جميعنا يمر بمواقف، سواء في العمل أو في الحياة الشخصية، تجبرنا على إيصال معلومة مؤلمة، أو التلفظ بقول جارح، ما يتسبب في إحداث الكثير من الصدوع بين زملاء العمل وبعضهم أو بينهم وبين مدرائهم أو حتى بين الأصدقاء، لكن معرفة كيفية التحدث بلباقة تتيح لنا قول ما نريده بصراحة ووضوح دون أن نسبب ألمًا للآخرين أو أذاهم.
تبدو معادلة صعبة، لكن من الممكن التوصل إليها وتحقيقها، ويرصد «رواد الأعمال» بعض النصائح التي تساعد في معرفة كيفية التحدث بلباقة مع الآخرين؛ ومن هذه النصائح ما يلي:
اقرأ أيضًا: العقلية القوية أساس الفكر الريادي
فكر قبل أن تتحدث
المرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تحدث بانت شخصيته الحقيقية، لكن الحكمة تقتضي ألا تنساق وراء أفكارك وانطباعاتك الأولية، بل أن تأخذ بعض الوقت لكي تفكر في الأمر من شتى جوانبه، وأن تقلب الموقف في رأسك ظهرًا لبطن قبل أن تنبس ببنت شفة؛ فهذا أدعى لكي يكون ردك عقلانيًا وهادئًا، والمؤكد غير جارح أو مؤذ للآخرين.
ابدأ بتعليق إيجابي
من السهل جدًا أن تبدي ملاحظات وتعليقات سلبية، لكنك إن فعلت ذلك فتأكد أن كلماتك ستجد آذنًا صمًا، ولن يستمع إليك أحد، فإذا أردت معرفة كيفية التحدث بلباقة ابدأ بالأمر الإيجابي مثل: الثناء على الشخص الذي تود أن تقول له ملاحظة سلبية، ثم قل ما تريد من ملاحظات سلبية بعد ذلك، من دون انفعال عاطفي، وإنما بطريقة عقلانية وعملية حتى النخاع؛ كي لا يأخذ هو الأمر على محمل شخصي.
اقرأ أيضًا: كيف تساهم الدورات التدريبية في تطوير الفكر ؟
اختر كلماتك بعناية
عندما يتعلق الأمر باللباقة ، فإن أحد أهم الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار هو أنه يجب أن تكون على دراية بالكلمات التي تستخدمها للتعبير عن أفكارك. لا يزال بإمكانك أن تقول ما تريد أن تقوله دون الإساءة إلى الناس.
ابحث، إذًا، عن الكلمات التي ستساعدك في تعزيز أفكارك دون الإساءة إلى أي شخص، وقد سبق وأن أكدنا أنه من الممكن جدًا أن تكون صادقًا وصريحًا دون أن تكون جارحًا أو مؤذيًا لأي أحد.
راقب لغة جسدك
اللباقة لا تعني النفاق، تأكد من هذا واجعله منك على بال دائمًا؛ فجسدك يفضحك إذا كنت تقول كلامًا جيدًا على سبيل النفاق، ومن ثم لن تؤدي كلماتك إلا إلى إحداث جروح لا تندمل.
وعلى ذلك، إذا كنت تخبر شخصًا ما، على سبيل المثال، بشيء مهم، فيجب عليك أن تنظر في عينه، أن تنظر له وجهًا لوجه، لا تلجأ إلى الانحناء أو النظر إلى الأرض؛ فسيوصل هذا رسائل سلبية جدًا.
امنح الشخص انتباهك وأظهر له أنك تهتم حقًا؛ فسيكون من الصعب على الناس أن يأخذوك على محمل الجد إذا كنت تخبر الشخص أنه يؤدي عملًا رائعًا في العمل بينما تنظر في الاتجاه الآخر.
اختر الوقت المناسب
آثرنا أن نؤخر هذه النصيحة لأهميتها؛ فعندما يتعلق الأمر باللباقة، فإن الحصول على التوقيت المناسب هو نصف المعركة.
قد يكون لديك شيء جيد للغاية لتقوله، لكنه يمكن أن يدمر موقفًا اجتماعيًا إذا قلته في الوقت الخطأ، ويمكن أن يؤدي إلى إيذاء المشاعر دون أن تقصد إحداث أي ضرر.
قبل أن تفتح فمك، اسأل نفسك ما إذا كان هذا هو أفضل وقت للحديث، وما إذا كان الجميع سيتقبلونه، وعما إذا كان من الأفضل الانتظار للحصول على استجابة أكثر إيجابية.
اقرأ أيضًا:
تجنب نظرية المؤامرة.. جدوى الانشغال بالذات
تخطي أعداء النجاح.. ما السبيل؟
ريادة الأعمال وتطوير الذات.. هل من علاقة؟