على الرغم من أن هناك مناقشات مستفيضة حول تأثير فيروس كورونا في الاقتصاد العالمي، إلا أن هناك إغفالًا شبه تام لتلك العلاقة بين كورونا والمسؤولية الاجتماعية ؛ إذ يمكن من خلال هذه النظرية الاقتصادية والاجتماعية _على حد سواء_ الحد من أثر هذا الفيروس القاتل، وتخفيف أضراره.
يأخذنا هذا المنظور أو زاوية النظر التي ننظر من خلالها لهذا الوباء العالمي إلى تلك العلاقة بين كورونا والمسؤولية الاجتماعية “الاقتصاد والمرض”، فعلى الرغم من كون هذه العلاقة تبدو علاقة حرب واصطراع، إلا أن تقدم الاقتصاد وازدهاره مرهون، من بين أمور شتى بطبيعة الحال، بقدرته على التغلب على مخاطر الأمراض والأوبئة.
اقرأ أيضًا: تحديث الخطة الاستراتيجية.. التطوير اللا نهائي!
يمكن للاقتصاد، عبر ما يمثّله من شركات ومؤسسات مالية وتجارية عملاقة، الدخول على خط الأزمات للتخفيف من غلوائها، وأداء دور إنساني ما، ليس هذا فقط، فهذا هو الشق الإنساني أو ما تمليه قواعد ومعايير المسؤولية الاجتماعية والبيئة، وإنما يمكن لهذا الاقتصاد أيضًا أن يحقق لنفسه مكاسب كذلك، ليس بالضرورة أن تكون مكاسب مالية أو آنية وإنما يمكن جنيها بعد حين.
اقرأ أيضًا: الروتين الصارم.. كيف يساعدك في تنظيم وقتك؟
دور فاعل وشركات مسؤولة
يمكن لأصحاب الأسهم ومالكي الشركات أن يلعبوا دورًا حاسمًا وفاعلًا في الحد من تأثير وخطورة فيروس كورونا؛ عبر الإسهام في دعم وتمويل البحوث الطبية المختلفة التي تعمل جاهدة للتوصل إلى لقاح يمكنه علاج هذا الفيروس وإنقاذ البشرية من خطره الداهم.
لكن ليس هذا هو كل شيء؛ حيث يمكن لهذه الشركات _التي قررت أن تلعب دورًا اجتماعيًا ما_ أن تسهم مساهمة سلبية في الحد من تأثير هذا الفيروس، وتجلى هذا، على سبيل المثال، في إلغاء شركة هواوي الصينية مشاركتها في مؤتمر برشلونة العالمي للجوال؛ حفاظًا منها على صحة موظفيها؛ الذين تم وضع بعضهم في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا.
هذا القرار، وإن انطوى على خسارة ما؛ إذ لن تتمكن الشركة من الحصول على بعض الفرص التي كانت تنتظرها في هذا المؤتمر، إلا أنه مكسب في حد ذاته؛ حيث سيعمّق من انتماء هؤلاء الموظفين إليها، ويرفع من معدلات اندماجهم الوظيفي.
اقرأ أيضًا: نجاح التسويق والمبيعات.. 5 طرق تهديك السبيل
لكن “هواوي” لم تكن هي الوحيدة التي اتخذت هذا الإجراء؛ فقد قررت شركة الاتصالات السويدية “إريكسون” سحب معرضها من النظام العالمي لاتصالات الاتصالات المتنقلة (GSMA)؛ حيث لا يمكن ضمان صحة موظفيها المشاركين.
وفي هذا الصدد، قال بوري إيكهولم؛ الرئيس والمدير التنفيذي للشركة: “إن صحة وسلامة موظفينا وعملائنا وأصحاب المصلحة الآخرين هي أولويتنا القصوى، فهذا ليس قرارًا اتخذناه باستخفاف”.
يظهر من خلال نماذج التعامل هذه أن الشركات المسؤولة اجتماعيًا لا تفكر، خاصة في ظل أزمات كهذه، بشكل فردي، ولا في مصلحتها المحدودة، وإنما توجه اهتمامها إلى القضايا الكبرى، التي لا تشغل مجتمعها المحيط فحسب، وإنما تهم المجتمع العالمي ككل والإنسانية جمعاء.
اقرأ أيضًا: التسويق عن بعد.. 5 طرق لأداء ناجح
الاستثمار في الحلول
لكن من المهم الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذه الأزمات، باختلاف أنواعها وأشكالها، يمكنها أن تطرح فرصًا من نوع ما، هذا هو أحد المداخل الذي يمكن أن تتحقق للشركات مكاسب من خلاله.
فإذا تعرض مجتمع من المجتمعات لأزمة أو كارثة أتى دور الشركات للاستثمار في هذه الأزمة؛ عبر محاولة الإتيان بحل مربح لها من جهة، ويساعد المجتمع للخروج من أزمته من جهة أخرى، وهكذا تكون الشركة حققت مكسبًا مزدوجًا.
اقرأ أيضًا:
اقتصاد الكوارث.. من أزمة الكمامات إلى معركة ورق المراحيض!
سيكولوجية الوقت.. كيف تُنجز مهامك؟
5 تطبيقات إلكترونية تُسهل العمل عن بُعد