عندما تلتقي لأول مرة مع عميل جديد وتسأل عما إذا كان يستخدم حاليًا حملات التسويق الرقمي لتنمية أعماله ففي كثير من الأحيان يتم طرح الكثير من هذه الأسئلة لتوضيح المزيد.
ولا تزال العديد من الشركات تعتمد في الغالب على ما نعتبره التسويق التقليدي (البريد المباشر واللوحات الإعلانية والإعلانات المطبوعة والكلام الشفهي وما إلى ذلك) ولا نفهم حقًا ما يستلزمه التسويق الرقمي. ونجد أيضًا _بالنسبة لغالبية الشركات_ أن التسويق الرقمي يعني موقعًا على شبكة الإنترنت وصفحة على فيسبوك.
وفي حين أن التسويق التقليدي له مكانة بالتأكيد فقد أصبح التسويق الرقمي مهمًا بشكل متزايد لنمو الإيرادات؛ وهذا يعني أكثر من مجرد امتلاك موقع ويب وحساب على وسائل التواصل الاجتماعي.
نعم يشمل التسويق الرقمي مواقع الويب والوسائط الاجتماعية، لكن للتسويق الرقمي الناجح يجب أن يتم استخدام قنوات مختلفة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، وموقع الويب، والبريد الإلكتروني، والمدونات، والمراجعات، والحملات الإعلانية من بين أمور أخرى.
ويُعتبر التسويق الرقمي الحقيقي هو نهج متعدد الأوجه للإعلان عن ممارستك وزيادة الوعي وإشراك جمهورك المستهدف؛ من خلال محتوى رقمي غني بالمعلومات ومثير للاهتمام ومتنوع.
دور الوسائط الرقمية لنمو التسويق الرقمي
تستحوذ الوسائط الرقمية على قدر متزايد من انتباهنا على أساس يومي. وما يقرب من نصف المستهلكين يبحثون عن المنتجات والخدمات من خلال البدء باستعلام محرك البحث، والذي يوفر نتائج لا تشمل مواقع الويب فحسب، بل تشمل أيضًا الصور ومحتوى الفيديو وملفات تعريف الوسائط الاجتماعية والمراجعات عبر الإنترنت.
فكر في عدد الأجهزة الرقمية التي تستخدمها شخصيًا على أساس يومي، مثل: هاتفك الذكي، جهاز الكمبيوتر، الجهاز اللوحي، ساعتك الذكية. من المحتمل أيضًا أن تكون لديك حسابات على تطبيقات مراسلة مختلفة، وعنوان بريد إلكتروني واحد على الأقل، بالإضافة إلى حسابات فيسبوك وإنستجرام وتويتر. ربما تستمع إلى البودكاست وتقرأ المدونات وتلعب الألعاب وتشاهد مقاطع الفيديو عبر الإنترنت.
ما هي بعض أهم جوانب التسويق الرقمي؟
هناك اعتقاد خاطئ بين أصحاب الشركات وهو أن التسويق الرقمي يدور حول الإعلان، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك. يكمن جمال التسويق الرقمي في أنه لديك الفرصة ليس فقط للوصول إلى جمهورك المستهدف من خلال قنوات متعددة، ولكن أيضًا من خلال مجموعة متنوعة من المحتوى. ومن المؤكد أن المحتوى الترويجي مهم لكنه ليس الطريقة الوحيدة للترويج لممارستك.
من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق عبر البريد الإلكتروني والتدوين والمزيد يمكن لممارستك الانخراط فيما يسمى “تسويق المحتوى”، والهدف العام هو اتباع نهج شخصي أكثر من أجل إشراك الجمهور المستهدف، وصنع علاقة حتى قبل أن يتصل الشخص بالمكتب. هذا النوع من التسويق مستحيل تقريبًا من خلال الوسائط المطبوعة التقليدية؛ لذلك تُعد الوسائط الرقمية هي الوحيدة التي تتسم بالمرونة والسلاسة بما يكفي لاستخدامها في تسويق المحتوى.
ووسائل التواصل الاجتماعي من أكثر جوانب التسويق الرقمي شهرةً وأكثرها تعقيدًا. ويُعتبر امتلاك صفحة على فسبوك بداية رائعة، ولكنه ببساطة لا يكفي ليكون فعالًا؛ إذ يجب أن تنشئ الممارسة بشكل مطلق محتوى فريدًا لصفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديثها على الأقل أسبوعيًا.
ومع ذلك فإن الجزء الأكثر أهمية في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو غرس العناصر الاجتماعية في جميع قنوات التسويق الرقمي؛ من أجل توفير أكبر عدد ممكن من الفرص لمشاركة المحتوى.
وعندما يتم التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح فهو المكافئ الرقمي الحالي للإعلان الشفهي، وبالتالي فهو أحد المكونات الأساسية لاستراتيجية التسويق الرقمي لأي ممارسة.
علاوة على هذا يُعد البريد الإلكتروني أحد أكثر أشكال الاتصال الرقمي المباشرة والموثوقية. وفي عام 2020 وحده تشير التقديرات إلى أنه تم إرسال أكثر من 306 مليارات بريد إلكتروني يوميًا في جميع أنحاء العالم. وبحلول عام 2025 من المتوقع أن يصل عدد مستخدمي البريد الإلكتروني على مستوى العالم إلى 4.6 مليار.
ورغم ذلك لا يزال البريد الإلكتروني هو الطريقة الأكثر شيوعًا للتواصل عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك تتمتع الإعلانات عبر البريد الإلكتروني بمعدل نقر أعلى من التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ضرورة تخطط وتنفيذ استراتيجية تسويق شاملة
العنصر الأخير الذي سنتطرق إليه هنا هو وجود استراتيجية تسويق شاملة. ونظرًا لأن التسويق الرقمي هو آلية ديناميكية تستخدم استراتيجيات مختلفة عبر قنوات متعددة؛ فإن النجاح سيعتمد على مقدار مكونات العملية التي يمكن “أتمتتها” عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية لوكالة تسويق محترفة.
وتساعدك الاستعانة بمصادر خارجية للتسويق في تنمية عملك بشكل أكثر اتساقًا وكفاءة لعدة أسباب، ليس أقلها أن الاستعانة بمصادر خارجية توفر وقتًا وموارد ثمينة؛ بحيث يمكنك أنت وفريقك التركيز على توفير خدمات للعملاء بدلًا من الإنشاء والنشر وتتبع المحتوى الرقمي.
أنت أيضًا قادر على جمع بيانات قابلة للقياس والتحليل، ومفيدة في فهم ما إذا كانت جهودك تؤتي ثمارها. الاستعانة بمصادر خارجية لا يقل أهمية عن أغراض التخطيط؛ لأنه لا أحد يدير حملة تسويقية واحدة وهذا كل شيء. التسويق الرقمي هو عملية مستمرة تتغير وتتقدم شهريًا وربع سنوي وسنويًا.
ولكي تكون قادرًا حقًا على التخطيط والاستراتيجية لما بعد اليوم من الضروري أن تكون لديك عملية تراقب فيها ممارستك النتائج وتتبعها. وتُعد الطريقة الأكثر فعالية للقيام بذلك هي توظيف محترف لديه خبرة مثبتة في التسويق الرقمي.
في النهاية يُعتبر التسويق الرقمي أمرًا ضروريًا في عالم اليوم التنافسي، خاصة بالنسبة للشركات التي تبحث عن نمو مستدام طويل الأجل؛ لذلك من المهم أن يكون لدى أصحاب الشركات فهم أساسي على الأقل لما تنطوي عليه هذه العملية، حتى لا يتخلفوا عن الركب.
المصدر: www.dentistrytoday.com
اقرأ أيضًا:
- 3 نصائح لتقديم تجربة متميزة للعميل
- تسويق الشركات اليابانية.. استراتيجيات واجب اتباعها
- 10 أفكار تسويقية مجانية وفعالة للشركات الصغيرة
- التواصل الافتراضي والتسويق.. مزايا الرقمنة
- إعلانات العلامة التجارية وطرق إضفاء القيمة