سعد السمار: نقترح التسوق بالدرونز للحد من تفشي وباء كورونا
عالية بانصر: تم اختيار مشروع “المتسوق الذكي” من بين 2000 فكرة في هاكاثون كورونا
الأزمة هي معين الأفكار الذي لا ينضب، ولا يكون رائد الأعمال حقيقًا بهذا الوصف إلا إذا استطاع تحويل المحنة إلى منحة، وتمكن من محاورة الواقع المأزوم بأفكاره، وفي هذا السياق بالضبط تتموضع فكرة «المتسوق الذكي» أو التسوق بالدرونز التي قدمها الشابان السعوديان سعد السمار وعالية بانصر، ضمن فعاليات هاكاثون كورونا في السعودية.
تأتي أهمية هذه الفكرة الرائدة _ التسوق بالدرونز _ ليس فقط من مجرد سعيها إلى التأقلم مع أزمة فيروس كورونا الحالية، وإنما من وضعها الإنسان في قلب اهتمامها؛ فالهدف الأساسي من هذه الفكرة هو الحد من انتشار العدوى؛ عبر تقليل احتكاك الناس ببعضهما في المتاجر الغذائية.
ويهدف المشروع إلى استخدام تقنية الدرونز والتطبيقات الذكية في تحسين تجربة المتسوق في محال التجزئة؛ لتقليل انتشار العدوى بين الناس؛ لا سيما أن 50% من الإصابات اليومية بفيروس كورونا تأتي من المخالطة في محال التموينات والمواد الغذائية.
فكرة المشروع
وفي حديثه إلى «رواد الأعمال» قال سعد السمار؛ المؤسس المشارك في المشروع، إنهم يعملون على تطوير نموذج عمل جديد لمحال التجزئة؛ عن طريق الطلب المسبّق من قِبل المستهلك، ثم الذهاب لاستلام السلع من المتجر بدون الحاجة إلى التواجد داخل المتجر، وجمع المنتجات، والتواصل الجسدي مع الآخرين.
وأضاف أن المتجر، وفقًا للفكرة التي يطرحها المشروع، سيخصص موظفًا (المتسوق الذكي) لجمع الطلبات باستخدام تطبيق الهواتف الذكية، يوضح له جميع الطلبات الخاصة بالمستهلك.
وذكر “السمار” أنه سيتم، في هذا المشروع، الاستعانة بطائرات الدرونز؛ التي يتم برمجتها مسبقًا؛ لمساعدة الموظف في جمع السلع والمنتجات بسرعة وكفاءة، ثم يتولى التطبيق إشعار المستهلك بجاهزية طلبه، على أن يرسل المستهلك بدوره إشعارًا عبر التطبيق حال وصوله.
وقال إنه سيتم إيصال هذه السلع التي يقل وزنها عن نصف كيلو عن طريق طائرات الدرونز، أو من خلال إيصالها إلى سيارة المستهلك، دون أن يكون هناك أي تواصل جسدي بين الموظف والمستهلك.
وذكر سعد السمار أنه مع الارتفاع المتسارع لمعدل انتشار فيروس كورونا، اتخذت الحكومة السعودية مجموعة من الإجراءات الوقائية التي كان لها تأثير في نشاط التموينات، وبيع المواد الغذائية، وفي المستهلكين الأفراد.
وأوضح أنه كان من أبرز هذه القرارات: منع التجول، والسماح بالخروج (8 ساعات فقط) من أجل الضرورة؛ ما أدى إلى:
* تقليل ساعات العمل لبعض محال بيع المواد الغذائية من (24 ساعة ) إلى (8 ساعات).
* الازدحام على محال بيع المواد الغذائية في فترة سماح التجول؛ ما يجعل المستهلك قد
ينتظر من (15-30)دقيقة قبل دخول المتجر.
* الضغط على شركات التوصيل؛ حيث قد يستغرق توصيل الطلب أسبوعين وبعض المحال
اعتذرت عن عدم التوصيل.
وقال “السمار” إن الحل الذي قدمه هو وزميلته “بانصر” من خلال هذا المشروع تمثّل في تغير نموذج العمل لنشاط التموينات وبيع المواد الغذائية عن طريق:
1- استخدام الدرونز في تحديد المنتجات المطلوبة داخل المتاجر.
2- استخدام الدرونز في توصيل المنتجات إلى سيارة المستهلك.
3- استخدام تطبيقات الهواتف الذكية في تغيير نموذج العمل.
الجهات الداعمة
من جانبها، ذكرت عالية بانصر؛ الشريك المؤسس في المشروع، في حديثها لـ “رواد الأعمال”، أنه تم اختيار فكرة مشروع المتسوق الذكي من بين 2000 فكرة مُقدمة لهاكاثون كورونا الذي عُقد مؤخرًا بالمملكة العربية السعودية، لافتة إلى أن الـ 100 فكرة مشروع الفائزة في الهاكاثون ستحظى بدعم يقدر بحوالي 30 مليون ريال.
وأضافت أن هناك الكثير من الجهات الداعمة لهذه الأفكار؛ منها على سبيل المثال هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى جهات خاصة أخرى.
وقالت “بانصر” إنهم يجرون، حاليًا، دراسة وافية حتى يتسنى لهم تطبيق الفكرة في أقرب وقت، لافتة إلى إنهم يركزون على استدامة هذا المشروع في المستقبل.
تغيير نموذج العمل
من أكثر ما يلفت النظر في هذه الفكرة هو كيفية تعاطيها مع الأزمة الحالية، وما نتج عنها من إجراءات، فالأزمة _أيًا كان شكلها ونوعها_ هي مختبر ريادي؛ من جهة كونها تختبر تلك الطريقة التي سنتجاوب بها معها، فرد الفعل هو الحاسم، وهو الذي سيكشف رائد الأعمال الحق ممن سواه.
وجاءت فكرة “السمار” و”بانصر” في إحداث تغيير تام في النسق، أي نسق العمل، وطرح نموذج عمل جديد، قائم على التقنية والابتكار، وهو الأمر الذي يعني أن هناك الكثير من أواصر الصلة بين التقنية ووسائطها المختلفة والحلول المبتكرة التي تعمل على إحداث فرق حقيقي، ومعالجة مشكلة قائمة بالفعل، وهذا هو جوهر ريادة الأعمال.
التسويق الذكي والمسؤولية الاجتماعية
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد هو أنه هذه الفكرة ستتمكن _حال تطبيقها_ من تغيير نمط وطريقة التسويق؛ إذ سيمسي تسويقًا أكثر مسؤولية اجتماعية؛ ولنلاحظ أن الفكرة الأساسية للمشروع نشأت من أجل الحد من انتشار العدوى؛ حفاظًا على صحة الإنسان وسلامته.
سنكون، إذًا، بصدد نمط جديد من التسويق، ناهيك عن أن المسؤولية الاجتماعية، بكل ما تنطوي عليه من مبادئ وأسس، سيتم تطبيقها في هذا المشروع الناشئ وبشكل فاعل ولافت، وإلا فهل هناك أهم من الحفاظ على الإنسان؟!
اقرأ أيضًا:
“تصنيع أجهزة التنفس الصناعي”..حماية للإنسان والمستقبل الاقتصادي
“صلاح صبغة” للموردين وملاك العقارات: “نحتاج فزعتكم معنا”
كورونا يكشف الوجه الإنساني لـ «أثرياء العالم».. ماذا قدموا؟