كشفت ريم بنت حسن الخناني؛ مستشارة الموارد البشرية، لموقع “رواد الأعمال”، عن أهم التحديات التي واجهتها، كما أوضحت كيفية التعامل السليم في المؤسسات، مؤكدة أنها شابة مجتهدة طموحة، تسعى لحجز مكان وإضافة بُعد جديد لعالم الاستشارات في مجال الموارد البشرية.
- ما أبرز التحديات التي واجهتك عند تأسيس مشروعك؟
التحديات هي ما يضفي طعمًا رائعًا على الرحلة.
أعود بالزمن، فأتذكر القلق ابتداء من فكرة الاستقلالية وخوض معترك العصامية في قطاع الأعمال، مرورًا بإنشاء هوية للشركة، الأمر الذي تطلب فكرًا إبداعيًا ومحاولة للتميز عن الدارج في سوق العمل، وانتهاءً ببناء العلاقات للحصول على أول عقد مشروع.
- كيف كانت بدايتك في مجال العمل الخاص؟
كانت مزيجًا من الحماس والاندفاع في بداية الأمر، ثم تأرجحت ما بين اليقين واللا يقين، إلى أن اشتد عود الشركة وأصبح لها اسم وشريحة لا بأس بها من شركاء النجاح في أقل من 3 سنوات بدعم عائلتي التي أراها سبب تألقي الأول بعد توفيق الله، ولا أنسى فضل شريك الرحلة أخي وزميلي “علي المطيري” الذي كان له في فيها مثلما كان لي إن لم يكن أكثر.
- حدثينا عن آلية العلاقة مع الموظفين.
لو لديك موظف مسؤول عن الرواتب، وآخر مسؤول عن إصدار التصاريح، وثالث مسؤول عن التوظيف. هل تأثير غياب أحدهم لمدة معينة أكبر؟ أم غياب رئيس الشركة؟ تلك هي أهميتهم! هم العصب والرئة والعقل، هم من يعطي الشركة القدرة على الحركة؛ ولذلك أختصر وصف علاقتي مع الموظفين بكلمة واحدة: الامتنان.
- ما صفات الموظف الناجح والمبدع؟
هي مجموعة من الصفات لا حصر لها في نظري، إنما هي مزيج من النعم، والقيم، والتوقيت الجيد مع شيء من التوفيق، وكل موظف يكتسب أو تجتمع فيه توليفة من هذه العناصر. وإجمالًا الناجح في العمل هو من استطاع الحفاظ على إنسانيته وفطرته السليمة التي تتمثل في الطموح وروح التعاون وحب الخير للجميع، مع الحرص الدائم على إخضاع رأسه للعلم والتعلم. فهذا هو الاستثمار الحقيقي للوصول لمرحلة التميز ومنها إلى الإبداع.
- حدثينا عن كيفية التعامل السليم في المؤسسات؟
قيم المؤسسة من قيم قادتها؛ لأن أفكارهم وأخلاقهم تنعكس على ثقافة الشركة على الأرض. ومن جملة ذلك: القيم التي تحكم التعامل بين الموظفين بالمؤسسة. فالعدل قيمة، والمصداقية قيمة، والإلهام والتقدير وغيرها قيم كثيرة تحكم أطر التعامل السليم بالمؤسسات. وفي رأيي فإن جوهر ذلك كله هو قيمة صناعة الإنسان التي أعدها أصعب صناعة. فإن صلحت، صلحت باقي القيم وكان ذلك حجر الأساس لبناء أصول التعامل السليم بالمنظمة، والأجمل أن تنجح في تبني موظفك نفس قيم التعامل السليم وتطبيقها خارج مناحي حياته العملية.
- هل تعتقدين أن شركات الشرق الأوسط ستتعافى بمجرد إعادة فتح الاقتصاد؟
ليس فقط شركات الشرق الأوسط، وإنما العالم أجمع، حيث أثبتت دراسة -اطلعت عليها- أن أغلب القطاعات ستحتاج إلى 24 شهرًا في المتوسط لتبدأ رحلة العودة للتوازن بشكل جزئي. مثل قطاع الطيران المدني، خاصة في ظل الظروف التي فرضتها الجائحة من احترازات وقائية كالتباعد الذي سيقلل من عدد المسافرين في الطائرة الواحدة إلى 60%، وهذا يعني التخلي عن 40% من الإيراد المتوقع في الظروف الطبيعية.
