشركاء الجدد، وإن لم تستطع فاصنع الفرص بنفسك.
9- كوّن رأسمالًا اجتماعيًا واستخدمه
احرص على تكوين علاقات كثيرة في عالم المال والأعمال، وتعلم كيف تستفيد من ذلك.
10- اكتسب مهارات جديدة
التسويق والمبيعات والتمويل مهارات ثلاث لا يجب أن تغفلهم أبدًا، فهي الأساس التي يُبنى عليها نجاح مشروعك.
اقرأ أيضًا:
فرضية المبدع.. دفاعٌ عن الأفكار السريعة والرخيصة
إدارة العمل عن بعد.. الشركات الافتراضية كنمط جديد
هل التخطيط ضرورة؟.. استمتع بالتجربة العفوية