احتلت السعودية المركز السادس كأكثر الوجهات السياحية أمانًا بين دول العالم، في ظل جائحة «كورونا»، والوحيدة من بين دول الشرق الأوسط، وذلك حسب مقالة نُشرت في أحد المواقع الأجنبية المتخصصة، والتي أتت بعنوان: «أماكن آمنة للسفر أثناء جائحة (كوفيد – 19)». ويعتمد التصنيف معايير دول الاتحاد الأوروبي المشتركة لتنسيق القيود على السفر.
وكانت هذه الوجهات الست هي: أسترالیا، نیوزلندا، سنغافورة، زامبیا، كوبا، والسعودية. واعتمدت منهجية التصنيف _المتبعة في المقال سالف الذكر_ على المعايير الوبائية من حيث: قدرة الدول على احتواء الجائحة، وتحقيق استقرار خلال فترة طويلة من الزمن، وأيضًا كفاءة النظام الصحي؛ من حيث توفر السعة السريرية لغرف العناية المركزة والطواقم الطبية لرعاية المرضى.
واعتمدت منهجية التصنيف كذلك على الرصد والمتابعة؛ من حيث التوسع في فحوصات «كورونا»، ومراقبة وعزل الحالات.
اقرأ أيضًا: 3 معالم يمكنها تعزيز السياحة الداخلية في المملكة
جهود المملكة
تأتي هذه النجاحات بفضل الجهود الاستباقية الكبيرة التي اتخذتها قيادة المملكة لمواجهة الجائحة؛ حيث عكست المقالة المذكورة قدرة المملكة على احتواء الجائحة والحد من آثارها، وتحقيق الاستقرار على مدار فترة طويلة من الزمن، وهو ما يشير إلى الحجم الهائل للقدرات والإمكانات البشرية والطبية والفنية في المجال الصحي وتقدم البنية التحتية في البلاد.
وعكست الإجراءات التي اتخذتها السعودية لرصد ومتابعة الحالات من حيث التوسع في فحوصات «كوفيد – 19» ومراقبة وعزل الحالات، مدى الانتباه وعمق الحرص والاهتمام الذي تتمتع به الأجهزة الحكومية المعنية بمواجهة الجائحة.
وشملت جهود المملكة العديد من الجوانب لتقديم جميع الخدمات للمواطنين والمقيمين، ودعم القطاع الخاص، وتحفيز الأنشطة الاقتصادية للحفاظ على مستهدفاتها في الاستدامة المالية، وسلامة القطاع المالي والاقتصادي، وضمان وفرة الإمداد من المواد الغذائية والدوائية خلال جائحة فيروس كورونا.
ومن الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمواجهة تفشي الفيروس: تعليق الرحلات الجوية الدولية ورحلات الطيران الداخلية، وكذلك تعليق الحضور لمقار العمل في الجهات الحكومية عدا الجهات المستثناة، وكذلك في القطاع الخاص حتى إشعار آخر؛ وذلك في إطار جهود احتواء انتشار فيروس كورونا.
اقرأ أيضًا: بئر هداج.. رمز الكرم والعطاء من آلاف السنين
الوجهات السياحية الأكثر أمانًا
وكان المجلس العالمي للسفر كشف، في يونيو الماضي عبر موقعه الإلكتروني، عن الوجهات السياحية الأكثر أمانًا للسفر في الصيف 2020؛ وفق بروتوكولات سلامة العاملين في القطاع السياحي والزائرين؛ مؤكدًا أن السعودية وجهة آمنة للسفر والسياحة.
ويشمل البروتوكول الصحي في المملكة لمكافحة الوباء إعادة إنعاش القطاع السياحي لكامل سلسلة النشاطات السياحية، كما أدخلت المملكة بروتوكولات أمنية خاصة بالأفراد والمجموعات.
وقال المجلس: إن بروتوكولات السلامة التي وافقت عليها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ستساعد المسافرين في اختيار مكان للإقامة فيه، والذي سيلبي المعايير الدولية للنظافة والصحة.
اقرأ أيضًا: السياحة السعودية بين الثقافة والتاريخ
السيطرة على الوباء
ومن الناحية الإحصائية تراجعت حالات الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» بصورة ملحوظة في السعودية خلال الفترة الماضية؛ نظرًا للإجراءات الاحترازية والوقائية المعمول بها في البلاد لتسجل معدل إصابات يومية هي الأقل منذ 8 أشهر، مع تراجع الحالات الحرجة والنشطة في البلاد، ونسبة شفاء تتجاوز حاجز 96.9% من عدد الإصابات.
وأعلنت وزارة الصحة السعودية في بيان، قبل عدة أيام، عن تسجيل 220 حالة إصابة جديدة بالفيروس، ليصبح عدد الحالات المؤكدة في البلاد 356 ألفًا و911 حالة، من بينها 5018 حالة نشطة لا تزال تتلقى الرعاية الطبية، ومعظمهم حالتهم الصحية مطمئنة، و675 حالة حرجة.
اقرأ أيضًا: المملكة تتقدم في مؤشر السياحة العلاجية العالمي
النمو السياحي
وأصبحت المملكة من أسرع الدول نموًا على الصعيد السياحي في العالم، وفقًا لتقرير الأثر الاقتصادي الصادر عن مركز التجارة العالمي مؤخرًا.
فمنذ فتحت المملكة أبوابها لأول مرة أمام السياحة الدولية في سبتمبر 2019 حتى شهر مارس 2020، تم إصدار أكثر من 500 ألف تأشيرة سياحية، ومما يجعل ذلك الرقم لافتًا هو كون المملكة استطاعت جذب أكثر من نصف مليون سائح في فترة قصيرة،
وتمكن هؤلاء السياح من استكشاف مواقع التراث الخمسة لليونسكو في البلاد، بالإضافة إلى الاستمتاع بزيارة الشواطئ البكر والمناظر الجبلية والمدن الصاخبة، حتى إغلاق الحدود الدولية بعد تفشي فيروس كورونا.
ومع إعادة فتح المطارات للسفر داخل البلاد خلال الصيف الماضي أطلقت هيئة السياحة السعودية أكبر حملة سياحة داخلية في المملكة، (صيف السعودية)، والتي استهدفت 11 موقعًا مختلفًا.
وفي الأسابيع السبعة الأولى من إطلاق الحملة في 25 يونيو الماضي، بلغ إجمالي الإنفاق السياحي حوالى 6 مليارات ريال سعودي بزيادة قدرها 26% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وأبرمت هيئة السياحة السعودية عقود شراكة مع 90 شركة سياحة، والعديد من الفنادق ومنظمي الرحلات السياحية وشركات إدارة الوجهات؛ لتطوير 100 عرض وحزمة سياحية عبر نقاط أسعار متعددة للعائلات والمجموعات والمسافرين الفرديين، وشملت العروض ضمانات أكثر أمانًا وإجراءات احترازية للسياح للوقاية من فيروس كورونا.
بالإضافة إلى أن نجاح حملة «صيف السعودية» لهذا العام سيساعد المملكة في الاستعداد لاستقبال سياحها الدوليين مرة أخرى، بمجرد أن تُرفع القيود عن السفر إلى المملكة مرة أخرى بعد زوال جائحة (Covid-19).
اقرأ أيضًا:
تفاصيل رفع قيود مغادرة وعودة المواطنين إلى المملكة
الخطوط السعودية تدشن مبادرة “سفراء السعودية” للارتقاء بخدمات المطارات
السياحة في السعودية.. أجمل 5 أماكن