تحتفل هيئة الأمم المتحدة والعالم أجمع باليوم العالمي للسياحة الذي يوافق اليوم الأحد 27 سبتمبر 2020م، في تقليد جديد؛ حيث إنه لأول مرة خلال 40 عامًا من تاريخ يوم السياحة العالمي، لن يتم رعاية الاحتفال الرسمي من قِبل دولة واحدة كعضو في وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، ولكن من قِبل دول كتلة ميركوسور؛ وهي: “الأرجنتين والبرازيل وباراغواي وأوروجواي” إضافة إلى تشيلي كمراقب، والتي ستعمل كمضيف مشترك.
ويجسد هذا الاتفاق، الذي تم الاحتفال به بشكل مشترك، روح التضامن الدولي التي تسري من خلال السياحة، والتي اعترفت منظمة السياحة العالمية بأنها ضرورية للتعافي.
يأتي الاحتفال بفعاليات اليوم العالمي للسياحة 2020 في أجواء استثنائية فرضتها جائحة (كوفيد-19) على العالم؛ وتأثرت بها جميع القطاعات، لا سيما قطاع السياحة الذي يُعد أكثر القطاعات تضررًا؛ بسبب القيود المفروضة على السفر والانخفاض المفاجئ في طلب المستهلكين؛ ما أدى إلى انخفاض غير مسبوق في أعداد السياحة الدولية، وتسبب بدوره في خسائر اقتصادية فادحة وفقد الآلاف ممن يعملون في قطاع السياحة لوظائفهم.
وفي الوقت نفسه؛ من المرجح أن تكون الوجهات الأكثر اعتمادًا على السياحة في الوظائف والنمو الاقتصادي هي الأكثر تضررًا.
وحسب موقع هيئة الأمم المتحدة؛ تمثل أزمة السياحة تهديدًا لمبادرات الحفاظ على الحياة البرية وحماية التراث الثقافي العالمي كذلك، وأدى الانخفاض المفاجئ في عائدات السياحة إلى قطع التمويل للحفاظ على التنوع البيولوجي. وفي ظل تعرض سبل العيش للخطر في المناطق المحمية وحولها، من المتوقع أن ترتفع حالات الصيد الجائر والنهب، ومع إغلاق 90% من مواقع التراث العالمي نتيجة الوباء، فإن التراث الثقافي للبشرية معرض للخطر في جميع أنحاء العالم.
في هذا اليوم العالمي للسياحة، تمثل جائحة “كوفيد-19” فرصة لإعادة التفكير في مستقبل قطاع السياحة، بما في ذلك كيفية مساهمته في أهداف التنمية المستدامة؛ من خلال قيمته الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ويمكن أن تساعدنا السياحة في نهاية المطاف في تجاوز الوباء، من خلال الجمع بين الناس وتعزيز التضامن والثقة، وهي مكونات أساسية في تعزيز التعاون العالمي.
السياحة وجائحة كوفيد-19
تُظهر بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن ما بين 100 و120 مليون وظيفة سياحية مباشرة معرضة للخطر، ويتوقع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية خسارة ما بين 1.5 و2.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
في نسخة 2020 من يوم السياحة العالمي، وتحت شعار “السياحة والتنمية الريفية”، تم الاحتفال بالقدرة الاستثنائية للقطاع على صنع فرص خارج المدن الكبرى، والحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في جميع أنحاء العالم.
جاء اليوم الدولي لهذا العام في وقت حرج؛ حيث تتطلع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى السياحة لدفع الانتعاش، وكذلك تفعل المجتمعات الريفية؛ إذ يمثل القطاع رب عمل رئيسيًا وركيزة اقتصادية توفر الوظائف وفرصًا جديدة خاصة للسكان المحرومين مثل النساء أو الشباب.
علاوة على ذلك، يمكن للتنمية من خلال السياحة أن تحافظ كذلك على حياة المجتمعات الريفية، وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 205، سيعيش 68% من سكان العالم في المناطق الحضرية، بينما يعيش 80% من أولئك الذين يعيشون حاليًا في “فقر مدقع” خارج المدن.
وتُعد السياحة هي شريان الحياة الذي يوفر للشباب فرصة لكسب لقمة العيش دون الحاجة إلى الهجرة، سواء داخل أو خارج بلدانه، ويبدو الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للشباب -بشكل خاص- فالشباب الذين يعيشون في المجتمعات الريفية هم الأكثر معاناة من البطالة بنسبة قُدّرت بثلاث مرات من كبار السن.
يأتي احتفاء دول العالم الأعضاء في منظمة السياحة العالمية باليوم العالمي للسياحة لعام 2020 في جميع العواصم والمدن ومن قِبل منظمات القطاع الخاص والسياح، في وقت لا تزال تكافح فيه المجتمعات في المناطق الريفية آثار وباء كوفيد-19، وغالبًا ما تكون هذه المجتمعات أقل استعدادًا للتعامل مع الآثار القصيرة والطويلة الأجل للأزمة؛ بسبب عوامل مختلفة، مثل: شيخوخة السكان، وانخفاض مستويات الدخل، والفجوة الرقمية التي لا تزال قائمة، وتقدم السياحة حلًا لكل هذه التحديات.
اقرأ أيضًا:
تفاصيل السماح بأداء فريضة العمرة والعودة تدريجيًا
اليوم الوطني 90.. السياحة الداخلية وانتعاش القطاع بعد الجائحة
مدير الخطوط السعودية: نعتز بالماضي ونفخر بالحاضر الزاهر والعهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين