يشيع كثيرًا الحديث عن منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق (MVP )، أو منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق لفترة قصيرة، من دون أن يعرف البعض ماذا تعني هذه العبارة. ويمكن القول باختصار: إن منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق يعني إقامة توازن بين منتج بأقل عدد من المزايا لكن يكفي وجود شخص واحد ليشتريه، ولكن بتقليل المزايا عن ذلك الحد لن يشتريه أحد.
لتصميم منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق، عليك بهذه الخطوات الأربع:
1: اربط رأسك عندما ترى العيوب
باعتبارنا رجال أعمال، فإننا ننشد الكمال بطبيعتنا، فنشعر غالبًا بأنّ منتجنا كـ “طفلنا”. ولا يصف أحد طفله بالقبح حتى لو كان كذلك.
فإن كنت تريد البقاء، فعليك التعامل مع ” طفلك” باعتباره قبيحًا. في الحقيقة: تحتاج إلى التغذية الراجعة التي تؤدي إلى تحسين منتجك للأفضل، فمنتج الحد الأدنى القابل للتطبيق هو ما جعلك تكون هناك، فتقبله.
لا تقع في خطأ التحليل قبل البدء، فليس لديك وقت كافٍ ولا وفرة في المال، ولن لن يكون الأمر مثاليًا عندما تبدأ. صدق أو لا تصدق أنّه الجزء الأصعب لغالبية رجال الأعمال.
وحتى لو كنت تشعر بأن أمورك على ما يرام في هذه المرحلة، فعليك أن تتحقق من الأمر بنفسك مرة أخرى.
ذكر نفسك، أنّه بغير هذه العملية، سيحتاج منتجك إلى وقت طويل جدًا للوصول إلى السوق.
2: احصل على الحد الأدنى للمنتج
أول شيء تحتاج للقيام به لخلق منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق، هو تقليل المميزات في المنتج إلى الحد الأدنى؛ وهو ما يساعدك على بلوغ المطلوب، مع تزويدك ببيانات كبيرة على أية مميزات تعتبر هامة حقًا.
ضع مخططًا عن الطريقة التي يعمل بها منتجك.. ضع جميع المدخلات على الطرف الأيسر، ثم ضع المخرجات على الطرف الأيمن.
وأدرج كل خطوة في إطار مخطط، بحيث تكون الأشياء التي تتطلب مباشرة الخطوة على اليسار، بينما تكون الأشياء التي تستطيع القيام بها في نفس الوقت في صف منفصل.
فكّر مليًا بشأن كل صندوق في مخطط سير العمل، على أن يمثل كل صندوق خطوة، سواء عن طريق المستخدم أو عن طريق المنتج أو النظام.
وبمجرد حصر كل شيء ضمن الورقة، ابدأ بإبعاد الأشياء، وليكن لكل شيء وقت محدد. اسأل نفسك في كل مرحلة: ” ماهو الشيء الأقل أهمية في الورقة؟” وحافظ على الموجود في القائمة أثناء قيامك بعملية الإزالة- في الصف الذي تقوم بحذفه. وفي كل مرحلة تأكد من أنك لم تحذف شيئًا يؤدي إلى قطع العملية التنفيذية. على سبيل المثال، إن كانت المخرجات التي تريد الحصول عليها تتطلب خطوة للأمام، فلا تستطيع إزالة خطوة للإمام بدون إزالة المخرجات. لذلك أزل كتلة واحد في وقت واحد.
تعلم ما قمت به عندما تسير مع مسار وحيد من مدخلات الإنتاج إلى مخرجاته بحيث تكون كل خطوة مطلوبة للتي بعدها. سيكون عدد المدخلات الحد الأدنى المطلوب للحصول على المخرجات التي تريدها. وعدد المخرجات على يسارك تمثل منتجك الخاص القابل للتسليم. وما بقي هو “الحد الأدنى” لمنتجك الحد الأدنى القابل للتطبيق.
يعاني العديد من رجال الأعمال من هذا التمرين؛ لأنهم يعتقدون أن شيئًا ما ” يجب أن يكون” بينما هو في الواقع غير موجود. تذكر الخطوة الأولى: يجب أن تكون منفصلًا عاطفيًا أثناء إزاحتك للأشياء بعيدًا؛ حتى يكون يسارك مع الضرورات المجردة.