قطاع الحج مثال آخر، فالأعداد ستكون محدودة جدًا وهذا سيؤثر بشكل مباشر في الدخل، فضلًا عن تكلفة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن أثر وباء فيروس كورونا سيمتد لعقود من الزمان.
- كيف أثر الوضع الاقتصادي بهذا العام في النظام البيئي والشركات الناشئة؟
أحد أهم المظاهر التي لفتت انتباهي وقت بداية الجائحة، هو تصريح وزير المالية عن اعتماد الدولة على السيولة المتوفرة في البنوك وقدرتها على ضخ الأموال في البلد للحفاظ على التوازن الاقتصادي. فالحمد لله، الأوقات الصعبة هي المحك الأساسي لبيان صلابة وثبات الدول. هذا على مستوى الدولة، وهو مؤشر جيد يدل على عدم اختلاف قدرة الدولة على توفير التمويل.
أما على مستوى الفرد وبيئة العمل، فالأمر منقسم إلى فسطاطين حسب مجال العمل، الأول: أن أغلبية الشركات تأثرت سلبًا بشكل كبير بسبب غلق الحدود، وبالتالي توقف الاستيراد وحركة نقل البضائع، بالإضافة إلى أوامر الحظر وإغلاق أغلب المنشآت في أغلب محالات العمل. والثاني: هناك قطاعات انتعشت بشكل مثير للاهتمام كشركات التأمين الصحي؛ حيث تم تقنين العمليات والمراجعات الطبية غير الملحة، ما أدى إلى وفرة المصروفات بشكل ملحوظ، وشركات الأدوية والأدوات الطبية والبحوث والدارسات كلها أمثلة لقطاعات تأثرت إيجابًا بالوضع الراهن.
كرائدة أعمال، ما هي الدروس الرئيسية التي تعلمتيها من 2020 حتى الآن؟
كإنسان، أن الصحة هي النعمة الأغلى التي يجب على الجميع الاستثمار الحقيقي فيها؛ لأن “المناعة” كنز لا يفنى.
وعلى مستوى العمل، تعلمت أن الصبر والهدوء وقت الأزمات يساويان قنطارًا من الذهب. تعلمت أن بذل الوقت الكافي في التخطيط العميق المدروس يؤتي ثماره في الأوقات الصعبة، وتعلمت أيضًا أن المرونة في الاستجابة للمتغيرات الخارجية هي مهارة أساسية وطوق نجاة للشركات.
- ما نصيحتك لرواد الأعمال في ظل البيئة الحالية؟
صحيح أن التحديات،خاصة القهرية منها، تُعد مسألة صعبة، ولكنها على مدار التاريخ دائمًا ما تأتي بفرص؛ لذلك أحث الجميع على اغتنام هذه الفرص وأنصح بالتالي:
أولًا: الاستثمار، وعدم ترك الأموال في البنوك أو استخدامها لتمويل المشاريع. أقل القليل هو ربط السيولة في وديعة.
ثانيًا: الإبداع، ما حدث من تغيير على طبيعة الأعمال اليوم بسبب الجائحة يتطلب منا جميعًا وقفة لإعادة تعريف الأمور بشكل أكثر إبداعًا، فكم من شركة وقطاع حققا تخفيضًا ليس بالبسيط من خلال إعادة هيكلة الميزانيات وخفض التكاليف.
ثالثًا: التقنية، فالتكنولوجيا اليوم حلت تقريبًا محل وظائف كانت تعتمد على العنصر البشري كوظيفة الصيدلي وأمين المستودع، ومن ناحية أخرى وفرت وظائف جديدة بمهارات وجدارات جديدة، كالذكاء الاصطناعي وذكاء الأعمال وغيرهما.
مشاعل العنزي
اقرأ أيضًا:
5 وظائف لإدارة الموارد البشرية
إبراهيم الفريح يضع خطة لتعامل الشركات مع الموظفين عند العودة للمقار
قائمة بأهم الوظائف في المستقبل