تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من الأماكن السياحية التي تحكي تراث شعب، وثقافة دولة، فالصحراء تروى قصة لا مثيل لها، والقلاع تبقى شاهدة على أصالة التاريخ، ومنها قصر المربع البديع في تصميمه.
لا شك في أن ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من ثراء طبيعي، وثقافي، واجتماعي سيشكل عاملاً قويًا في دعم السياحة وتطورها، إلى جانب الدور الحيوي الذي تلعبه الجهود المتواصلة بين المؤسسات ذات العلاقة بالمجال السياحي، وتأهيل الكوادر والمرشدين السياحيين بالمؤهلات والمهارات اللازمة، والاستفادة من نتائج البحوث العلمية، وتعزيز وتمكين المشاركة المجتمعية بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية؛ الأمر الذي يسلط الضوء على الأماكن التراثية في المملكة، وانتعاش قطاع السياحة وازدهارها.
وكانت المملكة فتحت أبوابها؛ لاستقبال السائحين من كل أنحاء العالم؛ خاصة بعد إطلاق التأشيرة السياحية الإلكترونية، ومن المتوقع أن تزداد نسبة السائحين القادمين للمملكة؛ لتصل إلى 100 مليون زائر بحلول 2030.
ويستعرض موقع “رواد الأعمال” في المقال التالي، أهم المعلومات عن قصر المربع العريق، الذي يبقى شاهدًا مهمًا على التاريخ.
تاريخ قصر المربع
يعتبر قصر المربع أحد النصب التاريخية التي تُجسّد تاريخ المملكة وماضيها العريق، فعلى بُعد خطوات من متحف الرياض الوطني، يقع القصر، الذي تم تشييده خارج أسوار المدينة الرياض القديمة.
كان القصر بمثابة معلم تاريخي يبقى شاهدًا على بداية توسُع وتطوُر العاصمة الرياض، علمًا بأنه يتميّز بتصميمه على الطراز النجدي التقليدي، إضافة إلى جدرانه الواسعة.
توفّر زيارة القصر في فصل الربيع أو الشتاء، فرصة مثالية للتجوُل في حدائق القصر الخضراء المورقة، والممتدة على عدة هكتارات.
يتألف القصر من 3 أدوار، كما يحتوي على مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الذي يزخر بعدد كبير من الآثار، والممتلكات الخاصة بمؤسس المملكة، فضلاً عن وجود أول مصعد تم تركيبه في السعودية، علمًا بأن مخططات القصر تُلبّي احتياجات عشاق التاريخ إلى التعرُف على كل ما هو عريق؛ نظرًا لاحتوائها على أبرز القرارات الإداريَّة للبلاد في ذلك الوقت، وتشمل مجموعةً من الوثائق التاريخيَّة الشاهدة على أبرز اللّحظات الجوهريَّة للمملكة، إضافة إلى تسجيلات كلمات وخطابات الملك.
أهمية القصر
بدأ بناء القصر عام 1936، واستمرت تلك العملية لمدة عامين متتاليين، وتم تأسيسه بالكامل عام 1938، ثم تم وضع اللوحة التذكارية على مدخله، وبدأت حركة البناء في منطقة المربع واستمرت حوالي عشر سنوات، وتم استكمال الشكل العام للمدينة الملكية، وشُيدت أسوارها وأبراجها المربعة.
اكتسب ديوان القصر أهمية كبرى؛ نظرًا لكونه المقر الرسمي لاجتماعات كثيرة مع شخصيات عالمية مرموقة. كما شهد أحداثًا مؤثرة في التاريخ، مثل إنشاء وزارة الدفاع والطيران، ونظام التعليم الحكومي، وشبكة البث السعودي، ومؤسسة النقد السعودي، علمًا بأنه شهد توقيع عقد تنقيب النفط في المملكة، وبداية نظام البرقيات، وإنشاء العديد من الأنظمة والقوانين المتعلقة بالسفر، والعمل، والمشاريع العامة.
البساطة والجمال
يشتهر القصر بتشييده باستخدام بعض المواد المحلية؛ إذ تمت الاستعانة بالطين اللبِن الذي تم خلطه بالقش، وطرقه تحت أشعة الشمس حتى يجف. كما شُيّدت قواعده الأساسية باستخدام الأحجار المحلية، والأحجار الدائرية؛ لتشييد الأعمدة داخله.
واتسم القصر _رغم أهمية الكبيرة_ بببعض الزخارف البسيطة الاستثنائية التي توجد على الأسوار الخارجية له، فضلاً عن بعض الزخارف الهندسية الرائعة التي توجد على جدران الغرف، إضافة إلى بعض الأشكال الهندسية المنحوتة على الأخشاب الموجودة حول النوافذ، والأبواب.
اقرأ أيضًا:
دبي.. الوجهة الخليجية الأولى للسعوديين