تبدو الرغبة في إدارة الشركات بدون مجهود ضربًا من الخيال؛ إذ هناك أسطورة مفادها أنه من أجل تحقيق النجاح في الأعمال التجارية يتعين علينا التضحية بحياتنا وصحتنا وعلاقاتنا، على أمل أن تصبح لدينا شركة عملاقة مثل Microsoft أو KFC أو Home Depot، وهذا قد لا يكون صحيحًا بالمرة.
لكن والحق يقال فإن مسألة إدارة الشركات بدون مجهود أكبر وأكثر تعقيدًا من مجرد تكييف ثقافة الشركة لجعل الفريق التنفيذي يشعر بالرضا. إن وصف نفسك بـ “رشيق” وحذف كلمتي “مدير” و”إدارة” لا يجعل من مؤسستك تسير على الدرب المستقيم.
يتعلق الأمر بكيفية تصرف الفريق مع بعضه، والعمل على جمع وجهات نظر متنوعة؛ لتطوير وتقديم مبادرات هادفة من شأنها أن تعود بالنفع على الشركة بأكملها. ناهيك عن أهمية الثقة بأولئك الذين يعرفون العمل بشكل أفضل لاتخاذ القرارات المهمة.
في المؤسسات الحديثة اليوم فإن أكبر اعتقاد خاطئ هو أنه يمكن لأي شخص أن يفعل ما يحلو له طوال الوقت.
لكي يكون نموذج الإدارة الذاتية ناجحًا، وحتى نتوصل إلى إدارة الشركات بدون مجهود فيجب أن تكون المسؤوليات الفردية والغرض الجماعي واضحين تمامًا، أكثر حتى من التسلسل الهرمي التقليدي.
وقد تكون هناك مرونة في التنفيذ والإبداع بصنع القرار لكن المعايير داخل الأدوار والأهداف تحتاج إلى اتفاق عام.
كيفية إدارة الشركات بدون مجهود؟
ويوضح «رواد الأعمال» كيفية إدارة الشركات بدون مجهود، وذلك على النحو التالي..
-
التواصل الفعال
التواصل هو مفتاح أي عمل وأمر ضروري من أجل تحقيق أفضل النتائج؛ لذلك إن كنت تسعى إلى إدارة الشركات بدون مجهود فيجب التأكد من أن الرسالة التي تم نقلها إلى آخر شخص هي بالضبط نفس الرسالة التي أرسلها المرسل ولم يتم العبث بها.
ناهيك عن كون التواصل المباشر هو الطريقة الأكثر فاعلية؛ ما يجعل الرسالة واضحة ويوفر إحساسًا بالثقة والمسؤولية والانتماء في الموظف، الأمر الذي يجعله يحقق نتائج أفضل.
الاتصال هو عملية ذات اتجاهين، فأثناء مناقشة الخطة وتفويض المسؤوليات يجب أن يكون الجميع على ذات المسار؛ ما يعني أن يكون لدى الجميع نفس التصور بالضبط حول الخطة وتنفيذها، ولا يتم العبث بأي شيء.
اقرأ أيضًا: تعيين المحاسبين.. منافع قد تغفل عنها الشركات
-
العصف الذهني
العصف الذهني هو نشاط يتضمن الحصول على أفكار من جميع الموظفين في العمل. في حالة التسلسل الهرمي يتم ذلك على مستويات مختلفة في شكل فرق صغيرة، وأخيرًا تتم مناقشة الأفكار مع الإدارة العليا. وإن تم هذا الأمر بالنحو السليم فإنه يساعد أو يسهل إدارة الشركات بدون مجهود.
إن أفضل جزء في العصف الذهني هو أنك تتمتع بحرية التعبير عن رأيك دون أن يتم الحكم عليك أو استجوابك؛ نظرًا لأن لديك منطقًا وراء فكرتك بالطبع. يؤدي هذا إلى الحصول على أفكار مبتكرة جديدة من قِبل جميع الموظفين، سواء كانوا موظفين ذوي خبرة أو موهبة جديدة؛ ما يمنح كل منهم إحساسًا بالثقة والانتماء، ويواصلون بذل جهودهم لتحقيق أفضل ما في الشركة.
-
بيئة عمل دينامية
لا يمكن لأي عمل تجاري ثابت في البيئة المتغيرة للعالم اليوم أن يتوقع تطوير نفسه أو الاحتفاظ بنفس وضع السوق الذي كان عليه عندما بدأ؛ لأن تكييف أحدث الاتجاهات يجعلك تستمر، كما يمكنك مواكبة متطلبات عملائك أو المستهلكين النهائيين، ويسهل في نهاية المطاف إدارة الشركات بدون مجهود.
-
التغيير المستدام
إذا كنا نسعى للوصول إلى إدارة الشركات بدون مجهود فمن الضروري أن تتكيف الأعمال مع التغيير، سواء كان ذلك في التكنولوجيا أو خط الإنتاج أو أنماط الطلب للعملاء، أو أي شيء قد يؤثر في عملك.
يجب أن تكون أي شركة، كبيرة كانت أم صغيرة، مرونة وديناميكية من أجل إدارة الأعمال بفعالية، بالإضافة إلى أهمية تدريب الموارد البشرية من وقت لآخر مع الاتجاهات الجديدة القادمة أو التكنولوجيا المحدثة.
لا يتعلق الأمر بمتطلبات أو احتياجات المستهلكين النهائيين فحسب، بل أيضًا بالتكنولوجيا المحدثة التي يحتاجها النشاط التجاري للتعامل معها. نحن نعيش في عالم يتمتع بالدهاء التكنولوجي؛ لذلك فإن إبقاء نفسك على اطلاع دائم ومع العالم على ذات المسار هو دائمًا أفضل طريقة للخروج من الأزمات، وأقصر طريق للوصول إلى إدارة الشركات بدون مجهود.
اقرأ أيضًا:
ما الفرق بين إدارة الأعمال وإدارة المشاريع؟
سياسة الباب المفتوح.. الطريق لبيئة عمل إيجابية
التخطيط المالي للمشاريع.. الوصفة السرية للنجاح
التخطيط للطوارئ في الشركات.. الخطط البديلة وتجاوز العثرات