منذ مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يوم 26 رمضان 1438 هـ ليصبح وليًا للعهد تشهد المملكة الكثير من القرارات الصائبة، التي بدأت بالإعلان عن رؤية 2030 الطموحة، وتحسين حقوق المرأة، وعقد التحالفات الإقليمية، مرورًا بالاستراتيجيات والبرامج التنموية العملاقة في مختلف القطاعات: الاقتصادية، التعليمية، الصحية، الاجتماعية، الصناعية.
ينقضي عام وآخر يأتي ليسطر في صفحاته أبرز الإنجازات التي يُحققها سمو ولي العهد؛ بفضل مهارته القيادية، وحنكته الإدارية، وقراراته الصائبة على المستويين المحلي والعالمي في جميع المجالات؛ حيث تأتي كل هذه الإنجازات وفقًا للمحاور الرئيسية التي تعتمد عليها رؤية المملكة 2030 التي أطلقها لجعل المملكة محورًا رئيسيًا من محاور القوة الاقتصادية.
أراد سمو ولي العهد بإطلاق رؤية المملكة 2030 إحداث تحوّل على الصعيد الاقتصادي، بالتركيز على تنويع مصادر الدخل القومي، وعدم الاعتماد على النفط فحسب، بل فتح آفاقًا جديدة في الاقتصاد السعودي، تضمن الاستدامة، وتجذب الاستثمارات المحلية والعالمية إلى المملكة؛ للنهوض بالاقتصاد السعودي، بعد تهيئة المناخ المناسب في كل مجالات الاقتصاد والأنشطة التجارية وتقديم الدعم.
الرؤية والريادة
أولت رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد، ريادة الأعمال مكانة خاصة، وعوَّلت بشكل واضح وصريح على دعم رواد الأعمال في صناعة مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا.
تضمنت الرؤية رسائل خاصة موجّهة لرواد الأعمال، فهم القوة الاقتصادية المقبلة؛ من أجل استغلال طاقاتهم ودعم مشروعاتهم.
وكان إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أحد مخرجات هذه الرؤية المباركة، التي عملت وبشكل حاسم ووتيرة متسارعة على مراجعة الأنظمة واللوائح، وإزالة العوائق، وتسهيل الحصول على التمويل، ودعم رواد الأعمال في تسويق أفكارهم ومنتجاتهم؛ فمن خلالها يستطيع رواد الأعمال تعلّم المهارات، وفيها يحظى الابتكار بالتشجيع والرعاية.
مؤسسات وهيئات
على الجهة الأخرى أراد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أن يعمل وفق أسس ومنهجيات واضحة، وينطلق من أرضيات لا تعتمد على أفراد، ومن ثم ركز على الدعم المؤسسي، فأنشأ هيئات ومؤسسات لا همَّ لها سوى دعم رواد الأعمال والدفع بهم قُدمًا، ومن هذه الهيئات نذكر ما يلي..
- «مسك الخيرية»
مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية المعروفة بـ «مسك الخيرية» هي عبارة عن مؤسسة غير ربحية، أنشأها الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ويرأس مجلس إدارتها.
تعمل «مسك الخيرية» على إتاحة التعليم للمجتمع في كل المجالات؛ من بينها: المجالات الأدبية والثقافية، العلوم الاجتماعية والتكنولوجية، مجالات الأعمال.
وهي تتولى كذلك عقد الشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية، التي بدورها تقدِّم الدعم للمشاريع الناشئة؛ وذلك بهدف تحقيق التطور والتقدم في المملكة، وزيادة مساهمتها الفاعلة؛ من خلال المشاركة في اللجان والعضويات الدولية.
وتستثمر «مسك الخيرية» في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات الشباب السعودي، كما تم إطلاق مسَرِّعة «مسك 500»؛ للعمل على تقديم خدمات الدعم والمساندة لمشاريع الأعمال الواعدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يذكر أن البرامج المنبثقة من مسار «مسك الريادة» حتى الآن هي: «مسك الانطلاق»، «مسرِّعة مسك»، إضافة إلى «مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال»؛ التي دأبت المؤسسة على إطلاقها سنويًا خلال الأعوام الماضية، «مدرسة مسك لرواد الأعمال»، «مساحة الريادة»، «قيادات سعودية 10X».
- كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال
أُطلقت «كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال»، بالتعاون مع «كلية بابسون العالمية» و«شركة لوكهيد مارتن»، في عام 2016م؛ وذلك بهدف تطوير مخرجات التعليم ودعم «رؤية 2030».
وتسعى الكلية إلى تطوير المستوى التعليمي والثقافي، ورعاية الطاقات الشبابية ودعمها، ومواكبة تطلعات القيادة نحو تحقيق «رؤية المملكة 2030» فيما يتصل بتطوير التعليم، وسدّ الفجوة بين مخرجات التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل.
وهي أول مؤسسة تعليمية تمنح شهادة جامعية ودراسات عليا بمجال ريادة الأعمال في المملكة؛ حيث تقدم «كلية بابسون العالمية» -التي تُعد الكلية الأولى لريادة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية- و«شركة لوكهيد مارتن» خلاصة خبراتهما في التعليم العالي وفق منهجية مبتكرة في التعليم والتطبيق.
كأس العالم لريادة الأعمال
يعدُّ من أهمّ المبادرات الريادية في العالم، وهو إحدى المبادرات المهمة التي أرساها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؛ من أجل دعم رواد الأعمال وتطوير قطاع الريادة في المملكة.
تُعقد المسابقة تحت إشراف مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، ممثلةً في منتدى مسك العالمي، بالشراكة مع شبكة ريادة الأعمال العالمية؛ حيث تم تخصيص هذه المبادرة لرواد الأعمال من جميع أنحاء العالم مع كل أنواع الشركات الناشئة، سواء كانت في المرحلة الأولية أو مرحلة الفكرة أو مرحلة النمو.
وترصد مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال نحو 5 ملايين دولار من الجوائز التي ستمنح للفائزين بالمسابقة العالمية، إضافة إلى فرص الاستثمار والتدريب، والعلاقات التجارية والإرشاد المعروض.
وتضم المسابقة ما يزيد على 100 ألف رائد أعمال من 100 دولة، كما تمنح 118 فائزًا ثلاث جوائز عالمية كبرى لرواد الأعمال في المراحل المبكرة، والأفكار، والنمو، و15 جائزة عالمية للمرحلة النهائية، التي تشمل جوائز خاصة بالصناعة والمؤسسات الاجتماعية، إلى جانب 100 جائزة وطنية.
المؤتمر العالمي لريادة الأعمال
هو مؤتمر عالمي آخر يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد، ويهدف إلى التطوير الثقافي والمؤسسي في الوقت ذاته.
ويُسلّط المؤتمر العالمي لريادة الأعمال «GEC» الضوء على عدد من المفاهيم والمصطلحات المتعلقة بمجال ريادة الأعمال والابتكار والفرص الاستثمارية، بالإضافة إلى تمكين صانعي سياسات الأعمال من الاستماع لرواد الأعمال، ومعرفة التحديات التي تواجههم؛ في سبيل وضع إجراءات أكثر مرونة، وتعزيز سهولة واستمرارية العمل الريادي.
ويُعدُّ المؤتمر العالمي لريادة الأعمال منصة تفاعلية مفتوحة لرواد الأعمال والشركات الناشئة لتقديم الأفكار الواعدة، كما يُتيح لرواد الأعمال الفرصة الحقيقية للالتقاء مع نظرائهم من جميع أنحاء العالم، والاستفادة من تجاربهم، والاستماع إلى أهم الخبراء العالميين في هذا المجال.
