تريد ممارسة الرياضة ولعب اليوجا، فضلًا عن المشاركة في ماراثون الجري، وقيادة الدراجة والتجول الهادئ في الطرقات، لكن لا تعرف كيفية صنع وقت الفراغ؟ حسنًا أغلبنا كذلك؛ نريد القيام بالكثير من الأشياء ثم لا ننجز إلا القليل منها.
هذا هو السبب الذي دفعنا للحديث عن صنع وقت الفراغ، لكن قبل الغوص في المراد علينا أن نضع بعض الخطوط العريضة التي تحدد معالم الميثودولوجيا (المنهجية) التي سنتعاطى بها مع المسألة.
أولًا: ما ثمة عيب ولا مذمة في أن ترغب في فعل الكثير من الأشياء، ليس هناك أي خطأ في أن تتمنى أن تكون ممارسًا دائمًا للرياضة، وفي الوقت نفسه رائد أعمال مخضرمًا، علاوة على كونك كاتب رواية أو قصة لك ثِقل في هذا المجال.
وثانيًا: لن تتمكن من صنع وقت الفراغ بين عشية وضحاها، ستحاول كثيرًا قبل أن تظفر بالنجاح المنشود، وأن تضع قطار حياتك على سكة العلو. وأخيرًا وليس آخرًا: لك أن تعلم أن حياتك أمرها موقوف عليك، وأنه يمكنك دفعها في المسار الذي تريده، لك الحرية أن تنجح أو تفشل، الخيار متروك لك.
اقرأ أيضًا: تنظيم جدول الأعمال.. كيف تعمل بذكاء؟
طرق صنع وقت الفراغ
الآن بعد أن حددنا طريقة نظرنا للمسألة، آن الأوان لكي نفصح عن بعض الطرق التي تساعدك في معرفة كيفية صنع وقت الفراغ، وهي تلك المهمة التي ينهض بها «رواد الأعمال» وذلك على النحو التالي..
-
ألقِ نظرة على حياتك
لا يمكنك صنع وقت الفراغ ولا حتى التقدم في أمر ما بشكل عام من دون اتخاذ خطوة إلى الوراء، بدون مساءلة الماضي، ومحاكمة العادات المألوفة. أنت تريد أن تبدو حياتك على غير ما هي عليه. وذاك هدف مشروع إن لم يكن محبذًا، فتلك الرغبة هي وقود كل تغيير.
ما عليك فعله الآن إذًا هو أن تلقي نظرة فاحصة وموضوعية على حياتك، وتسأل نفسك: هل هذا ما كنت تريده دائمًا؟ كيف ستصل إلى حيث كنت تريد دائمًا أن تكون؟ ما الذي تستمتع بفعله ولكن ليس لديك وقت كافٍ لفعله؟ ما الأشياء التي تملأ يومك بالفعل؟ هل هناك أشياء يمكنك حذفها أو تقليلها؛ لتوفير المزيد من الوقت؟
بهذا ستتعرف على استراتيجية الحذف والإضافة: أي حذف ما لا فائدة منه، والذي لا يعمل سوى على إهدار الوقت، في حين ستعمل، على الناحية الأخرى، على إضافة عادات وسلوكيات جديدة، تجعل حياتك أكثر إثمارًا وتجعلك أكثر إنجازًا.
اقرأ أيضًا: مشكلات تنظيم الوقت.. العائق أمام تحقيق النجاح
-
قل «لا»
هاتفك الآن يدق، وثمة زميل أو صديق يرسل إليك رسائل على الواتس آب أو “فيسبوك”، وثالث يثرثر معك فيما لا يجدي، لكنه الصباح، فاتحة اليوم ووقت العمل، ماذا لو رددت على الهاتف، وأجبت صديقك وانخرطت في الثرثرة معه؟ لن تجد وقتًا للعمل، وستفشل في حياتك المهنية والشخصية كذلك.
لكن ما الحل؟ ما الطريق إلى صنع وقت الفراغ؟ قل «لا» يا صديقي، ولا تخش شيئًا، لست معنيًا بإصلاح العالم، ولا مطلوبًا منك ذلك، كل ما عليك فعله أن تفعل ما هو مطلوب منك، وأن تنجح فيه.
ومن ثمة لا خشية من الرفض، لا خوف من أن تقول للناس “لا”، ارفض إذًا كل ما هو غير متوافق معك ومع خططك، هذا أنفع لك وللناس، لكن على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: مشتتات الانتباه.. فيمَ تهدر وقتك؟
-
تخلص من الإلهاءات
ويلتحق بما قلناه في النقطة السابقة _خاصة إذا كنت تسأل حقًا عن كيفية صنع وقت الفراغ_ أن تتخلص من الإلهاءات والمشتتات الكثيرة التي تملأ حياتنا: الحياة الآن فيها من الإلهاء ما يكفي لحرف أكثر الناس اجتهادًا عن مساره.
تلك قدرة كبرى أن تتخلص من الإلهاءات والمشتتات، وأن تنخرط فيما يجب عليك النهوض به، وستجد كيف أنك _ بعد التخلص من هاته الإلهاءات_ ستفلح في استراتيجية صنع وقت الفراغ تلك.
الحياة يا صديقي، كما تتبدى في شكلها الأكثر وضوحًا، حذف وإضافة، والحكمة أن تعرف ما هي الأشياء التي عليك التخلص منها، وما هي تلك التي عليك إضافتها إلى حياتك. املأ حياتك بما هو نافع ومفيد، لكن طهّر الأرضية أولًا، تخلص من كل الفائض والزائد، وستدرك حقًا أن صنع وقت الفراغ أمر ممكن.
اقرأ أيضًا: تنظيم الوقت.. الطريق إلى تحقيق النجاح
-
هل يُصنع الفراغ حقًا؟
إن الوقت المتوفر لدينا لا يزيد ولا ينقص، إنه جوهر ثابت لا يتغير، فكيف إذًا نتحدث عن صنع وقت الفراغ؟ إذ يبدو الأمر وكأن هذا في الإمكان، أي كأنه من الممكن فعلًا أن نضيف الكثير من الوقت إلى حياتنا القصيرة.
ليس الأمر على ما يبدو، ولا وفقًا لهذا الطرح، للمسألة منظور آخر، أظن أننا تطرقنا إليه فيما مضى، وهو باختصار على النحو التالي: تخلص من الفائض، ومما لا جدوى منه، وستجد مساحة لديك لتنجز كل آمالك وتمارس كل هواياتك.
لكن لا تنس أن الفراغ يبدأ من القلب أولًا، وكلما كان عقلك أكثر تنظيمًا امتلكت الكثير من الوقت لنفسك وطموحاتك، تلك هي كلمة السر في موضوع صنع وقت الفراغ.
اقرأ أيضًا:
مهارات الاتصال وتوفير الوقت المهدر
4 نصائح لتنظيم الوقت.. كيف تدير حياتك؟