إن تنمية الأعمال وتطويرها ودمجها بالعمل التجاري، بتقنيات التغيير المستمرة، والسعي الدائم وراء التطوير، من أهم أسباب الحفاظ على العمل؛ وهو ما يؤثر حتمًا على استمرارية رواد الأعمال عبر توفير فرص عمل في جميع القطاعات، وفي جميع مراحل نمو المشاريع ، مع تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات المحلية عالية الجودة ، يليها الانتقال إلى التصدير؛ الأمر الذي يعكس التقدم الذي تشهده السعودية.
من هذا المنطلق، نرى جملة مستجدات، تبدأ من البذور وتنتهي بجمع المحصول. والسؤال: كيف يمكن لرواد الأعمال البقاء مستمرين؟. والإجابة: بالاندماج في السوق، والتخلص من الأزمات، ودخول السوق بأفكار ومشاريع رائدة تسهم في دفع عجلة الاقتصاد والنمو وتحقق الاستدامة، مع البعد عن الوظائف الحكومية أو الخاصة، والاتجاه إلى العمل الحر، للمساهمة في تنويع الركائز الاقتصادية، وتوفير فرص عمل في مشاريع جديدة مبتكرة.
وقد سعت رائدات الأعمال إلى تكوين مجتمع منهن؛ لدعم وتحفيز وإنشاء مشاريع تجارية ناجحة، وتزويد السيدات بالمهارات الرئيسة لتأسيس وتطوير المشاريع، وزيادة عدد المشاريع النسائية، وزيادة من فرص التعاون مع مختلفة الجهات؛ لتقوية المشاريع الريادية للمرأة، وزيادة عدد مشاريعهن الناجحة، وتسهيل نقل المهارات بينهن، وفتح مجالات التعاون بين سيدات الأعمال محليًا وعالميًا، مع عرض الفرص المتاحة لهن للمشاركة في الاقتصاد، وربط مشاريعهن مع جهات عالمية، بهدف لنقل المعرفة.
ومن المهم في هذا الإطار، صقل المهارات الاحترافية، وتحقيق الاستدامة بتخطي المعوقات التي تؤثر على استمرارية الأعمال وزيادة عدد الشركات لتوفير وظائف تسهم في رفع إجمالي الناتج المحلي.
وللرياديين فرص متنوعة من حيث التطوير، لاسيما التطوير الذاتي، فكل ما يمكن أن يسهم في تطوير الذات، يرفع من نسبة العمل التجاري، لما للسمات الشخصية من تأثير على سير العمل، والتعامل مع الآخرين والتخلص من المشكلات، وتحقيق الأداء الفعال ذي التنمية الحقيقية. ومع مرور الوقت، تتبلور صور حديثة ذات أنماط متعددة، ضمن إطار يسهم في تحقيق “التنمية المستدامة”.
وضمن مفهوم تنمية الأعمال، تأتي عملية تطوير الأعمال، والتي تشمل تقنيات متعددة، صممت من أجل تنمية المشاريع التجارية؛ كتقييم الفرص التسويقية والأسواق المحتملة والمستهدفة، وجمع المعلومات عن الزبائن والمنافسين، ودراسات الجدوى الاقتصادية التي يعدها الخبراء.
ويرتكز تطوير الأعمال على تقييم العمل وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من خلال توظيف التسويق والمبيعات وإدارة المعلومات، إضافة إلى الجودة. ويوصي الخبراء باستراتيجية مفصلة لنمو الأعمال تشتمل على مهارات مالية وقانونية وإعلانية، مع ضرورة الإبداع في مواجهة المعوقات الجديدة وغير المتوقعة؛ ما يساعد على النمو المستدام.
ويهدف تطوير الأعمال إلى ثلاث نقاط أساسية هي :التطوير الاستراتيجي، وتحسين الإجراءات وزيادة المبيعات, وتقليل الوقت والتكلفة؛ إذ تشير الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا المجال إلى أن تطوير الأعمال في عصرنا الحالي يعني التطوير التقني؛ مثل أساليب التواصل، وخدمة العملاء، وتسهيل الإجراءات؛ وهو ما يتطلب كوادر بشرية مؤهلة لتحسين سير العمل في المنشآت لتحقيق الهدف المنشود.
وكثيرًا ما ترتبط الغاية لدى رواد الأعمال بالمهارات الذاتية، فاكتساب المهارات الشخصية يحقق الهدف الشخصي القادر على تجاوز أزمات العمل، والتعامل مع المستجدات، دون فقدان شيء يؤثر على سير العمل.
وقد حقق كثير من رواد الأعمال طموحاتهم عبر تنويع الفكر التجاري، والذي ينم عن تحديث مستمر لنشاط المنشأة؛ من خلال طرح أفكار تتناسب واحتياجات سوق العمل، مع تطبيقه باحتراف وليس بشكل تجاري؛ ليكون لدينا نقطة انطلاق تحفزنا بصورة مستمرة، وهو ما لا يأتي إلا من خلال الأداء الفاعل ذي الناتج المرتبط بالجودة والكفاءة.