قرارات ولي العهد
في الآونة الأخيرة اتخذ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد، العديد من القرارات المهمة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير الفرص الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. وفيما يلي بعض من هذه القرارات:
مشروع مدينة نيوم
أطلق سمو ولي العهد مشروع مدينة نيوم في أكتوبر 2017م، وهي مدينة جديدة تقع على الساحل الشمالي للبحر الأحمر في المملكة؛ حيث تهدف لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للتجارة والاستثمار والسياحة والترفيه، وتعدُّ جزءًا من خطة ولي العهد لتحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع، يعتمد على مصادر دخل مختلفة.
وتم تصميم مدينة نيوم لتكون مدينة ذكية ومستدامة، وتضم العديد من المشاريع الضخمة والمثيرة للاهتمام، مثل: مشروع الطاقة الشمسية الكبير، ومشروع الزراعة الذي يستخدم تقنيات الزراعة الذكية والمستدامة، بالإضافة إلى مركز الأبحاث العلمية والتكنولوجية، الذي يهدف إلى تطوير حلول وتقنيات جديدة في مجالات مختلفة.
برنامج الاستثمار العام
دشَّن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان برنامج الاستثمار العام في عام 2018م، وهو يهدف إلى تعزيز الاستثمارات، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية؛ حيث يتضمن حزمة من الإجراءات والتدابير الاقتصادية والتشريعية، التي تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار في المملكة، بما في ذلك: تسهيل الإجراءات الإدارية لتأسيس الشركات، تسهيل الحصول على التراخيص اللازمة، تحسين الخدمات الحكومية المقدّمة للشركات والمستثمرين.
ويهدف البرنامج أيضًا إلى تحسين بيئة الأعمال في المملكة، تشجيع الابتكار والتنويع الاقتصادي، توفير الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل: الصناعة، الزراعة، السياحة، الترفيه، الطاقة.
برنامج تطوير الحج والعمرة
في العام الماضي أطلق سمو ولي العهد برنامج تطوير الحج والعمرة، الذي يهدف إلى تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين وتسهيل إجراءاتهم؛ حيث يأتي ضمن جهود المملكة الرامية إلى تحسين خدمات الحج والعمرة وتطويرها، وتوفير بيئة ملائمة وآمنة للحجاج والمعتمرين.
ويشمل برنامج تطوير الحج والعمرة مبادرات وإجراءات عدة، تسعى إلى تحسين تجربة الحجاج والمعتمرين، وتسهيل إجراءاتهم، وتطوير الخدمات المقدَّمة لهم. ومن بين هذه المبادرات: إنشاء منصة إلكترونية متكاملة تتيح للحجاج والمعتمرين اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لأداء مناسك الحج والعمرة، ومنها: الحجز، التأشيرات، الإقامة، النقل.. والخدمات الأخرى، وتوفير خدمات النقل الحديثة والمتطورة للحجاج والمعتمرين؛ بما في ذلك قطار الحرمين السريع، ونظام النقل الداخلي في مكة المكرمة.
مبادرة نطاقات السعودية
في خطوة مهمة لتعزيز الحضور الرقمي للمملكة أطلق سمو ولي العهد مبادرة «نطاقات السعودية»، وهي تهدف إلى تشجيع الابتكار في قطاع التقنية؛ حيث تتضمن المبادرة إطلاق عدد من النطاقات الجديدة للمواقع الإلكترونية بامتداد «السعودية»؛ بما يعزِّز الهوية الرقمية للمملكة، ويسهّل الوصول إلى المواقع الإلكترونية المحلية.
وتشمل المبادرة كذلك إطلاق مسابقات ومبادرات لتشجيع الابتكار في قطاع التقنية، وتطوير الخدمات والحلول الرقمية في المملكة، بالإضافة إلى توفير دعم للشركات الناشئة والمبتكرة في هذا المجال.
صندوق الفعاليات الاستثماري
في مطلع العام الجاري أطلق سمو ولي العهد صندوق الفعاليات الاستثماري؛ لتطوير بنية تحتية مستدامة لدعم أربعة قطاعات واعدة، وهي: الثقافة، السياحة، الترفيه، الرياضة، وبناء شراكات استراتيجية لتعظيم الأثر في القطاعات المستهدفة، وزيادة فرص جذب الاستثمارات الخارجية، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ببناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي.
