بعد قرار سعودة مجال قطع غيار السيارات، اتجه كثيرٌ من الشباب السعودي إلى تطوير أنفسهم في مجال المهن الحرفية المتعلقة بميكانيكا السيارات؛ فتميز بعضهم، رغم معاناتهم من نظرة البعض إليهم، وتحملهم مشقة هذه المهنة في جميع الأجواء؛ لذلك التقينا بالشاب السعودي زياد العلي الذي أشاد كثيرون بإتقانه لمهنته، فكان معه هذا اللقاء، الذي تحدث فيه عن طموحاته…
كيف كانت بدايتك في مهنة الميكانيكا؟
منذ الثامنة من عمري، كنت أحضر للمحل المتخصص في بيع قطع السيارات، فأخذني شغف المهنة تجاه صيانة السيارات، فكنت اسأل عن كل شيء متعلق بالسيارات. ولما بلغت الثانية عشرة من عمري، بدأت في مساعدة الميكانيكيين؛ من أجل التعلم منهم، ثم بعدها التحقت بالكلية التقنية، قسم صيانة المحركات.
ماذا أضاف لك التعليم الجامعي؟
تعلمت من الكلية العمل الأكاديمي وأساسيات العمل التطبيقي، ثم حصَّلت الباقي بنفسي؛ إذ يوجد بالكلية كوادر وأجهزة متقدمة، ولكن ينقصها بعض الدورات المتقدمة في مجال صيانة السيارات؛ إذ ينبغي الحرص على تعليم الأنظمة القديمة، ثم الحديثة؛ لأن الأدوات الحديثة هي إصدار متقدم من السابق.
تخرَّج كثيرٌ من الميكانيكيين في الكليات التقنية، فلماذا لا نشاهدهم في سوق العمل؟
لأنهم يتجهون إلى الشركات الخاصة والدوائر الحكومية، كما أن بعضهم موظفون في الصباح، ولديهم مشروعاتهم الخاصة في المساء، ولكن من يعشق ميكانيكا السيارات، سيقدم مشروعه الخاص على الوظيفة، خاصة وأن كثيرًا من الجهات الحكومية تدعم المهنيين، وتساعدهم على افتتاح مشاريعهم الخاصة.
إذا طلب منك شاب تعلم مهنة الميكانيكا، فكيف تساعده؟
أتمنى ذلك، لكن لم يحضر أحد. وعندما أتحدث إلى بعض الشباب، أجدهم لا يعرفون ماذا يريدون؛ وذلك يرجع لخطأ طريقة التعليم؛ إذ كان من المفترض أن يعرف الطالب أهدافه وفق ميوله ومهاراته، فإذا عرف ماذا يريد، فسوف يعرف كيف يبدأ.
ما هي أوقات عملك، وكيف تنسقها مع حياتك الاجتماعية؟
ساعات الدوام من التاسعة صباحًا إلى التاسعة مساءً يوميًا عدا الجمعة. وكل يوم في نهاية الدوام أفاجأ بانتهاء وقت الدوام، دون أن أشعر؛ وذلك لما أجده من متعة في عملي.
المملكة متجهة إلى صناعة السيارات وفق رؤية 2030، فما تعليقك؟
لا أشعر فقط بسعادة تجاه ذلك، لكن كنت أتمناه منذ زمن، فقد ساهمت رؤية 2030م في بعث الأمل لدى الشباب بشكل عام، والمهتمين بقطاع السيارات بشكل خاص؛ لما يوفره مجال صناعة السيارات من تنافس عالمي، لاسيما وأن العقول العربية المبدعة لم يتوفر لها المناخ المناسب في هذا المجال الجوهري، كما أن قطع الغيار سوف تصبح متوفرة، وبسعر أقل.
عندما تتعطل سيارة ويحتار صاحبها من تشخيص الميكانيكيين، فبم تنصحه؟
إن سوق صيانة السيارة ضخمة، فتذخر بالمهرة، وغير المهرة، والمحتالين؛ لذا أنصح صاحب السيارة، إذا كان العطل يتعلق بالكهرباء والبرمجة، فعليه التوجه إلى فحص الكمبيوتر؛ حيث ساهمت التقنية اليوم في سرعة اكتشاف المشكلة واقتراح الحلول، أما إذا كانت المشكلة ميكانيكية، فمن الأفضل البحث عن ميكانيكي ذي خبرة.
بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة، هل حضرت إحداهن لصيانة سيارتها، وهل تستطيع التعامل معك؟
من الممكن أن تعمل المرأة في مجال برمجة السيارات أو الصيانة الخفيفة، ولكن تحتاج إلى وقت، أما عن الزبائن فقد حضر كثيرات منهن لصيانة سيارتهن، وكان الأمر طبيعيًا.
هل لديك هوايات أخرى؟
ليس لدي هواية غير السيارات وما يتعلق بها، فعندما أكون في المنزل أتابع قنوات السيارات في التلفاز واليوتيوب، وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي المحلية والعالمية. وكم أسعد بجودة القنوات السعودية، التي أتمنى لها مزيدًا من النجاح.