يعتبر فن التعلم هو مهارة اجتماعية قيمة تتطلب تضافر العديد من العناصر النفسية والسلوكية. إنه القدرة على التواصل والتفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابية وبناءة، وبما يحقق أهدافك مع الحفاظ على العلاقات الاجتماعية القوية.
في عالم الأعمال المتسارع؛ حيث تتغير التقنيات والأسواق بسرعة. أصبحت القدرة على التعلم المستمر وتطوير الذات هي العامل الفارق بين النجاح والفشل.
كما أن التعلم ضروري لتعزيز القدرة الإنتاجية للفرد داخل المجتمع أو المؤسسة التي يعمل بها. فكيف يمكنك تحويل نفسك إلى متعلم مدى الحياة وتطوير مسيرتك المهنية بشكل مستمر؟
في هذا المقال نوضح طرق إتقان فن التعلم والتقنيات الفعّالة داخل بيئة العمل. بحسب ما ذكره محمد مكي. رئيس قسم التسويق في شركة كاتريون.
تقنيات فن التعلم الفعّال في بيئة العمل
لا يعتبر فن التعلّم أمرًا هيّنًا على الإنسان، بل انه يحتاج الى صبر واتباع تقنيات وطرق محددة. كما أنه يواجه صعوبات أيضًا، من تلك التقنيات ما يلي:
- تقنية فاينمان (Feynman Technique): تعتمد هذه التقنية على تبسيط المفاهيم المعقدة وشرحها بلغة بسيطة. تخيل أنك تشرح مفهومًا جديدًا لطفل، ستضطر إلى تبسيطه وفهمه بعمق لتتمكن من ذلك.
- نظام لايتنر (Leitner System): يساعدك هذا النظام على مراجعة المعلومات بشكل منتظم وفعال. كما أنه يعزز من استبقاء المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
- التذكر النشط (Active Recall): بدلًا من مجرد قراءة المعلومات، حاول استرجاعها من ذاكرتك. كما أن هذه الطريقة تعزز الفهم والتذكر على المدى الطويل.
نصائح عملية لتعزيز تعلمك المهني
من الجيد اتباع بعض النصائح العملية للوصول الى الهدف الأمثل، وهو اتقان فن التعلم الذاتي. والتي منها تلك النصائح:
- تنويع مصادر التعلم: لا تعتمد على مصدر واحد للمعلومات، بل استفد من الكتب، الدورات التدريبية عبر الإنترنت، الورش العملية، كما أنك يجب أن تتعلم من التجارب العملية.
- ربط التعلم بالعمل: طبق ما تعلمته مباشرة في عملك اليومي، فهذا يعزز الفهم، ويجعلك أكثر إنتاجية.
- التركيز على الفهم العميق: لا تكتف بحفظ المعلومات، بل حاول فهم الأسباب الكامنة وراءها.
- التخطيط للتعلم: خصص وقتًا منتظمًا للتعلم، وخطط لمشاريع تعليمية صغيرة لتحفيز نفسك.
- العناية بصحتك: النوم الجيد، التغذية السليمة. والنشاط البدني تساهم في تحسين قدرتك على التعلم. كما أنها تساعدك في تعزيز قدرتك على الاستيعاب.
لماذا التعلم المستمر مهم؟
للتعلم المستمر أهمية قصوى على المستوى الفردي والمستوى المؤسسي. كما أنه يساهم في تعزيز القدرة على الوصول إلى نتائج فعالة وتسبق نظائرها بخطوات. وتلك بعض الأسباب:
- التكيف مع التغيير: يساعدك التعلم المستمر على مواكبة التطورات التكنولوجية والتغيرات في السوق.
- الابتكار: كما يفتح لك التعلم المستمر آفاقًا جديدة ويحفزك على التفكير الإبداعي.
- الترقي الوظيفي: يعتبر الموظفون المتعلمون أصولًا قيمة للشركات، ويتم ترقيتهم بشكل أسرع.
وهنا يمكن لرواد الأعمال القول إن بقاء الأشخاص أو المؤسسات في صدارة هرم النجاح الوظيفي أو المالي. يكمن في قدرتهم على التعلم والتطور باستمرار. كما أنه في عالم يشهد تغيرات متسارعة، أصبح التعلم الذاتي ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار.
استراتيجيات فن التعلم الذاتي الفعال
وضع خطط واستراتيجيات من أجل فن التعامل الذاتي يساعدك على الوصول إلى هدفك في أسرع وقت بأقل مجهود.
كما انه يساهم في ترتيب الأفكار وتحديد سبل الإنتاج.
- تحديد الأهداف: تحديد الأهداف بوضوح وقياسها.
- اختيار المصادر المناسبة: كما أن استكشاف مختلف المصادر المتاحة (كتب، دورات عبر الإنترنت، مدونات، إلخ).
- تخصيص وقت منتظم للتعلم: اجعل التعلم جزءًا من الروتين اليومي.
- تطبيق المعرفة: ربط المعرفة الجديدة بالعمل العملي.
- البحث عن مرشد أو مجتمع للتعلم: الاستفادة من خبرات الآخرين.
أدوات وتقنيات فن التعلم الذاتي
لم يعد الحصول على شهادة جامعية هو الضمان الوحيد للنجاح المهني. بل أصبحت القدرة على التعلم والتكيف مع التغيرات هي العامل الفارق بين النجاح والفشل.
كما أن استخدام الأدوات الحديثة والبعد عن الطرق القديمة او التقليدية. يفيد في تحسين عملية التعلم المستمر، ومن أهم تلك التقنيات الحديثة ما يلي:
- التقنيات الحديثة: استخدام التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تساعد على التعلم.
- أدوات التنظيم: كما أن استخدام أدوات مثل مخططات كانبان أو تقنية بومودورو لتحسين الإنتاجية.
- التعلم التعاوني: المشاركة في مجموعات دراسة أو منتديات عبر الإنترنت.
التحديات وكيفية التغلب عليها
وكما أن فن التعلم له مميزات فإنه أيضًا يواجه تحديات وصعوبات تكاد تفتك به، ومنها:
- نقص الوقت: إدارة الوقت بفعالية وتحديد الأولويات.
- الدافع: تحديد الأهداف الشخصية والاحتفال بالإنجازات.
- التشتت: خلق بيئة عمل مناسبة والابتعاد عن المشتتات.
مستقبل التعلم الذاتي:
يتطلب سوق العمل الحالي مهارات جديدة باستمرار. من خلال التعلم المستمر، يمكنك مواكبة أحدث التطورات في مجال عملك، وبالتالي زيادة قيمتك المهنية.
كما أن العالم يتطور بوتيرة سريعة. حيث تظهر في الأفق سبل جديدة ومتطورة تواكب تلك السرعة ومنها:
- التعلم الاصطناعي: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير طريقة تعلمنا؟
- التعلم المختلط: دمج التعلم التقليدي مع التقنيات الحديثة.
- أهمية المجتمعات التعلمية: بناء شبكات مع المتعلمين الآخرين.
أمثلة ناجحة عمليًا بفضل التعلم المستمر
1. إيلون ماسك:
ايلون ماسك لا يقتصر على مجال واحد، بل يتعلم باستمرار ويتوسع في مجالات جديدة مثل الفضاء، السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة.
كما أسس شركات ناجحة مثل سبيس إكس وتسلا من خلال تطبيقه للمعرفة الجديدة التي يكتسبها باستمرار.
2. وارن بافيت:
يشتهر بافيت بقراءته المستمرة والتحليل الدائم للأخبار والتقارير المالية. كما أنه بفضل قراءاته الواسعة، تمكن من اتخاذ قرارات استثمارية ناجحة، وحقق ثروة طائلة.
3. مارك زوكربيرج:
ويولي زوكربيرج أهمية كبيرة للتعلم المستمر، ويحرص على تطوير مهاراته التقنية. كما ساهم تعلمه المستمر في تطوير منصة فيسبوك بشكل مستمر وإضافة ميزات جديدة.
4. أوبرا وينفري:
بدأت وينفري حياتها المهنية كمذيعة تلفزيونية محلية، ثم تطورت إلى واحدة من أغنى النساء في العالم بفضل تعلقها بالتعلم المستمر، وتطوير مهاراتها في الإعلام والتواصل. كما انها أسست إمبراطورية إعلامية ضخمة وبرنامجها الحواري الشهير.
5. آينشتاين:
لم يتوقف آينشتاين عن التعلم حتى بعد حصوله على جائزة نوبل. بل استمر في البحث والدراسة حتى وفاته.
كما أدت اكتشافاته العلمية إلى تغيير فهمنا للكون.
وفي الختام، فإن إتقان فن التعلم المستمر ليس مجرد عملية اكتساب معلومات جديدة، بل هو رحلة تحولية تؤثر بشكل كبير على حياتنا المهنية والشخصية.
كما أننا عندما نلتزم بتطوير أنفسنا باستمرار، نفتح أمامنا آفاقًا جديدة ونحقق نتائج ملموسة. ويعتبر الاستثمار في تطوير الذات هو أفضل استثمار يمكن القيام به.
إنه مفتاح النمو الشخصي والمهني. من خلال تبني عقلية التعلم المستمر وتطبيق الاستراتيجيات المناسبة، كما يمكن تحقيق أي هدف تخطط له.
كما أنه من خلال تطبيق هذه التقنيات والنصائح، يمكنك تحقيق النجاح المهني الذي تطمح إليه. وتذكر أن التعلم هو رحلة مستمرة، وليس وجهة.