عندما نضع خططًا لـ إنجاز بعض الأمور في المستقبل أو حتى لليوم الحالي فقط لماذا نادرًا ما نخطط للمشتتات؟ لماذا نضع خططنا كما لو كنا سنعيش في عالم مثالي ونُترك للتركيز على عملنا أو عائلتنا أو أي شيء نأمل أن نحققه في ذلك اليوم؟
هذه الحالة من القدرة على التركيز بشكل كامل -دون تشتيت الانتباه- على أي مهمة نوكلها لأنفسنا لهذا اليوم لم تحدث أبدًا في الماضي، ورغم ذلك ما زلنا نخطط كما لو أن هذا العالم سيكون موجودًا في المستقبل.
نحن نخطط كما لو كنا قادرين على البدء في العمل دون استيعاب حقيقة أن الحياة تتدخل دائمًا لتغيير أولوياتنا واختبار تركيزنا.
التخطيط والتنبؤ
الجواب بسيط لكننا في كثير من الأحيان نغفل عنه؛ إذ علمني الحصول على شهادة جامعية في الاقتصاد الرياضي أن هذا اللغز ببساطة هو الاحتمالية العالية لأحداث ذات احتمالية منخفضة.
نحن لا نخطط للأحداث ذات الاحتمالية المنخفضة؛ لأنه، بحكم التعريف، من غير المرجح أن يحدث أي واحد منها. من يخطط لإطار مثقوب، أو حادث، أو حركة مرور متوقفة بسبب انقلاب سيارة نصف نقل في طريقهم إلى العمل؟!
ومع ذلك فإن احتمال وقوع واحد من مئات الأحداث منخفضة الاحتمال خلال يومنا هو احتمال مرتفع للغاية. نحن جميعا ضحايا من الاختناقات المرورية والإطارات المثقوبة والحوادث.
ومن عجيب المفارقات أنني بينما كنت أكتب هذا بعد ظهر أحد أيام الأحد تلقيت للتو بريدًا إلكترونيًا من أحد العملاء يقول:
“لدي حالة طارئة في العمل وأحتاج إلى الحصول على رأيك. هل هناك أي طريقة يمكننا من خلالها التحدث الآن؟”
كانت تلك المحادثة الطارئة قريبة من الصفر “لم يفعل العميل ذلك من قبل”، واحتمال حدوث بعض التشتيت بعد ظهر يوم الأحد مرتفع جدًا.
الاحتمالات وإدارة المشتتات
كيف يمكنك إدارة هذا الاحتمال الكبير لوقوع حدث منخفض الاحتمال يصرف انتباهك عما تريد فعله؟
أثناء تدريبي عادةً ما أعمل مع العملاء التنفيذيين لمدة ثمانية عشر شهرًا. وأحذر كل عميل من أن العملية سوف تستغرق وقتًا أطول مما يتوقع؛ لأنه ستكون هناك أزمة.
لا أستطيع تسمية الأزمة لكنها ستكون مشروعة وحقيقية، على سبيل المثال: عملية استحواذ، أو انشقاق، أو سحب منتج كبير، وقد تؤدي إلى إطالة الوقت الذي يحتاجون إليه لتحقيق تغيير إيجابي بشكل كبير. لا يمكنهم التنبؤ بها، لكن ينبغي عليهم أن يتوقعوها، فهي سوف تشتت انتباههم وتبطئهم.
وبدلًا من محاولة تغيير ما لا مفر منه من الأفضل بكثير قبوله وحتى التخطيط لإلهاء أو حدث طارئ أو حدثين خلال اليوم. ستكون سعيدًا بأنك فعلت ذلك، وسوف تتمكن من إنجاز ما عليك إنجازه وتجنب المشتتات.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال: