يبدو أن قواعد اللعبة داخل الشركات والمؤسسات التجارية متغيرة؛ إذ تكاد تكون الأساسيات واحدة ولكن طرق توظيفها والاستفادة منها تختلف من شركة لأخرى، وهذه هي قواعد اللعبة، ومن تلك الأساسيات «منظومة الابتكار» وتعزيزه داخل الشركات، وفي هذا الصدد ثمة سؤال يطرح نفسه: هل يُمكن لأي شركة تحقيق النمو والقدرة على التنافس دون الحاجة إلى منظومة الابتكار؟ بالطبع لا؛ فلو أمعنا النظر في سوق الشركات والمؤسسات التجارية، سنلاحظ أنه لا توجد شركة ناجحة على الساحة إلا ولها منظومة ابتكارية فعالة، فلا شك في أن الابتكار هو عماد النجاح داخل الشركات، وحالة الابتكار المتجدد هي ما تجعل شركات تتصدر المنافسة في صناعة ما.
إذن، يُمكننا القول إن الابتكار يُعد بمثابة الخيط الرفيع الذي يفصل بين النجاح والفشل داخل أي شركة أو مؤسسة تجارية، ففي استطلاع للرأي عن الاستراتيجيات التي تنتهجها الشركات والمؤسسات التجارية لتحقيق النمو والقدرة على التنافسية، أكد 85% من أصحاب الشركات أنهم مدينون بنجاحهم إلى قدرتهم على الابتكار.
إذن، لو كنت ترغب في تجنب حالات الركود التي قد تصاب بها شركتك، وتسعى لتحقيق النمو والقدرة على التنافسية، وتبحث عن الاختلاف والتميز، فهذا لن يتحقق إلا من خلال اتباع استراتيجية الابتكار في جميع الجوانب، وليس في المنتجات أو الخدمات أو التقنيات الجديدة فحسب، فالشركات المتميزة لا تعتمد على عدد قليل من الأشخاص للتوصل إلى الابتكارات، بل تعمل على خلق ثقافة تشجيع كل الموظفين وتمكنهم من الابتكار، سواء كان ذلك بالعمليات، أو المنتجات أو الخدمات.
استراتيجيات الابتكار في الشركات
– روح المبادرة
في كثير من الأحيان يعتمد الموظف على التكليف الموكل إليه من مديريه؛ وذلك لأن طبيعة الوظيفة قد تفرض عليه هذا الواقع، فطالما أنه يوجد رئيس ومرؤوس فإن الموظف يفضل في الغالب أن يبقى في دائرة التكليف، أما الموظف الذي يرقى إلى المبادرة فهو من يتمتع بصفات وميزات تؤهله للمبادرة بهدف تحقيق أهداف الشركة أو المؤسسة؛ لذا ينبغي على الرؤساء زرع روح المبادرة في موظفيهم وتشجيعهم على ممارستها، حتى يتم الاستفادة من العناصر التي تملك هذه الروح.
إذن، يمكنك تشجيع روح المبادرة في شركتك أو مؤسستك؛ من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات، كتحديد الأماكن التي يمكن لموظفيك اتباعها مع أفكارهم، وتوفير الدعم الذي يحتاجه الموظفون لتجربة أفكارهم، والسماح لهم باتخاذ قرار سريع في نظاق العمل بالشركة.
– مكافأة التجريب
عندما تولد فكرة داخل ذهن أي موظف، بالتأكد سيبذل الكثير من الجهد والوقت للعمل على تنفيذها، وربما تنتهي عملية التنفيذ بالفشل، هل هذا الموظف لا يستحق المكافآة على التجربه، بالتأكيد يستحق المكافأة ليس لأنه فشل بل المكافأة هنا تكون للجهد الذي بذله على هذه التجربة، فمكافأة التجريب تُعد واحدة من أهم الأدوات لتعزيز عملية الإبداع والابتكار لدى موظفي الشركات، فهناك الكثير من موظفي الشركات يتمنون الاعتراف بجهودهم والمكافأة على أفكارهم ومبادراتهم الخاصة.
وعلى صاحب العمل أن يدرك بأنه لا يوجد شيء يقتل الابتكار والإبداع داخل موظفي الشركات مثل الشعور بالخوف من الفشل، لذلك فبقدر ما يجب أن تحتفل بنجاح أي تجربة، ينبغي عليك أيضًا الاحتفال بالفشل.
– الاستفادة من وقت العطلة
قد يواصل الكثير من الموظفين العمل ليلًا ونهارًا، وربما في أوقات العطلة؛ لعدة أسباب، منها ضغوط العمل وتحقيق دخل إضافي، وهذا بالطبع يؤثر بالسلب في عملية الإبداع والابتكار لديهم؛ لذا عليهم الاستفادة من وقت العطلة في الاستجمام والترفيه، فهناك الكثير من الفوائد الصحية في حال استغلال تلك الإجازة في ممارسة بعض الأنشطة الرياضية والترفيهية، وهذه وسائل بالتأكيد تعزز من عملية الابتكار داخل الشركات.
فمن أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأشخاص العاملون، هو اعتبار عطلة نهاية الأسبوع للنوم وتمضية الوقت داخل المنزل، والاستيقاظ في وقت متأخر، فتلك الطريقة لن توفر لك طاقة لبدء أسبوع جديد من العمل والقدرة على الابتكار.
اقرأ أيضًا: تنمية الابتكار داخل المؤسسات.. مبادئ ومتطلبات