يعد “الهدف” هو السبب الأول في عمل رائد الأعمال؛ إذ يتجاوز المكافآت المالية أو التقدير؛ فهو إحساس عميق بالرضا يلمسه عند أداء عمل يتماشى مع غايته.
وينبغي ملاحظة أن الهدف لا يرتبط بقضية واحدة، أو بالوظيفة، كما أنه ليس شيئًا حصريًا لمن يتمتعون بامتياز، ولكنه شعور داخلي بالفخر يدفع رائد الأعمال للاستمرار والتحسين، حتى في أحلك الظروف.
كيف تجد الهدف؟
“العثور على الهدف” هو تسمية خاطئة إلى حد ما، ولكن هناك طريقة أكثر دقة للتفكير في الأمر، وهي اكتشاف الأنشطة التي تمنحك إحساسًا بالهدف والتي تنتقص منه. وللعثور على الأنشطة التي تمنحك غايتك عليك الإجابة عن هذه الأسئلة: لمن تعمل لتستفيد؟ لماذا تؤدي هذا العمل؟ كيف تفعله؟ وكيف هي محركات الهدف التي سنتطرق إليها؛ ما يتطلب بعض التأمل الذاتي لفهم محركات الهدف لديك، وبمجرد أن تفعل ذلك سترى مدى تأثيره في أسلوب عملك وأنشطتك اليومية.
تحديد دوافع الهدف
تتمثل دوافع الهدف فيما يلي:
الدافع الأول: لمن تعمل للاستفادة أو التأثير؟ وهو دافع منظمة الصحة العالمية؛ إذ تُظهر الأبحاث أن من يحصلون على أكبر قدر من الطاقة من العمل هدفهم التأثير في أحد ثلاثة كيانات:
الأفراد: إذا فكرت مرة أخرى في اللحظات التي حركت عاطفتك فما أكثر تلك اللحظات التي زادت شعورك بالفخر؟ هل عندما ساعدت شخصًا معينًا أم عندما عملت مباشرةً مع شخص محدد؟
المنظمات: عندما تتحدث عن العمل الذي تفتخر به كثيرًا هل تتحدث باستمرار عن كيفية تحسين الفريق أو المنظمة، وهل أنت متحمس لأداء مهام تساعد فريق العمل في إنجاز المزيد، وهل تستخدم “نحن” كثيرًا؟
المجتمع: هل أنت أكثر دافعًا لتغيير المشكلات الكبيرة والصعبة على مستوى المجتمع؟
الدافع الثاني: لماذا تريد إحداث تأثير؟ يُظهر هذا الدافع أن من لديهم حافز أكبر للتأثير في الآخرين يؤمنون بأن العالم يعمل من خلال الآتي:
توفير عالم أفضل: وهي اعتقادك أن من يعملون بجد يجب أن يستفيدوا، ورغم أنك ستفعل كل ما في وسعك لتهيئة الأشخاص للنجاح فإنك تعتقد أيضًا أهمية دوافعهم ومنافستهم لإتاحة عالم أفضل.
الانسجام: اعتقادك بأن الجميع يجب أن يكونوا متساوين ويتمتعوا بفرص الوصول نفسها.
الدافع الثالث: كيف تسعى لإحداث تأثير؟ أفضل تناول هذا الأمر كما يلي:
إذا كُنت تفكر في أكثر يوم عمل ممتع لديك فماذا كُنت ستفعل؟ هل تخصص الأشياء للأفراد؟ هل تعمل مع فريق العمل؟ هل تضع أدوات البناء والأدلة؟ هل تبحث بنفسك؟ هذه هي الطريقة التي تُحدث بها تأثيرًا، وهي جزء مهم من المعادلة، وهناك أربعة محركات رئيسة في هذه الفئة؛ وهي:
الإنسان: هل تستمتع باستكشاف التجارب البشرية والسياقات؛ لتقديم حلول أصيلة مصممة خصيصًا، ووضع العميل في مركز الاهتمام؟
المجتمع: هل تجمع كل أصحاب المصالح معًا لإيجاد أفضل الحلول وأكثرها إبداعًا؛ لإنشاء مجتمع يعالج القضايا ويراعي كل وجهات النظر؟
الهيكل: هل تضع الأدوات والأنظمة والهياكل الجديدة في مكانها الصحيح لحل المشكلات؟
المعرفة: هل تشارك في بحث مكثف لفهم الوضع الراهن لكشف المعرفة والأفكار ووجهات النظر الجديدة؟
كيف تؤثر محركات هدفك في أسلوب قيادتك؟
هناك دوافع تؤثر فينا أكثر من غيرها، والدافع الأكبر للقائد الذي يحركه التأثير هو رؤية نتائج عمله، أما الدافع الأكبر للقائد الذي تحركه المهارة فهو الطريقة التي ينفذ بها المهمة، في حين يرى القائد المدفوع بالقيم الأهمية الأكبر في الأخلاق وراء اتخاذ القرار.