النجاح تجربة، أو بالأحرى هو نتيجة التجربة، فهما كانت التجارب فاشلة فلا بد، مع التكرار، تأتي تجربة ناجحة وتغيّر مسار الأمور، ويبدو لي أن كريس كيلبيو؛ مؤلف كتاب «the $100 startup» يدافع في هذا الكتاب عن أطروحة بسيطة ومحورية في الوقت ذاته، وهي أن «التجربة خير مُعلّم».
فيمكن للنظريات المجرد أن تكون جميلة وبراقة، لكن ما جدواها؟ وكيف تُعرف جدواها من دون تجربتها؟ إن أعظم دروس النجاح هي تلك التي يمكن العثور عليها من خلال المجربين أنفسهم، وربما لهذا السبب ذاته طاف كريس كيلبيو؛ مؤلف كتاب the $100 startup حوالي 193 دولة، والتقى ما يربو على الـ 1500 رائد أعمال، كي يؤلف هذا الكتاب، أو بالأحرى لكي يعرف طريق النجاح.
ويرصد «رواد الأعمال» أهم ما توصل إليه كريس كيلبيو من خلال هذه الرحلة الطويلة، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: كتاب «Traction».. استراتيجيات لجذب العملاء
الشغف ليس كل شيء
هذا أول الاستخلاصات الصادمة؛ حيث درج الناس على القول إن الشغف هو أساس النجاح، فيما يدفع مؤلف كتاب the $100 startup باتجاه آخر؛ إذ يرى أن الشغف أمر مهم _لا بد أن تكون شغوفًا بما تعمل_ لكنه ليس كل شيء، فليس كل أمر أنت شغوف به يصلح أن يكون مشروعًا رياديًا.
ثمة طرف آخر في المعادلة وهو وجود احتياج فعلي لهذا الشغف، أي يجب أن يكون شغفك ينطوي على تلبية أو سد احتياج معين لدى الناس، هكذا تتم معادلة المشروع الريادي الناجح.
التميز ضرورة
إن كونك صاحب مشروع أو أن هذا المشروع يقدم منتجًا ما لا يضمن لك التميز، وإنما لا بد أن تبحث عن شيء آخر إضافي تميّز نفسك به؛ كي يكون عامل جذب للعملاء؛ فمن المعروف أن التشابه يخفي التميز، وأن الكثرة تحجب حتى الأشياء الجيدة؛ لذلك أنت بحاجة إلى أن تميز نفسك ومشروعك بشيء ما حتى ولو كان بسيطًا لتتمكن من جذب العملاء إليك ولفت أنظارهم إلى ما تُقدم.
اقرأ أيضًا: قراءة في كتاب «The Lean Startup».. تعلُم ما يريده العملاء
الفشل محطة مؤقتة
الفشل قدر المجربين، هذه حقيقة لا بد منها، لكنه محطة الناجحين التي سرعان ما يجتازونها، ويصلون إلى ما وراؤها، وإلى ما هو أبعد منها، أي إلى النجاح. إذا أردت تفشل أو إذا قُدر عليك الفشل فاجعل فشلك يمر سريعًا، لا تقف عنده، ولا تدعه يؤثر فيك، فقط لملم أوراقك وعدّل مسارك وانطلق من جديد مستفيدًا من فشلك ذاته.
علاقات العمل أهم من العمل
لا تتصور أنك ستحظى بمعدلات مبيعات مرتفعة، أو أن منتجك سيوزع بشكل واسع فقط لأنه منتج جيد؛ فالخبر السيئ أن جودة المنتج ليست شرطًا كافيًا للنجاح، وإنما لا بد، إلى جوار ذلك، أن تؤسس علاقات قوية مع العملاء، والمجتمع المحيط، وكل ما يمكن أن ينطوي على فائدة بالنسبة لك. وتذكر أن العلاقات رأس مال اجتماعي، ويمكنك من خلالها أن تحصل على الكثير من الفرص؛ لذلك علاقات العمل أهم من جودة العمل، فليكن ذلك منك على بال.
اقرأ أيضًا: كتاب Thinking Fast and Slow.. أنماط التفكير والقرارات
لا أحد يجيد شيئًا واحدًا
إذا كنت بارعًا في أمر ما فتأكد أن هناك أمرًا واحدًا آخر (على الأقل) متاخمًا له، أنت جيد فيه كذلك، إذا كنت رجل مبيعات ناجحًا، على سبيل المثال، فمن المرجح أنك ستكون ناجحًا على المستوى الاجتماعي كذلك.
تساعدك هذه الحقيقة في إدراك مهاراتك وقدراتك الحقيقية والكامنة وغير المعروفة، كما أنها تساعدك في التخلص من وهم إجادة شيء واحد، والخروج من قوقعتك الضيقة.
التمويل في وقت لاحق
ليس من المنطقي أن تركز، أول الأمر، على الحصول على مستثمر يغامر بأمواله في فكرتك التي لا تزال حبيسة رأسك، أو في المشروع خلال مراحله الأولى، لا أحد من الممولين يرغب في ذلك. إن ما عليك فعله إذًا هو أن تحقق بعض النجاح قبل أن تتوجه بطلب الحصول على التمويل من الأفراد أو الجهات الداعمة.
جودة المنتج أهم خطوة في تسويقه
المنتج الجيد لا يُسوّق نفسه، لكن التسويق لا ينجح مع منتج سيئ، هناك، إذًا، أمران يتضافران مع بعضهما: منتج جيد، وتسويق قوي. ومن الخطأ التركيز على أحدهما دون الآخر، ومن الخطأ أيضًا اعتبار أن المنتج الجيد سوف يسوق نفسه، أو أن التسويق ليس مهمًا بالنسبة للمنتجات الجيدة.
اقرأ أيضًا:
كتاب «Good to Great».. سؤال العظمة والفشل
قراءة في «Money master the game».. الطريق إلى الحرية المالية
قراءة في «مبادئ ريادة الأعمال».. من النظرية إلى التطبيق