في ظل التطور السريع الذي تشهده شبكة الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، يواجه رواد الأعمال وأصحاب الشركات أو المؤسسات التجارية تحديًا كبيرًا لمواكبة هذا التطور وجذب المزيد من العملاء الذين يتوافدون على هذه المنصات بكثافة عالية وبشكل لحظي، ويبدو أن رواد الأعمال بحاجة إلى طريقة أكثر ذكاء لإدارة المواقع المتعددة الخاصة بهم على شبكة الإنترنت؛ من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور المستهدف، وتقديم أفضل خدمة لهم، فمهما كان الوضع الخاص بك فإدارة حساباتك على مواقع التواصل هي طريقك الأمثل لتحقيق هدف شركتك.
من المهم جدًا أن تعرف كيف تُدير حسابات شركتك أو علامتك التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي على نحو جيد، لكونها واحدة من أهم الأدوات التي تُمكنك من الوصول إلى جمهورك المستهدف والتفاعل معه، فمن خلال هذه المواقع بإمكانك طرح منتجك أو خدمتك حتى يتعرف عليها العملاء بشكل أفضل، وكما قلنا، يمكن جعل مواقع التواصل واجهة رئيسة لعلامتك التجارية، لكن، لا تجعلها أبدًا واجهة فقط تتحدث من خلالها دومًا عن نشاطك التجاري؛ لأن هذا قد يسبب الملل ويجعل المستخدمين يفقدون اهتمامهم.
فمثلًا، يُمكنك تقديم حوالي 70% من المحتوى القيّم من أجل متابعي حساباتك على مواقع التواصل و30% فقط معلومات تتحدث فيها عن منتَجاتك، أو علامتك التجارية، ومن الخطأ أن تركز على جانب واحد عند إدارتك مواقع التواصل، فهناك من يركز على نشر المحتوى، بغض النظر عن مدى فاعليته، وهل هو يتناسب مع الجمهور أم لا؟ وهناك البعض الذي يُدرك أهمية كتابة محتوى مواقع التواصل، فيركز على الكتابة والبعض الآخر يستعين بجدولة المحتوى، وقليلون هم من يتذكرون أهمية تحليل أداء حملة إدارة محتوى هذه المواقع.
إذن، فإدارة مواقع التواصل الاجتماعي تتطلب استخدام استراتيجية صحيحة وأدوات مناسبة، وربما تكون هناك الكثير من الطرق الشائعة لإدارة هذه المواقع ويبدو أن الكثير من أصحاب الشركات يعتمدون على هذه الطرق، ولكنها، في أغلب الأحيان، لا تحقق الأهداف كاملة، لذا؛ لا يمكن تصنيف هذه الطرق كأدوات إدارة صحيحة، وسنتحدث في السطور التالية عن أبرز القواعد التي يُمكن الاعتماد عليها في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي وتحقيق الهدف المطلوب.
إدارة موارد الشركات على مواقع التواصل
ينبغي على رواد الأعمال أن يكونوا واضحين حول ما يسعون إلى تحقيقه وكيف يكون شكل النجاح، وهذا يتفاوت بين كل موقع اجتماعي وآخر يستخدمونه كواجهة رئيسة لعلاماتهم التجارية، فمع تطور مواقع التواصل أصبح لهذه المواقع، مثل “فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام، ولينكد إن” دورًا كبيرًا في إدارة الموارد البشرية واستقطاب أصحاب المواهب والكفاءات للشركة، فهي بلا شك أضحت من الجوانب الرئيسة للتواصل الإلكتروني داخل وخارج أماكن العمل في الآونة الأخيرة؛ حيث أتاحت لأصحاب المواهب والكفاءات استكشاف فرص جديدة وأماكن عمل محتملة.
ومؤخرًا، أصبحت تلك المواقع الطريق الأمثل للتواصل بالنسبة للكثير من الموظفين العاملين والموظفين المحتملين، وهو الأمر الذي أدى إلى سعي بعض المؤسسات بشكل متزايد نحو تبني هذه المواقع للتواصل مع موظفيها الحاليين والمحتملين، فمن خلالها يمكن تحقيق مشاركة فعالة للموظفين، والمحافظة على التواصل مع السابقين منهم، والذين قد يعودون إلى هذه الشركات في السنوات المُقبلة؛ لذا أخذت الكثير من الشركات على عاتقها تطوير حساباتها على مواقع التواصل كوسيلة لتنمية وتعزيز الوعي بعلاماتها التجارية، بالتزامن مع تنامي التركيز على استقطاب المواهب والكفاءات الجديدة.
إدارة العلاقات مع العملاء بواسطة مواقع التواصل
تُعد العلاقات الإيجابية بين أصحاب العلامات التجارية والعملاء واحدة من العوامل التي تحقق النجاح؛ ففي بعض الأحيان يعتمد تقييم الخدمات المُقدمة ونتائجها على رضا العملاء وآرائهم، لذلك يسعى الكثير من رواد الأعمال إلى بناء علاقاتٍ جيدةٍ مع العملاء، من خلال التواصل معهم بشكلٍ دائمٍ على مواقع التواصل الاجتماعي، والوقوف على ردود أفعالهم وملاحظاتهم وتوصياتهم.
وبطيبيعة الحال، تسمح مواقع التواصل للأفراد وأصحاب الأعمال بالتفاعل مع بعضهم البعض وبناء علاقات اجتماعية بواسطتها، فانضمام العلامة التجارية إلى مواقع التواصل يمنحها إمكانية كبيرة للتواصل مع عملائها بمختلف أنحاء العالم وبشكل مباشر، وهو ما يسهل عليها التسويق لمنتجاتها وضمان وصولها إلى أكبر عدد كبير من المتابعين في وقت قصير ودون أدنى عناء إذا ما تم استخدام هذه المواقع على الوجه المطلوب، وكما قلنا من قبل، إن مواقع التواصل لديها كم كبير من المعلومات حول الخدمات التي قد يرغب فيها العملاء المحتملون، وهو ما يمنح إمكانية تحليل السوق بسهولة و الوصول إلى رغباتهم.
مواقع التواصل قوة مؤثرة في عالم الأعمال
مما لا شك فيه أن مواقع التواصل لها القوة المؤثرة والفعالة في الفترة الحالية، في ظل التطور الحاصل والذي صنع ثورة كبيرة في عالم الأعمال وبرامج التسويق ووفر فرص عمل ووظائف جديدة، ومدى قدرة هذه الوسائل على توجيه الرأي العام والمتابعين، فعلى الرغم من أن الشركات تُقدم خدماتها لكل العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يُفضّل ألّا يتعامل رواد الأعمال مع هؤلاء العملاء كشخصٍ واحد، فكل عميلٍ يرغب في أن يكون متميزًا عن غيره ويشعر بأنه سيحصل على خدماتٍ خاصة به ومُختلفة عن أي خدمة أخرى مشابهة؛ لذلك ينبغي على أصحاب الشركات أن يحرصوا على التعامل معهم كلٌ على حدة.
اقرأ أيضًا:
شبكة الإنترنت.. الكنز الحقيقي للشركات الناشئة