وبحسب البيانات الرسمية فإن صندوق الفعاليات الاستثماري يهدف إلى تطوير بنية تحتية مستدامة وفقًا لأعلى المعايير العالمية، لدعم قطاعات الترفيه، السياحة، الثقافة، الرياضة في المملكة؛ عن طريق تطوير أكثر من 35 موقعًا فريدًا بحلول عام 2030م.
تأسيس شركة طيران الرياض
في مطلع الربع الثاني من العام الجاري أصدر سمو ولي العهد قرارًا بتأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة «طيران الرياض»، الناقل الجوي الوطني الجديد، وذلك بما يتماشى مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة؛ لإطلاق إمكانات القطاعات الواعدة محليًا، ودعم تنويع الاقتصاد، والمساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي، وتعزيزًا لموقع المملكة العربية السعودية الاستراتيجي، الذي يربط بين ثلاث من أهمّ قارات العالم: آسيا وإفريقيا وأوروبا.
وبحسب البيانات الرسمية فإنّ الناقل الجوي الوطني الجديد -الذي يتخذ من العاصمة الرياض مركزًا رئيسيًا لإدارة عملياته التشغيلية ومنطلقًا لرحلاته؛ عبر امتلاك أسطول طائرات متطورة- يسعى إلى تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة والسلامة عالميًا المعتمدة في مجال الطيران، إلى جانب توفير أحدث التقنيات الرقمية للريادة في هذا المجال.
ومن المقرر أن يقود الشركة نُخبة من الخبراء المحليين والدوليين؛ حيث يرأس مجلس إدارتها معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان؛ محافظ صندوق الاستثمارات العامة، فيما تم تعيين توني دوغلاس رئيسًا تنفيذيًا للشركة، الذي لديه خبرة تفوق 40 عامًا في قطاع النقل والطيران والخدمات اللوجستية.
«ذا لاين»
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز؛ ولي العهد رئيس مجلس إدارة نيوم، عن تصاميم مدينة «ذا لاين»، التي تتمحور حول الإنسان، وتمثّل نموذجًا عالميًا رائدًا يحقق الاستدامة ومثالية العيش بالتناغم مع الطبيعة.
وكان سموه أطلق في يناير من العام الماضي الفكرة والرؤية الأولية للمدينة، التي تعيد تعريف مفهوم التنمية الحضرية، وما يجب أن تكون عليه مدن المستقبل.
وتأتي تصاميم مدينة «ذا لاين» انعكاسًا لما ستكون عليه المجتمعات الحضرية مستقبلًا، في بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95% من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%؛ لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة، بدلًا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.
وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو مترًا مربعًا، وسوف تسع نحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق في مدنٍ بهذا الحجم. وهذا بدوره يقلّل من تمدّد البنية التحتية، ويعزّز من كفاءة واستدامة المدينة على نحوٍ مميز.
كما أنَّ مناخها المثالي على مدار العام سيؤمِّن للسكان الاستمتاع بالطبيعة عند التنقل سيرًا على الأقدام. وتتيح «ذا لاين» لجميع السكان إمكانية الوصول إلى جميع المرافق والخدمات في غضون 5 دقائق، إضافة إلى وجود قطار فائق السرعة يصل بين طرفي المدينة خلال 20 دقيقة.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
- السديس: نجاح خطة إدارة الحشود وتأهب لليلة ختم القرآن
- سمو ولي العهد يُطلق 4 مناطق اقتصادية خاصة
- السديس: إدارة الحشود وفق منهجية عالمية وتأهب ورفع الطاقة للجمعة الرابعة
- “السديس” في كلمة بمناسبة العشر الأواخر: اغتنموا فرص الليالي العظيمة
- تدشين خطة الـ 10 الأواخر.. جاهزية مواقع الاعتكاف في الحرمين.. السديس: تعظيم العمل الميداني بتميز تشغيلي وحوكمة