لا يختلف اثنان على أهمية الفكرة قبل إطلاق أي مشروع، فقبل أن تدخل عالم ريادة الأعمال، اختر الفكرة المناسبة أولًا، فإذا أمكن أن تكون الأول في هذا المجال فحسنٌ، أو على الأقل الأول في مدينتك، فبعض الأفكار تنطلق من مدينة الرياض مثلًا، ولا نظير لها في جدة، فيمكنك حينئذٍ تكرارها هناك.
وعندما نقول “لا تكن الأفضل”، لا يعني أن تدع التطوير، بل “كن الأول”، بطرحك المشروع، ثم بعد نجاحه، حاول تطويره تدريجيًا؛ حتى لا يأتي غيرك ويفتتح مشروعًا مشابهًا بمزايا أفضل، ويأخذ مكانك، فتجد نفسك تغرد خارج السرب! ولا يعني ذلك أن كل مشروع له نظير لن ينجح، إنما الأفضل عندما تكون الفكرة جديدة في المجتمع؛ حيث تكون عوامل النجاح أكبر.
لقد بدأ كبار التجار ورجال الأعمال بالمملكة، قبل خمسين أو ستين عامًا بأفكار جديدة، حققوا من خلالها النجاح، وتوسعوا فأصبح لديهم آلاف العاملين من أبناء الوطن، وساهموا في التنمية والتطور ببدايات صغيرة لا تعني شيئًا.
نذكر منهم، الشيخ صالح الراجحي – رحمه الله – والشيخ سليمان الراجحي، اللذين بدآ الصرافة من الصفر، في وقتٍ لم تكن معروفة فيه؛ حتى حققوا الريادة والسمعة الحسنة. وكذلك، الشيخ عبدالعزيز الموسى – رحمه الله – العقاري المعروف الذي بدأ بسيطًا، ثم أصبح اسمه علامة تجارية على أي مخطط عقاري؛ كونه يتسم بالثقة والمصداقية، وكثيرٌ وغيرهم، مما لا يتسع المجال لذكرهم.
يروي صديق من دولة عربية، تجربته مع ريادة الأعمال؛ إذ بدأ مشروعًا صغيرًا في المملكة برأس مال ألفي ريال، بفكرة مبتكرة استوحاها من الإنترنت من دولة أخرى، وتمكن من تطويرها بما يناسب المجتمع المحلي فحقق النجاح؛ إذ أصبح لديه حاليًا أكثر من فرع ونحو خمسين موظفًا، ويأمل مستقبلًا في توظيف المئات من أبناء البلد.
أتذكر أيضًا، صديقًا في الرياض، افتتح محلًا قبل عشرين عامًا، في أحد أحياء جنوب الرياض، له نظير في أحد أحياء شمال الرياض، فحقق نجاحًا كبيرًا؛ حتى أصبح لديه حاليًا أكثر من 70 موظفًا.
هناك عوامل يجب توفرها في رائد الأعمال ليكون ناجحًا؛ منها: العمل الجاد بالحرص على العمل المتميز؛ من خلال الإيمان بنفسه، وبقدرته على القيام بمشروعه، وعدم التوقف في منتصف الطريق عند حدوث أي مشكلة، وأن يتمتع بشخصية ملهمة، وأن يجيد إدارة الوقت، ويحسن التعامل مع ضغوط الحياة العملية.
يجب أيضًا أن يجيد إدارة الأموال؛ كون المشروع يستغرق فترة طويلة؛ حتى يصبح مربحًا؛ لذلك على المخطط الناجح وضع خطة للأمور المالية المتعلقة بالشركة، سواء كانت التزامات مالية حالية أو مستقبلية، مع إنشاء صندوق يُستخدم في حالة الطوارئ؛ للمحافظة على التدفق المالي للشركة، بعد الانتهاء من تأمين الالتزامات المالية للشركة؛ فذلك أهم جانب في أيّ عمل تجاريّ.
إنَّ الإيمان بالله، والمصداقية، والثقة بالنفس، وعدم الغش، عوامل جوهرية لنجاح أي مشروع.. فاستعن بالله، وابدأ مشروعك بأسس سليمة.
عبدالرحمن المرشد