من أهم وسائل نشر ثقافة ريادة الأعمال هي المراحل التعليمية؛ لذلك سنتناول في السطور التالية كيف يُمكن تدريس ريادة الأعمال في المدارس التعليمية؟
من أكبر التحديات التي تواجه العالم والمنطقة العربية ازدياد معدلات البطالة، التي تحتاج إلي وضع حلول جذرية وفق استراتيجيات فعالة تُساعد في التغلب عليها، ومن أبرز الحلول الإيجابية التي أثبتت نجاحها في بعض الدول هو تشجيع الأفراد على العمل الحر وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، والتي تُعد المصدر الأول لتوفير فرص العمل والاستخدام الأمثل لرأس المال.
أخذت بعض دول العالم، في الفترة الأخيرة، منحنى جديدًا لتوسيع دائرة تعلم وإتقان كل المفاهيم التي تتعلق بعالم ريادة الأعمال؛ حيث اعتمدت بعض الاستراتيجيات التي تنوعت بين البرامج التعليمية والمواد الدراسية الخاصة بريادة الأعمال في مراحل التعليم ما قبل الجامعي؛ لتحفيز الطلبة والطالبات على توليد الأفكار الريادية التي يُمكن تحويلها إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع، بالإضافة إلى تشجيعهم على أن يكونوا من أصحاب الأعمال بدلًا من البحث عن فرص عمل.
وفرضت التغيرات الاقتصادية والتقلبات التي يشهدها القطاع الوظيفي في جميع أنحاء العالم على المجتمعات العالمية تدريس مفاهيم ومصطلحات ريادة الأعمال منذ الطفولة ومرورًا بمراحل التعليم المختلفة، إذًا يُمكننا القول إن نشر ثقافة ريادة الأعمال عبر القطاعات التعليمية أصبحت من الضروريات التي يجب على حكومات الدول تنفيذها بشكل سريع؛ لغرس ثقافة العمل الحر.
اقرأ أيضًا: هواوي تُسابق الزمن.. مميزات هاتف Huawei y9a
كيف يُمكن تدريس ريادة الأعمال في المدارس؟
تُعد فكرة تدريس مفاهيم ريادة الأعمال في المراحل التعليمية من أبرز الوسائل التي يُمكن استخدامها لتشجيع الأشخاص منذ طفولتهم على ممارسة ريادة الأعمال؛ من خلال شرح الجوانب النظرية التي تتعلق بالمجال الريادي وفق الأسس الصحيحة، وبالرغم من فعالية هذه الفكرة وتأثيرها الإيجابي إلا أنها تحتاج إلى تصميم برامج تعليمية ومناهج دراسية تعتمد على الأسس التي تُساعد في تحفيز القدرات الريادية عند الطلاب وإكسابهم المهاراتالتي يجب توافرها في أصحاب المشاريع، سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو حتى عملاقة، مثل: الابتكار والإبداع والتفكير الإيجابي والمرونة ومهارات التواصل والاتصال والعمل الجماعي.
ووفقًا لبعض الخبراء والمتخصصين في عالم الأعمال فإن تدريس ريادة الأعمال في المدارس سيُسهم في رفع معدل رغبة الأفراد في تطبيق ثقافة العمل الحر وإنشاء أعمالهم التجارية الخاصة؛ ما يُساعد الكثير من الدول في مواجهة تحديات البطالة التي تشهد ارتفاعًا يومًا بعد يوم.
وتُشير بعض الدراسات الإنجليزية إلى أن هناك نحو أكثر من 26% من المؤسسات التعليمية في العالم وجهت بوصلتها نحو تدريس قواعد ريادة الأعمال أو الأعمال الحرة؛ وذلك بهدف التوعية بأهمية ريادة الأعمال وتعزيز مفهوم باعتبارها مسارًا آخر في الحياة العملية.
طرق تدريس ريادة الأعمال في المدارس
-
رفع كفاءة المعلمين أولًا
قبل البدء في تطبيق فكرة تدريس مفاهيم ريادة الأعمال في المدارس لا بد من رفع كفاءة المعلمين وتدريبهم على أحدث الأساليب التي يُمكن استخدامها في تبسيط المفاهيم الخاصة بريادة الأعمال، وإكسابهم مهارات تجعلم مرشدين وليس مدرسين تقليديين، ويُمكن تحقيق كل هذا من خلال الاستعانة بعدد من الخبراء في العالم الريادي.
اقرأ أيضًا: كيف تتحكم في متابعيك على مواقع التواصل الاجتماعي؟
-
إلزامية تعليم ريادة الأعمال
يُمكن نشر ثقافة العمل الحر أو ريادة الأعمال بين جميع الطلاب؛ وذلك عن طريق جعل تعليم الريادة إلزاميًا لجميع طلاب بمختلف المراحل التعليمية، مثل: التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وربما التعليم الجامعي أيضًا، لغرس مهارات إنشاء المشاريع في عقل الطلاب.
-
تسهيل تبادل المحتوى
من المهم جدًا أن تحرص المؤسسات التعليمية على إنشاء مركز متخصص لتبادل المعلومات التي تتعلق بالطرق الحديثة للتدريس وإمكانية تبادل المناهج الدراسية والأساليب المختلفة التي يُمكن الاعتماد عليها في تدريس مفاهيم العمل الريادي.
-
تهيئة المقار الدراسية
على المؤسسات التعليمية أن تقوم بتهيئة كل المقار الدراسية وتصميم قاعات دراسية حديثة تُسهم في تعزيز منظومة التعلم الجماعي وفقًا لأحدث الأساليب؛ ما يجعل البيئة ملائمة للمعلم والطلاب، وهو الأمر الذي يرفع من القدرة الاستيعابية عند الطلاب.
-
توفير الموارد اللازمة
تحتاج المؤسسات التعليمية إلى تخصيص ميزانيات مالية كبيرة، لتنفيذ كل الأفكار الريادية التي تُولد في أذهان الطلاب، ويُمكن تحويلها إلى مشاريع ناجحة على أرض الواقع، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات مع الشركات المتخصصة في التمويل، سواء كانت حكومية أو خاصة.
اقرأ أيضًا:
استراتيجيات فعالة.. كيف تجد شريكًا لمشروعك؟
الاستثمار في التعليم الإلكتروني
معلم ريادة الأعمال.. مهاراته وتحدياته