إذا أردنا معرفة جدوى ما تجريه الشركات والمؤسسات المختلفة من أنشطة اجتماعية متنوعة؛ فسيكون لزامًا علينا أن نبحث في طرق قياس المسؤولية الاجتماعية ؛ فبدون ذلك لن نتمكن من معرفة مدى سيرنا في الاتجاه الصحيح من عدمه؟ وهل هذه الأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها هذه الشركة أو تلك تؤتي ثمارها، وتسهم في الدفع بالمؤسسة قُدمًا أم لا؟
كل هذه الأسئلة، وغيرها كثير بطبيعة الحال، هي التي تجعل من قياس المسؤولية الاجتماعية ضرورة قصوى؛ فبالتقييم يمكننا اختبار مدى فعالية أعمالنا وأنشطتنا، ومدى تأثير هذه الأنشطة في المجتمع الذي تعمل به المؤسسة.. إلخ؛ ولذا سنحاول، في العرض التالي، الإشارة إلى أبرز تلك الطرق التي يمكن، عن طريقها، معرفة جدوى المسؤولية الاجتماعية.
الأداء الاجتماعي
عندما تفلح المؤسسة في أداء أدوارها تجاه المجتمع المحيط _الذي تخدمه بشكل أساسي_ فسينعكس ذلك، إيجابًا، على مدى وكيفية أداء كل فرد فيها لدوره المنوط به.
وهنا أمر لابد من الإشارة إليه: إن الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية يعني أن أداء الموظفين سيكون أعلى وأفضل، ناهيك عن معدلات الرضا الوظيفي كذلك.
وليس هذا غريبًا، فمن غير المنطقي أن تسعى المؤسسة إلى إصلاح المجتمع وهي خَرِبة، ومحض حطام، ناهيك عن أن هذا الداخل (موظفي المؤسسة) هو قاعدة الانطلاق نحو الخارج وليس العكس.
حماية البيئة
واحد من بين المؤشرات التي تنبئنا بأن المؤسسة في الطريق الصحيح، وأنها تؤدي دورها الاجتماعي بشكل جيد هو حمايتها للبيئة، وسعيها الدؤوب إلى رد الضرر عنها، ومحاولاتها الجادة إلى جعل تأثير أنشطتها السلبي في أقل الحدود.
لن نجد، مثلًا، مؤسسة تلتزم بدورها الاجتماعي تُلّوث الهواء، أو تُصيب البحار والمحيطات بضرر.. إلخ، بل سنراها، على العكس من ذلك، تعمل على حماية هذه الموارد الطبيعية، والعمل على تنميتها واستدامتها.
خدمة المجتمع
ينبع الدور الاجتماعي لمؤسسة ما من إيمانها الراسخ بأن ثمة واجب عليها الوفاء به تجاه المجتمع الذي تعمل فيه، وعلى ذلك تكون المسؤولية الاجتماعية هي بمثابة تعبير عن التزام المؤسسة بإصلاح المجتمع، والأخذ بيده نحو التحسين والتنمية والتطوير.
فالعلاقة بين المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع هي علاقة طردية؛ فكلما أسهمت المؤسسة في خدمة مجتمعها المحيط، وكان إسهامها فيه إيجابيًا ونافعًا، كان معدل التزامها بالمسؤولية الاجتماعية أعلى والعكس، أيضًا، صحيح.
تطوير الإنتاج
إذا عدنا إلى إحدى القواعد الأساسية التي من المفترض أنها تحكم إيقاع أي نشاط تجاري، سنجد أن العميل/المستهلك هو أحد أهم أولويات المؤسسة، بيد أن الأمر لا يقتصر على رغبة تسويقية فحسب، وإنما إرضاء العميل/المستهلك هو أحد مؤشرات الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.
اقرأ أيضًا:
المسؤولية الاجتماعية للمشروع الناشئ.. عبء أم فرصة للنجاح؟