احصل على منتج قابل للتطبيق
سوف يكون لزامًا عليك الخروج من المكتب إذا جاز التعبير. والخطأ الجسيم الذي يرتكبه البعض وهم في الجزء التنفيذي للمنتج الحد الأدنى القابل للتطبيق، يكمن في عدم تذكرهم للمسألة الأساسية المطروحة :” هل سيدفع الناس لهذا؟”
والطريقة الوحيدة لمعرفة إذا كان الناس سيدفعون هو بتكليفهم. فأنت لا يمكنك الحصول على هذه المعلومات من استطلاعات الرأي، أو من صفحات الوهمية المقصودة للخيارات الإضافية، أو الشاشات النموذجية، أو مجموعات النقاش. كلِّف الناس بالدفع، لتكتشف إن كانوا سيدفعون.
إن كنت قادرًا على بناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق وبيعه، فهو أمر عظيم، فافعل هذا. لكن في بعض الأحيان، يسستغرق منتج الحد الأدنى وقتًا وأنت تريد معرفة ما إن كنت ستحصل على شيء قابل للتطبيق قبل أن تدخل في خضم العمل.
لذلك اسأل نفسك ثلاثة أسئلة:
- هل تقوم بالعملية يدويًا؟
- هل يمكنك القيام بالعملية بعد أن يدفعوا؟
- هل تستطيع أن تدرّس لهم العملية؟
عند كل حالة، يركز السؤال على النتائج- الزبائن الذين يدفعون- بدلًا من التركيز على العملية.
تم أخذ ملاحظة على استطلاع رأي: تظهر نتائج البحث باستمرار أنّ من يبالغون في الحديث سواء كانوا سيدفعون أو لا ، يغيرون رأيهم في اللحظة الأخيرة عندما يتعلق الموضوع بأخذ بطاقة ائتمان وشحنها، يغيرون. ولذلك لا تعتمد على استطلاعات الرأي بدون مساعدة خبير إحصائي لتفسير الإجابات.
ابدأ من الآن
بمجرد أن تحدّد الطريقة التي سوف تسلّم فيها منتج الحد الأدنى لاختبار قابليته للتطبيق، أخرجه من هناك في أقرب وقت؛ لأنّ الحكمة تقول: لا تملك فرصة ثانية لتكوين الانطباع الأولى. وحيث إنّ ذلك قد يكون صحيحًا على أساس فردي، لكن من النادر أن ينطبق على الأسواق كلها. يستخدم بعض رجال الأعمال هذه الحكمة لتأخير موعد بدء الإنتاج حتى يكتمل نصاب الأمور، ويصبح مثاليًا. ( انظر الخطوة 1).
لا يوجد مثل هذه الاشياء، ولن تملك شركة حتى تطلق عملية البدء، ولا يهمني كم عدد الاجتماعات التي تعقدها لوضع الاستراتجيات. فقط اخرج من ذلك.
وتعقيبًأ على التغذية الراجعة: اسأل المستخدمين ماذا يحبون وماذا لا يحبون، ماذا يريدون وماذا لا يريدون. ولا تحاول أن تبدو على أنك ستيف جوبرس وتقول” المستخدمون لا يعلمون مايريدون”. إنّه كلام وهمي ! سيكون لديك فرصة أن تكون مثل ستيف جوبرس في وقت لاحق، لكن بعد أن تنجح عملية بدء التشغيل. أما إذا كنت قد حصلت على اسم ودعم مالي، فاخرج من هذا الإطار واكتشف ماذا يريد الناس، فأنت لا تعرف أفضل من المستخدم الذي دفع المال.
ضع هدفًا
إذًا، ضع هدفًا إذا اتفقت على المنتج المحتمل لتبدأ مرحلة بدء تشغيل خلال فترة 90 يومًا القادمة، واجعلها هدفًا لإنتاج منتج الحد الأدنى القابل للتطبيق وابدأ به. يمكنك الحصول على شيء ما هناك، وسوف يكون منتج الحد الأدنى، ولكنه سيكون في الخطوة الأولى. ولن تعرف كيف يصبح منتجًا حتى تحصل على التغذية الراجعة للمستخدم.